أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - سري كانيي امتحان الوطنية الأكبر..!















المزيد.....

سري كانيي امتحان الوطنية الأكبر..!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يبدوأن المجموعات المسلحة التي غزت بلدة"سري كانيي/رأس العين"، في نهاية العام 2012، في سلوك غيرمسوغ، لم تكن تلك المحاولة البائسة الأولى في أجنداتها، ومن وراءها، إذ لم تمرمجردأسابيع فقط، حتى كررت دخولها المدينة، متجاوزة الاتفاق الذي تم حول تسليم المدينة لأهلها، لإدارتها ذاتياً، بعيداً عن أي وجود للغرباء، أية كانت هوياتهم، وغيرذلك من التفاصيل الأخرى، فقد أدى دخولها ذاك إلى إلحاق المزيد من الأذى بسكانها، قتلاً وتدميراً وتهجيراً، ومافتىء أن أتبع ذلك الغزو بإرسال السفاح بشارالأسد طائراته التي قصفت بعض بيوت الآمنين، وسوتها بالارض فوق رؤوس أصحابها، ما آل إلى هجرة آلاف الأسرمن بيوتها، في هذا الشتاء القارص، ليعبروا الحدود، تجاه كردستان الشمالية، ويتحول هؤلاء، بين ليلة وضحاها إلى مهجرين ضاقت بهم حتى مخيمات اللجوء.

ولعلَّ تلك المجموعات المسلحة التي غزت المنطقة، وهي إما مقادة عن طريق بعض الشخصيات الهشة، الهزيلة، التي سرعان مابينت موقفها من الشعب الكردي، وتحولت إلى بيادق بأيدي الاستخبارات التركية التي راحت توجهها في مهمتها غيرالمقدسة"، أوأنها مجبولة على الحقد على الكرد، لهذا السبب أوذاك..، وكان مؤتمرالمدعونواف البشير في أورفة وجهها المفضوح" بعدأن تهيأ لها أن ستستعيد أمجاداً فاتتها صناعتها، بالإضافة إلى نية تفريغ المناطق الكردية من أهلها، وإخضاعها لتلك الأجندات البغيضة ضدَّ أهلها، وهي لا تختلف قط عما كان ولا يزال النظام الدموي يقوم به ضد هؤلاء منذ عقود وحتى الآن.

ولعل مدينة سري كانيي/رأس العين، إحدى أولى المدن والمناطق الكردية التي انخرط أبناؤها الكرد في الثورة السورية، تلبية لنداء أطفال درعا الأبية، وشقوا طريقهم إلى جانب أخوتهم في بقية المدن الأخرى ك"قامشلو-عامودا إلخ...، وكان أن تعرضوا للتهديد والاعتقال والاختطاف والاغتيال، وهي لما تزل كسواها من المدن الكردية تعاني من الحصار اللعين، المزدوج، من قبل النظام، وامتدادات تلك المجموعات التي ترتدي دثار"الجيش الحر"، والجيش الحر الذي عرفناه، وفق مهمته النبيلة، السامية، العظمى، في حماية أهله، والدفاع عن النفس، كما في العديد من المدن السورية بريء منه، ولما نزل في انتظار إعلان موقفه منه، وإن كنا لندري أن بعض الأيدي التي تمتد بذريعة مؤازرة الثورة، وراء هذه الانقسامات العسكرية، لاسيما وأن بعضها لاعلاقة له بفكرالثورة، ورؤية الثورة، وأهداف الثورة، وهي مجرد مشاريع كارثية على سوريا برمتها، وإنها تحقق ماخطط له النظام في بداية الثورة على أكمل وجه.

ثمة دعاوى كثيرة، يتشدق بها بعضهم وهي الهيمنة على منطقة الجزيرة كلها، عبربوابة هذه المدينة، من أجل وضع أيديهم على بترول منطقة الرميلان، وإنهاء وجود أجهزة النظام فيها، وهما كلمتا حق يراد بهما"باطل"، لأن منطقة الجزيرة فتحت أحضانهالآلاف الأسرالسورية المهجرة من المحافظات الأخرى، الذين اعتبروها-الملاذ الآمن- الذي طالما طالبوابه، ناهيك عن خصوصية هذه المنطقة التي أرادلها النظام أن تكون على"صفيح ساخن" نتيجة شرائه لذمم بعض بيادقه لضرب مكونات المنطقة ببعضها بعضاً، حيث تعدأكثرمنطقة سورية، على الإطلاق، حساسية وخطورة، ومن هنا، فإن التعامل معها ينبغي أن يكون بمنتهى الحكمة والمسؤولية، بيدأن أية محاولة للعبث بها، إنما تقع في خدمة النظام نفسه، الذي لايزال منذ بداية الثورة وحتى الآن، يحاول إشعال فتيل الفتنة فيها بلا جدوى، وإنه من الممكن أن يتم طرد بقايا أجهزة النظام، من هذه المناطق، من خلال تكاتف وتعاضد أهلها جميعاً، دون ترك الأمر لطرف دون الآخر، أوجهة دون الأخرى.

