أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الأُسرة الأكبر














المزيد.....

الأُسرة الأكبر


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 09:39
المحور: الادب والفن
    


إلى أخي في الأسرة الأصغرالشاعروالفنان السوداني النورعلي

ينتمي المرء- عادة- إلى أسرة صغيرة، ينشأ في كنفها، وتعد حاضنته الأولى، ومهد انطلاقته إلى الحياة، طرفاها الرئيسان: أبوان، إلى جانب أفراد الأسرة، وهم الأخوة والأخوات، حيث إن هذا العش الآدمي الأول ليس مجرد مكان محايد، ينشأ فيه المرء، منذ لحظة ولادته، ونموه، إلى تلك اللحظة التي يتمكن خلالها، من تشكيل أسرته الخاصة، كما هي سنة الحياة، وهو ليس نتاج علاقة رياضية بين مجموعة من الأشخاص، ينتمون بعلاقة قربى إلى بعضهم بعضاً، تشكل عنصر حماية وأمان لهم جميعاً، وإنما هو بمثابة الأكاديمية العليا بالنسبة إليه، لأن أرومة الثقافة الأولى للإنسان، تعود إلى هذه المرحلة- تحديداً- لتظل محافظة على دورها في تشكيل رؤيته ووعيه وسلوكه .
وإذا كنا نتحدث، عن العنوان الأول للإنسان، وهو جناحا الأسرة الدافئان، وحناياها التي يعد المرء مختل النشأة، ما لم يعش في عوالمها بأمان، فإن تقدم المرء في حياته، ليحقق له انتماءات عديدة، إلى أسر كثيرة، تالية، كل منها تترك أثرها الكبير في ثقافته الشخصية، ولعلنا نستطيع أن نتحدث عن الأسرة التي ينشأ المرء فيها .

ومفهوم الأسرة الواحدة، لا يبقى في هذه الحدود، بل إنه يرافق المرء في سائر تحولاته الحياتية، حيث إن المدرسة الأولى هي أسرة أكبر بالنسبة إليه، وإن ثقافته التي يتلقاها في هذا المكان تظل رصيده الأكبر في حقل الثقافة وترجمتها، لاسيما أنها ستحيله إلى مكان شبيه- هو الأكبر- باستمرار، مع تقدم سني عمره، إلى أن يكون فرداً في أسرة أكبر- هي الجامعة- العلامة الفارقة، في سلسلة محطات تحصيله المعرفي الذي يؤهله، لأن يكون ذلك الفرد الفاعل في هاتيك الأسرة الأكبر، وهي المجتمع، أو الوطن، أو الحياة كلها .
إن كل تلك المراحل التي توقفت عندها أعلاه، تظل غير مهمة بالنسبة إلى الأسرة الأكبر، تلك، بمفرداتها المتداخلة، ما لم يتم توظيف خزان خبرات المرء وتجاربه في خدمة محيطه العام، كي يتحول من كائن بشري متلقٍ، منفعل، إلى آخر فاعل، معطٍ، وهو ما تتيحه له حقول العمل، التي تصبح الأسرة العظمى له، لأنه من خلالها يستطيع تحقيق رسالته الخاصة في خدمة أهله، وإنسانه والعالم أجمعين .
وبديهي، أنه كلما ابتعد المرء زمانياً عن سطوة حواضنه الأولى، يغدو أكثر قابلية لرفد ثقافته الخاصة، بالثقافة العامة، كي تتزاوجا، وتتلاقحا، وتتوسع حدود هذه الثقافة تدريجياً، كلما تجاوز تلك الحواجز الكثيرة التي قد تحيل بين مرحلة وأخرى، حيث يغدو هنا في حدود تأسيس ثقافته الخاصة، ذاتياً، وإن كانت تلك الأرومة الأولى تظل تمارس أدوارها، بهذا الشكل أو الآخر، تبعاً لدرجة قوة المحاكمة الذاتية لديه، إذ إنه قد يغدو على مفترق طرق، قادراً على تشكيل شخصيته، وفق رؤيته، كي يصل إلى مرحلة الخلق المعرفي، وهو خلق الموقف أصلاً .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة التماثيل:
- سوريا الآن: صورة فوتوكوبي بالأسود والأبيض
- بشارالأسد: كذاب سوريا الأول
- الكاتب بين الرؤية والممارسة
- أربع بوستات
- آليات تلقي النص الشعري
- رئات سورياالكردية من يحاصرها؟
- بشار الأسد يقود مرحلة مابعد سقوطه..!
- المؤتمرالوطني لمحافظة الحسكة:خطوة مهمة تحتاج إلى الدعم والمس ...
- خصومات ثقافية
- ستيركوميقري نجم لايخبو..
- ممدوح عدوان في ذكرى رحيله الثامنة...!
- ذاكرة الطفولة
- زهير البوش ولقاء لم يتم1
- شخوص غيرعابرين
- عالم الكاتب
- ثلاثة بوستات-2
- التراث الشعبي: ديمومة الحماية والتدوين
- التراث الشعبي:روح الحضارة وخزان الثقافة
- ثلاثة-بوستات- إلى-سوريا-


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الأُسرة الأكبر