أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - يوسف عبدلكي يرسم لوحة السجن..!














المزيد.....

يوسف عبدلكي يرسم لوحة السجن..!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 01:15
المحور: الادب والفن
    




ليست مفاجأة على من يعرف البيئة الأولى التي انحدرمنها الفنان السوري الكبيريوسف عبدلكي، ابن مدينة "قامشلي"، المدينة التي تعد الأنموذج الفسيفسائي الجميل، حيث يعيش فيها السرياني إلى جانب الكردي إلى جانب العربي إلى جانب الأرمني والآشوري والتركماني والشاشاشني، المسيحي، إلى جانب المسلم، فالإيزيدي، فاليهودي، بل تتجاورفيها المعابد، المختلفة، لتكون هذه المدينة بيتاً واحداً، يتعايش أهله، متحابين، متآلفين، وإن كان بيت الرجل- في الأصل- هوأحد البيوت مشرعة الأبواب أمام الناس، مادام أن والده عبدالأحد عبدلكي، إلى جانب آخرين، ممن اشتغلوا على بداية تأسيس الحراك السياسي الأول لهذه المدينة، كي يبقى أثرالأسرة حتى بعد انتقالها إلى عددمن المدن، مادام الأب قدعرف السجن السوري في خمسينيات القرن الماضي، وأنه سيطرد من عمله في "مكتبة" القصر الجمهوري عند وصول الانقلابيين إلى دفة الحكم في أول سبعينيات ذلك القرن. وبدهي، أن ابناً كيوسف يفتح عينيه في أسرة ذات موقف، لن يتخلى عن موقفه، أنى حط به الرحال، سواء أكان في دمشق التي سيلتقي فيها بابني بلديه بشارالعيسى، وعمرحمدي، وآخرين، من كبارالفنانين العالميين، اليوم، كي يدفع هوضريبته سجناً لمدة عامين، في أواخرالسبعينيات بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة، كي ييمم وجهه شطرباريس، يتابع فيها دراسته العليا، ولتواصل لوحته، ورسومها الكاريكاتيرية أداء الخطاب الفني الذي اختطه لنفسه، كمبدع كبيرذي موقف، لايمكن للوحته أن تعيش دون أن ترسل ذبذباتها في اتجاهين، مختلفين، متضادين، وهما إدانة القبح، وتمجيد الجمال.

وبدهي، أن يوسف الذي ترك وراءه ربع قرن في فرنسا، حطَّ به الرحال ثانية في دمشق، حيث العنوان الأخير لرائحة أمه وشقيقه الفنان فوازوأبيه، وذلك في العام2005، وسط أسئلة كثيرة ممن نحبه، حول كيفية تنفس ألوانه هواءها وهي في ذلك المناخ المكربن، حيث آلة الاستبداد تمكن قبضتها من كل شيء، في إطار الإجهاز على كل ما هو جميل، وإطفاء الملامح المضيئة، لتتوقف قطارات المكان عند مجرد "حاجز"من الرعب، وضعه دهاة المرحلة، وهم يحتالون على التاريخ، والجغرافيا، والإنسان، في إطار تزوير كل شيء، وقلب المفاهيم، كي يقدم الفاسد أميناً، والجلاد ضحية، وبائع تراب الوطن، المساوم، المنهزم، وطنياً، يمنح أوسمة الشجاعة المزورة. إنها ثقافة انقلاب المفاهيم التي لايرضى بها المبدع، الشريف، وإن كان مصير كل من تأخذ لاؤه الرافضة بُعدها، مواجهته بشرور ثقافة المحو والإبادة، وقد شهد المكان ذاته كسر أصابع فنان مثله، يشاطره في رسم الكاريكاتير، ويجنده لثورة بلده، بيد أن ماحدث لزميله، وسواه من أصحاب الموقف الذين لم يتم التعامل معهم كأصحاب رأي،لابدَّ من الاستماع إليهم، بل كأعداء حقيقيين، لذلك فقد كان من نصيب هؤلاء المطاردة، والسجن، والإعدام الميداني، فيما لو نجوا من رحمة الحقد المبرمل، وهو يمحو ملامح المدن، واحدة تلو أخرى، في الوقت الذي يمضي المبدع: بريشته أو قلمه، عكس ذلك، من خلال تركيزه على ضخِّ الحياة بالأمل، والجمال، ورسم الأفق، نحو الناس، في الوقت الذي يريد الطغاة أن يقولوا لهم: "لاخيارعن القتل، سوى بالصمت، والرضوخ"، وهو ما يرفضه من هو من أنموذج فكر عبدلكي، مادام أنه وبعد مرور عامين ونصف تقريباً، على ثورة بلده، يرفع صوته، مع المتنادين بإعادة الألق إلى قاسيون، وبردى، وهما يريان كيف أن الخيارات تتقلص، لاسيما عندما يؤسس القاتل لصورة بديل آخر، مشوَّه، هو نفسه، في ثوب "جهلة النصرة" وهم يقطعون رأس أبي العلاء المعري، وكل ما هو جميل، في بلد جميل، يريدكلا الطرفين، أن يقوداه إلى النهاية التي لن تتحقق لهما..!
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف و-الأنتي ثورة-
- مختبرالزمن والاستقراء
- بين السياسي والثقافي حديث في عمق الثورة السورية ومشاركة الكر ...
- المثقف بين مواكبة الزمن ونوسان الرؤية
- بيان شخصي: لتكن تل أبيض الملتقى..!
- قصة وحكمة:
- أدنسة الثورة
- عامودا2013
- حكمة الكاتب
- الثنائية القيمية وإعادة رسم الخريطة الثقافية..!
- استعادة قابيل
- قيم الثورة ثورة القيم
- رواية مابعد العنف
- الممانعة ومستنقع القصير..!
- الباحث وخيانة الأدوات المعرفية-عبدالإله بلقزيز أنموذجاً
- استقراء الالتباس
- ثلاثية المكان الكردي: 1-عفريننامة..
- على هامش اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب ...
- دمشق الياسمين
- ملحمة القصير..!


المزيد.....




- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - يوسف عبدلكي يرسم لوحة السجن..!