وإذا كان هناك من لايزال يشكك في أن هناك أياد تركية، وراء دفع بعض المرتزقة أوالمغرَّربهم، بعد تزيين الأمرلهم، فإن صورة قائدالمجلس العسكري في محافظة الحسكة حسن العبدالله، وهويضع على صدره علماً لم نجد له من قبل مثيلاً، حيث يدمج علم الاستقلال بنجماته الثلاثة مع هلال أتاتورك، ليشكل كوكباً خاصاً غيرمسبوق، يثيرالكثيرمن الاسئلة، ليقطع الشك باليقين، حول مرامي هذه الغزوات، مؤكداً أن ظهوره بهذا الشكل هوعبارة عن إماطة اللثام عن ذلك المخطط الذي لم يعد بخاف على كل ذي بصيرة وعقل . بالرغم من أن مصلحة تركيا، لا تقتضي ممارسة هذه اللعبة، لاسيما وأن أي عبث بالورقة الكردية من قبلها، إنما يعني فتح أبواب الجحيم على نفسها،لاسيما وأنها-الآن-تفاوض الزعيم الكردي عبدالله أوجلان في سجن إيمرلي، من أجل دخول مرحلة أخرى، بعدسقوط كل سياسات الإنكار، والتذويب، والاضطهاد والمحوبحق الشعب الكردي، وكان من الممكن معالجة أي خلل موجود في سري كانيي وغيرها-وهي شأن وطني محلي-عن طريق الحوارالوطني،بين مكونات المكان، الغيارى، الشرفاء، بعيداً عن أية جهة خارجية.

وما يدعو إلى الاستغراب، هو أن الجيش الحر الذي لا يزال يمارس مهمته العظمى في حماية الأهل، والعمل من أجل إسقاط النظام، لم يبد أيَّ موقف شاف حتى الآن-وإن كنا في انتظارموقفه- وهونفسه مايقال عن الهيئتين الكبريين: المجلس الوطني السوري، والائتلاف، لأن ما يدورفي هذه المدينة الصغيرة، التي باتت منذ أسابيع مجردأطلال، هو امتحان لمصداقية القوى المعارضة في سوريا، لتؤكد تمايزها عن النظام الدموي، لاسيما وأن هناك من يسعى لتحريف الثورة عن مساراتها، وثمة فظائع باتت ترتكب باسمها، ومن الضروري-بعد الآن-الإشارة إلى كل ذلك.حيث أن سري كانيي لم تغد مجرد امتحان وطني لمثل تلك القوى المعارضة وحدها، بل كانت سباقة لتكشف ورقة التوت، عمن يسيؤون للثورة، ويخترقونها، ويجعلونها مطية لتحقيق أغراض أخرى...!؟

ومن الواضح، أن سري كانيي، استطاعت على الصعيد الكردي، أن ترسل رسائل كثيرة، في الاتجاهات كافة، لابد من من فهمها من قبلنا جميعاً، وهي أن المحاولات المتواصلة على مدى عام ونصف لإنهاء الحراك الثوري، واستئثارهذا الطرف أوذاك بالشارع، ومحاولة فرض هيمنته الحزبية الضيقة على حساب القضية الكردية الكبرى، وحتى منع تأسيس"جيش كردي"، بعد أن لاحت دواع ذلك في الأفق ، بحيث يتجاوز هذه الحالة الحزبية، ناهيك عن محاولات عزل الكردعن الثورة، وغيرذلك، باتت الآن تتضح أنها كانت سياسات خاطئة، لأن ماحدث في سري كانيي، أكد لجميعنا أن وحدة الموقف جدَّ ضرورية، وإن أبناء شعبنا الكردي، يعضون على جراحهم، حينما يكون هناك خطركبيرداهم، أومساس بقضيته، ووجوده، وهوماراهن عليه الكثيرمن الظلاميين التكفيريين، ولن يكتب لهم إلا الخزي والهزيمة، حيث وحدت ساحات سري كانيي الشباب الكردي، في مواجهة مخطط خارجي، يصدرفيه هؤلاء مشاكلهم إليها، غيرأن هؤلاء الأبطال صنعوا ملحمة سري كانيي العظمى

