أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خصومات ثقافية














المزيد.....

خصومات ثقافية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 01:51
المحور: الادب والفن
    


خصومات ثقافية


يجدالباحث في سيرالمبدعين، شعراء وكتاباً وفنانين ومفكرين، قدامى ومعاصرين، أن هناك مايمكن وصفه ب"الخصومات الثقافية" التي كانت –ولماتزل- قد تنشأ بين بعضهم من أبناء الجيل الواحد، من المشتغلين في الكار-كمايقال- وذلك لأسباب عديدة، منها ماهوثقافي، ومنها ماقد يأخذ طابعاً شخصياً، وهي تدفع إلى تحريك المشهدالثقافي، عندما تترفع عماهوذاتي هجين، ولطالما كان من حصيد مثل هذه الخصومات/المواجهات الثقافية تقديم مساهمات بارزة،لاسيما عندما تتم بروح مسؤولة، ولا تتهاوى إلى درك ردات الفعل التي تخرج بهذا النوع من الحوارمن مساره الجدي، إلى مسارات التهافت،العدائي، الذي يسيء إلى الأطراف المتحاورة،على حد سواء.


والخصومة الثقافية، على ضوء مثل هذا الكلام، على أنواع، فمنها ماهوإيجابي، ويتجلى في معرفة كل طرف أن هناك ضوابط وأخلاقيات للحوارللثقافي، حتى وإن كان صاحب كل طرف على النقيض التام من رأي الآخر، فإنه ليدرك ما يمكن وسمه بالخطوط الخضراء والحمراء في الحوار، الأمرالذي يجعلنا أحوج إليه-باستمرار-لإثراء الإبداع والثقافة والفكر. كما أن من هذه الخصومة، ماهوسلبي-في المقابل- حيث يتجلى في افتقاد لغة الحوار، من قبل الأطراف المتحاورة،وهويعني بذلك تجاوزنواميس الرأي والرأي الآخر، والانزلاق في حدود السفاسف، بعيداً عن الجوهر، بما يقدم صورة الأطراف المتحاورة، ورؤاهم، على ما لايليق بهم البتة،بل إنه ليدعوإلى النِّفورالثقافي،لاسيما عندما يخرج عن فضائه، ويكرِّس كل طرف ذاته، وقدراته، وإمكاناته، لاصطياد هفوات الطرف الآخر، على نحوشخصي،ووضعها بين أيدي المتلقين، بلا مسوغ، حيث يغدوالحوار-هنا-مشوهاً، بعيداً عن الفائدة العامة المرجوة .

وإذاكان الحوارفي ماهونافل، أمراً غيرمحمود،بل هومنبوذ في بعض منه، لاشأن لمتابعي المشهد الثقافي به، فإن ذلك يعودإلى أن هؤلاء المتابعين ليرون في المبدع-في أي مجال إبداعي كان- الأنموذج الرفيع، ليس كمنتج لماهوجمالي ومعرفي، فحسب، بل أنه يجسد مثل هاتين الخصلتين، في شخصه، وأخلاقه، وسلوكه، مايحدوبه إلى أن يحافظ على الخيط الافتراضي الذي يربطه بأعداد لامتناهية، متزايدة- باستمرار- في كل أصقاع المعمورة، من جمهرات متلقيه،لأن مجرَّدشذوذ بوصلته عماهومفيد بالنسبة إلى هؤلاء، لن يعتبرمجرد هدر وإضاعة لأوقاتهم فقط، وإنما محاولة إساءة للدورالمنوط بخطابه الإبداعي.

وبدهي، أن قيادة دفَّة الحوارالثقافي، بحكمة، ودراية، من قبل المبدع، إنَّما يعزِّزصلته-أكثر-بهؤلاء المتلقين، لأن عليه الحفاظ على مكانته ودوره عندهم، مادامت النظرة العامة، إلى المبدع، تقتضي أنه يشكل صنواًلإبداعه،بل أن شخصه هوأحد وجوه إبداعه،في نظرهم، وأن هناك من قد يقدمون إبداعاً فذاً في حيواتهم، قدلايرتقي إليه حضورهم الشخصي، لأسباب متعددة، الأمرالذي يعرقل تواصل محيطهم الاجتماعي-لأول وهلة مع هذا الإبداع-وإن كان لابدمن الفصل-عادة- بين شخص المبدع وإنتاجه الإبداعي، كماتركز على ذلك الدراسات النقدية الجديدة، الأمرالذي دعا رولان بارت للحديث عن" موت المؤلف"، إلا أن معرفتنا بأي سلوك غيرمستحب لدى أي مبدع مايدعونا إلى الألم عليه، في أقل تقدير، بالرغم من أن بعضهم يرى أن "الماء العذب، لايمكن أن يصدرعن الينابيع الملوثة".......!.

عموماً، إن الحوارالثقافي لمطلوب دائماً، وهو حاجة ثقافية سامية، راقية، ولا يمكن لأي مشهد ثقافي أن يتطور إلا اعتماداً على الحوار الذي يمكن أن يتم وفق المواجهات الثقافية-المعقلنة- التي يتم خلالها احترام قوانين وأسس الحوار، كما أن الخصومات الثقافية تظلّ في الحقيقة-أمراًواقعاً وضرورياً لاغنى عنه، بيدأن الحوارات التي تنتج بسببها، لابد وأن تكون ضمن إطارالمواجهة الثقافية الواعية، وألا تنحرف عن مساراتها لئلاتؤدي إلى تشويه المشهد الثقافي الإبداعي، بدلاً من تطويره وتقدمه...!

إبراهيم اليوسف

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستيركوميقري نجم لايخبو..
- ممدوح عدوان في ذكرى رحيله الثامنة...!
- ذاكرة الطفولة
- زهير البوش ولقاء لم يتم1
- شخوص غيرعابرين
- عالم الكاتب
- ثلاثة بوستات-2
- التراث الشعبي: ديمومة الحماية والتدوين
- التراث الشعبي:روح الحضارة وخزان الثقافة
- ثلاثة-بوستات- إلى-سوريا-
- طلحت حمدي في غيابته الأخيرة
- أسئلة التنمية الثقافية في ظلِّ ثورة الاتصالات والتكنولوجيا
- آرشف أوسكان يعيدالنص إلى لغته
- موت الكاتب
- أسئلة إلى الكتاب السوريين- حول الموقف من إبادة الجماعات المس ...
- مع عدم الموافقة-بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلبي
- مع عدم الموافقة: بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلب ...
- أناعابد خليل
- قابيل كردياً:
- الكاتب المتعدّد


المزيد.....




- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...
- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خصومات ثقافية