أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - قيم الثورة ثورة القيم















المزيد.....

قيم الثورة ثورة القيم


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 08:48
المحور: الادب والفن
    


تواجه ثورات ربيع المنطقة، محاولات هائلة، وعلى أصعدة عديدة، ليس من أجل إفراغها من محتواها-فحسب- وإنما من أجل تشويهها، وتخوينها، نتيجة مستجدات كثيرة، على صعيد المنطقة، والعالم، في آن، بعد نجاح أكثرمن أنموذج عربي لها، سواء أكان في تونس، أو ليبيا، أو اليمن، حيث كان لكل منها عالمها الخاص- تبعاً للظرف الدولي والدولتي- هذا العالم الذي تولد تحت فعل الحراك الشعبي، من قبل المهمشين، والمنسيين، والمهملين، بعدأن تنبأ بها-طويلاً- رجال الفكر، والثقافة، وانخرطت أعداد منهم في لجَّتها، بيد أنه كانت هناك مسافة أمان لايمكن اختراقها من قبلهم، وهم الذين يعتمدون في رسالتهم على الخطاب، هذا الخطاب الذي لم يكن ليحظى بالقدرة على تحريك الجموع الهائلة من الجماهيرالتي تعد- عادة- وقود ومحرِّك أيِّ فعل حقيقي، يهم مصيرشعب، أوبلد ما، وهي حقيقة كانت تدركها الإنتلجنسيا، في أعماقها، متسلحة بعاملي الرؤيا والحلم، وفي مظنة من أنذرمنها نفسه، في لجة مهمة التغيير، أنه قادرعلى إذابة أي بون يحول دون تفاعل الخطاب والمخاطب، في جمهراته الواسعة، أو ترجمة الخطاب فعلاً ثورياً، بيد أنه ظل في حدود النظرية التي يسهم فيها، بأدواته المعرفية، والإبداعية، وما أكثرما نجد هنا، رجالات الفكر، والفلسفة، والبحث، كما رجالات الأدب والفن، والإعلام، كي تتغيرالمعادلة، ويصبح كل هؤلاء منفعلين، لافاعلين، وإن كانت نبوءتهم- في الأصل- هي التي التقطها العامة، واهتدوا بها، وتمثلوها، وصاروا يلجؤون إلى ماقدموه لهم من مدونات، في هتك آلة الاستبداد التي عانوا منها، عبرعقود، نتيجة افتقاد هؤلاء- مرة أخرى- في دورة سابقة، زمام استمرارية التأثيرفي تبني مصالح العامة، وذلك بسبب التقاء مصلحة رموزالدكتاتورية في هاتيك البلدان مع مصالح البِِطانة، الأمرالذي راح يدفع التنظيرإلى مسوِّغات ديمومة"القائد الضرورة"، وهوما تأسس على ثنائية: كتم أنفاس الناس، مقابل خلق شرخ بين العامة المجوَّعة، مغيبَّة الرأي، وتلك القلة، القليلة التي باتت الآن أداة تنفيذية في مواجهة الثورة، وهي التي افتقدت- في الأصل- معيارها الأخلاقي، وراحت تتخبط في عزلتها عن إطارها العام الذي أفرزته، في الغالب، كي تواصل اغترابها وغربتها عنها، في آن معاً..!
أزمة المعيارالأخلاقي:
إذا كانت تسمية الربيع العربي، قد أدرجت على الألسن من خلال استذكارثورة التشيك في مواجهة الاتحاد السوفييتي-السابق-في العام 1968، وقد وجدنا"ربيع دمشق" في العام2000 الذي" استغرق حوالي ستة أشهرفقط" و تجلى في إطاره النظري، وراح يقرأ لوحة المكان بين بعديها الزمنيين، حيث أولهما يعود إلى ركامات الماضي القريب، البعيد، نتيجة إرثه الثقيل، من خلال وصول النظام إلى دفة الحكم في العام 1963، كي يكون حاضنة لأحد أبشع صورالاضطهاد والفساد في المنطقة، وثانيهما يتجسد في التصورات التي وضعها كتاب هذا الربيع، وقد دفع أغلبهم الضريبة إما من خلال رميه في غياهب السجن، أو إسكاته معنوياًً أو فيزيولوجيا، أو من خلال تهجيره، أو حتى استمالته، وضمه إلى ركب ماكنته، جزئياً أومرحلياً، والأمثلة- تكثر- على كلتا الحالتين.
ومن الملاحظ، في مثل هذا المثال المشخص، وهويصلح لتعميمه على سواه من الأنظمة التي ولَّت، أوتلك التي عزَّزت أمكنتها، نتيجة التطورات غيرالمحسوبة التي رافقت هذه الثورات، استغلال بعضهم الإرث الرُّوحي لدى من هم ديناموهذه الثورات، والاشتغال علي تجييربوصلتها، في اتجاه خاص، ناهيك عن تمكن هاتيك القوى التي لاتزال في أيديها نواصي الاقتصاد، والاستبداد، التحرُّك في الاتجاهات كافة، وفي مقدم ذلك إذكاء صدورمن رسخوا حضورهم بمعاداتهم، عبرعقود، مستثمرين وجود أرض عربية محتلة، وفي مقدمتها فلسطين، والجولان، وهما ضلعان من الثلاثية التي كانت سيناء من ضمنها، وبقيت أنموذجاً لتزيين صورة الحوارالسلمي مع المحتل، بالإضافة إلى تحقيق موازنة العنف المضاد للعنف، من خلال خلع قمصان الثورة على بعض بطانته المنتفعة، مستغلاً حالة الفوضى، وخلط الاوراق، وفتح أبواب الثورة على مصاريعها، من دون إمكان التدقيق في أوراق اعتمادها، وحسن سلوكها.

أمام مثل هذا التشظي، المجتمعي-المباغت- في وسط حالة ارتفاع ألسنة لهيب النار، في أوضح حقل تجربة- هي مهاد الربيع الاكثرإدماء ودماراً- نجد أن القاتل استطاع تحقيق ماخطط له، منذ أولى لحظات بدء ساعة صفرالثورة، من خلال وضع فرضيات وهمية، راح يحولها إلى واقع، كي يزين ملامحه، وسلوكه، وهوالذي فرزته بيئة ملوثة، فاسدة، ترسَّخت ركائزها اعتماداً على آلة القمع، وباتت تواصل ذلك، بوتائر أعلى- كما تعكس ذلك وسائل الإعلام في أول تجسيرلكسرالمسافة افتراضياً بين الحدث والمتابع الكوني- بيد أن الأخطرفي الأمر، يكمن في تزويرصورة الضحية، وهومهدور الدم، مسترخص الروح، والممثل بجسده، والمنتهكة كرامته، والمدمربيته، ووطنه، ولايبقى الأمرعند هذه الحدود، بل تم تجاوز "خلط الأوراق" الحدود الوطنية، كي تتضبب الرؤيا، ويشكل الموقف، وتزاد عتمة الالتباس، وهوأمرمنح مسبَّقي الموقف السلبي من هذه الثورات فضاء، يتحركون فيه، للإمعان في تنفيذ ماهم مكلفون به من دورتشويه صورة الثورة، وتحصين أنفسهم بمسوّغات وطنية، وقومية، تبين أية معاينة عادية، من قبل المواطن العادي في مكانهم، أنها ملفقة، ولعلَّ صعود بعضهم، على أكتاف الثورة، ممن ليس له تجربة نضالية مباشرة، في مواجهة أعلى أهرام هاتيك الأنظمة، بلا مواربة، أو عدم توافرشرط التمثيل الوطني في بعضهم، واستنساخ بعضهم لسلوكيات السلطة، من خلال إيثارالذات، والغرق في مستنقع الأنا، وانعدام الوازع الأخلاقي، والبعد الجماهيري، أسهم في إعطاء بعض الحجج- على قلتها- لمنظري "الأنتي ثورات"، الذين يعتمدون على البراباغاندا والتضليل، كي يبقى هؤلاء جبهة واحدة، في الوقت الذي فتت مجمل العوامل الأخرى جبهة الثورة، في مثل هذا الموقع المشخص، ماجعلها تتلكأ، وتتعثر، في بعض خطواتها، ويبقى كلُّ ذلك غيرحاسم، لولا هيمنة الأفق الذي عششت فيه هذه السلوكيات، من خلال غياب الرأي الحاسم للأسرة الدولية، لأسباب شتى، بعضها يعود إلى ضبابية هوية الثورة-نتيجة عفويتها وجماهيريتها- والتقاء من هم يتراوحون على سعة ال180 درجة، ضمن سقفها، حيث القومي، والديني، والليبرالي، والماركسي، في الوقت الذي يتخندق الطرف الآخر، تحت إطارالعامل المنفعي، وإن كان هو-في الأصل-حرباوي الجلد، مراوغ الرؤية،، بلا هوية، وبلاقيم، أوأخلاق، وأن الثورة التي تخط مسارها، من خلال التضحيات الجسيمة، هي في محتواها، ثورة أخلاقية، على قيم التزوير، وثقافة التدجيل التي تلاقي رواجها، على امتداد واسع، لدى قوى الشر، أياً كان موقعها، خلال بعدي البارومترالرؤيوي.


قيم الثورة
ثورة القيم..!
بدهيٌّ، أن تلك الآلة التي تلجأ إلى استخدام العنف الدموي، كترجمة عن عنف معنوي، جزئي الدموية، في حدوده السابقة، يتكىء على إرث رمزي من الضغينة، تجاه الآخر، حتى وإن كان جزءاً من الذات يدخل في ذلك الإطار، وهوفي صميميته سقوط- بكل المعايير- وذلك لأنه متجرد عن أية ثيمة أخلاقية، مادام أن هناك إمكان إحراق كلِّ شيء من حوله، أمام تقليص سلطته، أو إقصائها، ولو كان ذلك ناجماً عن نص مقونن، أومشرعن، بل ومؤازراً برغبة الأغلبية، وإن أي تتبع لجملة السلوكيات التي يمارسها، سفكاً للدماء، وانتهاكاً للحرمات، وتدميراً للبنية التحتية، إنما يدلّ على استلاب وبائي، أخلاقي، مقيت، في الوقت الذي يكون فيه الخطاب الذي ينذرنفسه لرفع الحيف، والغبن، بل والاضطهاد، والجور، عن العامة، ناجماً عن دافع مشبع بالقيم الإنسانية، السامية، والنبيلة، هذه القيم التي لاتنطلق أية ثورة جماهيرية، إلا وكانت هي ثورتها- تماماً- على كل مايعيق ديمومة بعدها الإنساني، وشتان بين من ينتصرلطفل كي يرفع عن رقبته سكين قاتله، وبين من يمارس هذا الفعل الشنيع، أو ينتصرله، حيث هناك سلوك مابعد وحشي، لا بعد قيمياً، إيجابياً له، كي نكون هنا أمام ثقافتين متضادتين، أو سلوكين متناقضين، هما: الجمال، قرين الثورة، ومحركه، مقابل القبح، بكل أبعاده، سمة ممارس ثقافة إبادة البشر، والشجر، والحجر....!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية مابعد العنف
- الممانعة ومستنقع القصير..!
- الباحث وخيانة الأدوات المعرفية-عبدالإله بلقزيز أنموذجاً
- استقراء الالتباس
- ثلاثية المكان الكردي: 1-عفريننامة..
- على هامش اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب ...
- دمشق الياسمين
- ملحمة القصير..!
- دويُّ الكلمة
- رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان والهيئات الحقوقية الدولية في الع ...
- معشوق الخزنوي صوت لاينطفىء
- دم الكاتب
- الكاتب وأسئلة المكان:
- أسماء متفق عليها: إليهم يزلزلون زنانزينهم........!
- هزيمة المثقف وأسئلته الجديدة
- ثلاثتهم والآخرون..!
- سايكولوجيا الحرب:
- موت الكتابة بين الواقع والوهم
- ساعة دمشق:1
- ساعة دمشق:


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - قيم الثورة ثورة القيم