أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الرواية والمفاجأة














المزيد.....

الرواية والمفاجأة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4184 - 2013 / 8 / 14 - 01:47
المحور: الادب والفن
    


لاا يمكن لقارىء أية رواية، إلا وأن يضع نصب عينيه عنصر المفاجأة الذي يزرعه ويوزعه الروائي-بحنكة وهندسة عاليتين- تبعاً لإمكاناته وخبراته في عالم الكتابة، وقد تبدأ هذه المفاجأة منذ استهلالة الرواية، كي تجذب قارئها، لتمدَّ برأسها-بين الفينة والأخرى- تشدُّ من أزر النص، وتؤازره على إغواء مغامر عملية القراءة، كما تشدُّ من أزر هذا المغامر، متغلباً على مثبطات القراءة، وهي تظهر من خلال سلسلة العيوب الفنية، والجمالية، التي تفلت رغبة المتابعة من بين يديه وملكات حواس التلقي عنده.

والرواية-دون عنصرالمفاجأة- مجرد شريط لغوي باهت، قد تعلق على مشاجبه بعض عناصرالقص أوالحكي أو الحدث، وهوضمن هذا التوصيف تراكم لغوي، مايشبه الهذي، أو أنه-وهوالأدق- محض جسد تنقصه الروح، من دون هذا العنصر الذي تأتي ترجمته سلسلة دهشات متتالية، على اعتبارالمفاجأة تشكل نواة مصطلح الدهشة ذي المفهوم الأوسع، وهويشمل الشعروالفن، إلى الدرجة التي يكاد يقال فيها:"إن لا إبداع من دون الدهشة"، لأن الإبداع مرهون بالهشة، أو إن كلاهما وجهان لحالة واحدة.

وإذا كانت المفاجأة- روائياً-على هذا النحو، فإنها في الواقع قد تكون جد مختلفة، حيث أن الروائي قد يكتشف، نتيجة حساسيته العالية، بعض ضروب الفجاءة التي قد لا يمكن اكتشافها، لأول وهلة، من قبل سواه، وهوما ينطبق على الشاعر، والرسام، والموسيقي، والمسرحي، كما أن مفاجآت الواقع قد تكون أعمق بكثير، من ترجمتها الفنية، مادام أن الواقع، هو المصدر الرئيس للمفاجأة، وكأني بالمبدع-هنا- ذلك الصيرفي، الماهر، الخبير، الذي يبرع في التعامل مع خلائط الواقع والفن، مع خلائط المعدن والكيمياء، وهويصنع جبلَّته الخاصة، هذه الجبلَّة التي هي الواقع وهي المتخيل، هي الفعل وهي الأثر، هي الصوت وهي الصدى، مايعيد إلى البال، وبالتوارما كان يحكى عن تلك الشخصيات النصف بشرية ونصف مافوق بشرية-كما هوحال الأسطورة- عندما كانت هذه الشخصيات تأخذ بألبابنا وأرواحنا وعواطفنا-بل ومازالت- مادمنا في حضراتها، وهي تفسراللاواقع واقعياً، أو الواقع لاوقعياً، سيان ذلك، حسب متطلبات اللحظة أو الحاجة، ضمن إطارمهمة الفن، في روحه الكارزمية الآسرة التي لايمكن لمن يقع في إسارها الفكاك منها البتة، سواء أكان من خلال ممارسة متعة القراءة، أومن خلال من ممارسة ما هوأعمق منها، وأجدى وهي الكتابة: بل الإبداع..!.

والمسافة بين بعدي المفاجأة، في واقعها، وترجمتها الفنية، لأشبه بالمسافة بين الأرومة/ الأصل، والشبيه، بين الدم واسمه، بين الحرب وانعكاسها في صورة فيديو، أوقصيدة، أوقصة، أو رواية، وإن كان هناك من هوقادرأن يحاول إيجاد الموازن بين الواقع والحقيقة، بل ولايرتقي إلى مستوى درجة أن يعيشهما معاً، كما ندهت عن ماركيزتلك الصرخة المدوية، التي اخترقت الآفاق، وهويقبل على قتل بطله سانتياغونصارفي"قصة موت معلن"،تلك الصرخة التي لم تصدرحتى الآن- عن أي مراقب للدم وهويجري في أحرج لحظاته، وعناوينه، حيث وطن ينوس بين السفود الذي يخترقه مترجماً لغة الجمر، واللهب، والمجزرة التي ترتكب بحق أبناء قراه ومدنه العزلاء إلا من أدوات الحب والتوق للحرية، تمحقهم آلة الحقد والإبادة، وهم يواجهون كل ذلك ما بين "منقاربطته" العين ديوارية حتى نواة "نواه".



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراسل بين قصيدتي التفعيلة والنثر
- شعراء كرد يكتبون باللغة العربية
- نبوءة الشاعر
- الشاعر الكردي شيركوبيكس وإبراهيم اليوسف- وجهاً لوجه-
- الشاعر لايولد مرتين
- الشاعرالكردي الكبيرشيركو بيكس ... لايليق بك الغياب..!
- «مايشبه بياناً مفتوحاً عن حرب مزدوجة مفتوحة على الكردي..!» ا ...
- رواية -الأب باولو-
- ميكانيزما علاقة المثقف والسلطة وئام أم خصام؟
- يوسف عبدلكي يرسم لوحة السجن..!
- المثقف و-الأنتي ثورة-
- مختبرالزمن والاستقراء
- بين السياسي والثقافي حديث في عمق الثورة السورية ومشاركة الكر ...
- المثقف بين مواكبة الزمن ونوسان الرؤية
- بيان شخصي: لتكن تل أبيض الملتقى..!
- قصة وحكمة:
- أدنسة الثورة
- عامودا2013
- حكمة الكاتب
- الثنائية القيمية وإعادة رسم الخريطة الثقافية..!


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الرواية والمفاجأة