أجل، لقد أكدت تجربة هذه المدينة الباسلة، مرة أخرى، أن ضرورة توثيق الصلة مع مكونات المنطقة، أمر في غاية الضرورة، بل في مقدمة كل الأولويات، من خلال التنسيق الميداني مع شرفاء المنطقة، ليكون ذلك رداً على رهانات الجهات المغرضة التي لا تحب الخير، ليس للكرد وحدهم، بل ولكل أبناء سوريا، إذ لا يمكن أن يكون هناك من يخلص لسوريا وثورتها، ويحمل كل هذه الضغينة تجاه أحد مكوناتها، وهو حال الكرد-هنا-كما حال سواهم من أشكال الفسيفساء السوري، و أن ماجرى لهذه المدينة، يضع أمامنا جميعاً، مسألة"السلم الأهلي" التي ينبغي تحقيقها فوراً، على رأس سلم المهمات العاجلة، لإفشال كل محاولات النظام، وأشباهه في مناطقنا جميعها.

صحيح، أن أهلنافي سري كانيي، هم من يدفعون ثمن ما يجري، من مواجهة مع آلتي النظام الدموي وشبيهه المتماهي زوراً مع الثورة،ولابد من كشف النقاب عنه، بيدأنهم-في النهاية ليسوا وحدهم البتة إنهم ضميرثلاثة ملايين ونصف مليون كردي في سوريا،في أقل تقدير، وأن هذه المدينة استطاعت أن تدخل تاريخ الثورة السورية، من أوسع أبوابها، لاسيما وأن أبناءها أعلنوا عن موقفهم-بقوة- مواجهين التحديات الكبيرة، في أحرج الظروف، و في الوقت الذي غدت مدينتهم المختبر الذي بينت للعالم أجمع، أن من يغز مدينة-مطهَّرة من فلول النظام- ويقصف بيوت الآمنين، إنما لاصلة له بالثورة، وأهدافها، ودماء شهدائها الأطهار، كما أن سعي لتشظي قوى الثورة الفاعلة، الميدانية، أو أي تحريف لمسارالثورة وهدفها في إسقاط نظام بشارالأسد، وبناء سوريا ديمقراطية، مدنية، تعددية، إنماهو مجرد خدمة كبرى لهذا النظام نفسه، وبيع لدماءشهداء ثورتنا الميامين..!

- وأخيراً، فإننا نحن الكردبحاجة إلى أن تكون لنا كلمتنا الموحدة، وموقفنا الموحد......

وبحاجة إلى نتجاوزكل الموانع الممكنة لتشكيل جبهة كبرى، وطنية، سورية، مع شركاء المكان، لإحباط أية محاولة غادرة لضرب المنطقة كلها

لابدّ لنا من أن نقرع الأجراس

أوضاع مناطقنا الكردية مفتوحة على كل الاحتمالات والمخاطر

فلننتبه... ولنتحرك.. حقاً...!

18-1-2013



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأُسرة الأكبر
- لعبة التماثيل:
- سوريا الآن: صورة فوتوكوبي بالأسود والأبيض
- بشارالأسد: كذاب سوريا الأول
- الكاتب بين الرؤية والممارسة
- أربع بوستات
- آليات تلقي النص الشعري
- رئات سورياالكردية من يحاصرها؟
- بشار الأسد يقود مرحلة مابعد سقوطه..!
- المؤتمرالوطني لمحافظة الحسكة:خطوة مهمة تحتاج إلى الدعم والمس ...
- خصومات ثقافية
- ستيركوميقري نجم لايخبو..
- ممدوح عدوان في ذكرى رحيله الثامنة...!
- ذاكرة الطفولة
- زهير البوش ولقاء لم يتم1
- شخوص غيرعابرين
- عالم الكاتب
- ثلاثة بوستات-2
- التراث الشعبي: ديمومة الحماية والتدوين
- التراث الشعبي:روح الحضارة وخزان الثقافة


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - سري كانيي امتحان الوطنية الأكبر..!