أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - رسالة سبينوزا إلى السوريين:














المزيد.....

رسالة سبينوزا إلى السوريين:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


تتفتق عبقريات كثيرين، عشية تهديدات الضربة الأمريكية، المتوقعة، على سوريا، إذ إنه إلى جانب من يغرق في فرحه، تائقاً، متلهفاً، كي تكتحل عيناه برؤية النظام وهويسقط، ملاقاً جزاءه، بعد كل هسترياه الدموية بحق شعبه ووطنه، على أسوأ حال عبرالتاريخ، ثمة من يرتعب، وثمة من يرتبك، وثمة من يشل تفكيره، وثمة من يريد تسجيل مجرد موقف، في الوقت الضائع، كمستنكر للوعد الأمريكي الذي يعلن بعد انتهاء زمن رخصة القتل بأيدي النظام، ربما لنقلها إلى متعهدين حصريين جدداً، وماعساه بفاعل مادام أنه لم يكن مسموع الصوت في مهمة إسكات آلة الحرب ضد أهله من قبل- لينسى كثيرون جملة أمور، منها أنه: لم تأت أمريكا، بناء على رأي أحد، وإن ستحاول تبصيم بعضهم، بعد أن أخذت كل قراراتها، في لحظة تحقيق ما أرادته، بل وبعد أن يخسرالجميع، و يسقط الكثيرون، كل على طريقته.
إن مايتم هو من نتائج انحطاط أخلاق النظام الذي استجرته أمريكا للتمرغ في وحل مستقع الطغيان، إلى لحظة الإعياء، ضمن مدة الأعمارالمشروطة الممنوحة للدكتاتوريات، عادة، ليجد أوباما في الأسد خرقة جديدة، يمسح بها فشله المتكرر، وهوسقوط لروسيا بوتين، وإيران، ولكل ركاب عربة قطاراته من الساسة الصغار الذين سيتوارون إلى ماوراء بياناتهم، وخطبهم، وجرائدهم، وحملات تواقيعهم، حيث سيقصف وطننا، على أن تبدأ فصول"الفوضى الخلاقة" بنظرمن هم وراء البحار، وهوقصف لايدخل الأسد- الصيد الأرخص-مهما كانت"نمرته" في شدة الورق السورية-حتى وإن وقع في شباك الأسر- ضمن أهدافه الكبرى، كماتم الحال، قبل عشرسنوات مع الطاغية صدام حسين الذي كان مجرد"تحصيل حاصل".
إنها الواقعة الكبرى التي تتم، الواقعة التي سنسمع دوي سقوط كثيرين، ممن راهنوا على :روسيا وإيران، مايدعونا إلى أن نتذكرمقولة الفيلسوف الكبير سبينوزا الذي يخاطبنا واحداً واحداً:" إذا وقعت واقعة كبيرة، لاتضحك، ولاتبك، بل فكر"، أجل، علينا أن نفكرجميعاً بخلاص وطننا، لاسيما أن أمامنا مهمة عظمى، وهي التخلص من المفردات التي تركها النظام، طوال عقود من طغيانه، لتفرخ مداجنه،مع ولادة الثورة السورية، قطعان الشبيحة والتكفيريين، كي تستوي كفتا ميزان وصفة الاستمرارية في قيادة البلاد، المحلوم بها، والتي كان ثمنها كل عذابات السوريين، خلال حوالي ثلاثين شهراً من عمرالثورة، وهومايرتب علينا كمثقفين سوريين، أن نعنى بالمسألة، كي نكون في حالة استنفارقصوى، لنهتم بكل مايساعد شعبنا للخلاص، والوصول، إلى ضفة الأمان، بأقل خسائر ممكنة، وإن كان قلبي لايطاوعني-هنا- بذكركلمة"خسائر" حتى ولوكانت تتجسد في جرح بعوضة، أونملة، سورية، بعد هذا الفيضان من الدماء الذي تسببه النظام، وحاضنوه الإقليميون، والعالميون، بل وكل من وقف معه، وصفق له، على جبهاته المفتوحة ضد الشعب، مايدعونا إلى التركيزعلى الدعوة إلى ثقافة التسامح، ونبذ ثقافة الكراهية والانتقام الغريبتين عن إنساننا، وإن كل من لم تمكنه ظروفه من العمل في ماقبل، عليه التحرك-الآن- حيث لابد من إرساء أسس ثقافة جديدة، لأننا أمام اللحظة الأكثرإحراجاً في تاريخ وطننا وبلدنا، إنها دعوة إلى العقل في أنقى، وأسمى، وأطهر، تجلياته.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة كيمياء الغوطتين من وراء ارتكابها حقاً..؟
- خارج النظرية:
- سقوط معجم الفرقة:
- إنهم يفرغون الجسد من الروح..!
- برقية عاجلة إلى رئاسة إقليم كردستان و إلى حزب الاتحاد الديمق ...
- الرواية والمفاجأة
- التراسل بين قصيدتي التفعيلة والنثر
- شعراء كرد يكتبون باللغة العربية
- نبوءة الشاعر
- الشاعر الكردي شيركوبيكس وإبراهيم اليوسف- وجهاً لوجه-
- الشاعر لايولد مرتين
- الشاعرالكردي الكبيرشيركو بيكس ... لايليق بك الغياب..!
- «مايشبه بياناً مفتوحاً عن حرب مزدوجة مفتوحة على الكردي..!» ا ...
- رواية -الأب باولو-
- ميكانيزما علاقة المثقف والسلطة وئام أم خصام؟
- يوسف عبدلكي يرسم لوحة السجن..!
- المثقف و-الأنتي ثورة-
- مختبرالزمن والاستقراء
- بين السياسي والثقافي حديث في عمق الثورة السورية ومشاركة الكر ...
- المثقف بين مواكبة الزمن ونوسان الرؤية


المزيد.....




- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - رسالة سبينوزا إلى السوريين: