إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 20:19
المحور:
الادب والفن
الأول من سبتمبر:
إلى الصديق فرمان بونجق
هوأحمدك.. ولكم حدثتني عنه
قبل ولادته هناك..!
هوأحمدك
في أحده المدوَّن
على غفلة وهياج
تستيقظ معه هذا الصباح
على تحية من بعيد
كأنك لاتعرفه
كأنك لم تكن أباه
كأنه سيأخذ السرَّ معه
في صرَّةٍ تربطها بأصابع يديك
هوأحمدك..أحمد..
كم هتفت لأجله من قبل..!
كم ستهتف لأجله الآن..!
كم ستهتف لأجله فيمابعد..!
أحمد ذاته ذاهلاً في الحلم
أحمد ذاته رافلاً في الدم
يتطايرإلى شاشة الكمبيوتر
ونشرة الأخبار
استيقظت معه أوزات الجدّ
بعد أن تركها في محطة القطار
قرب حقيبة جلدية وكتب لايقرأها
إلا الإيزيديون في مطاردة الجغرافيا لهم
بن ديانة وديَّان
إلا كرد التاريخ في حصارالجهات لهم
إلاه
أحمد الكردي
استيقظت معه المدينة
المدن استيقظت
الألوان الباهتة
وسط هذه الهرولات
إلى الماء
إلى الأسماء
مكلومة بالكثير من السراب
إلى رفيف الروح
تعضّ على الجسد
في دم ذاهل
ومارة خائفين
كل ماحوله استيقظ
الأسرة الصغيرة
الأغنية المستظهرة
صورة الأم والأخت
صورة تلك الفتاة هناك
بعيداً في حدود مرَّ بها ذات حلم
تدلقها للمرة الأخيرة
كما تظنّ
دائرته كلها تحتشد الآن
من حوله
حيث كل شيء عالق بالعين
قامشلو- بنغازي- قامشلو
ياللدورة لم تستغرق إلا القليل من الشبهة
إلا القليل من اللهاث
إلا القليل من الرَّنين
إلا القليل من حكايات الجبل
عالياً في أشجار جوز وزبيب وأيائل
لم يكن لكأس الشاي في صباح "الآشورية"
من بخار
لم يكن للكلمات من أثرفي الأثير
لم تكن النافذة تؤدي إلى الزُّرقة
في الخارج
حيث الارتباك
تحاصرها حرارة الشمس
الآثار متروكة للأم البسيطة
في عبق كرديتها
للأب في تعقب الظلال
بين أكثرمن قارة
قبل أن يستقرعلى الرصاصات
في روحه وهي تسيرفي الشارع
بعيداً عنه
هو فلذة القصيدة
فلذة الحكاية
فلذة صوت الدويّ
غريباً
يهمي على دم سلس
يسيرفي أربع الجهات
أدرك الأنين في صوتك
أدرك الدمعة في كمِّ القميص
أدرك الكواكب شهيدة في المدار
أدرك المدينة تنكبُّ على العويل
هناك
أدرك كلَّ شيء
وأنا أقف أمام سدرة الغموض
لاياصديق السنوات الحالمة
لا...........
لايابن أمي
ابن المكان الطعين بالغرباء
لاياصديقي
وأحمدك تظلُّ عيناه مفتوحتين
على دبيب الوقت
حيث التمَّ على انطفاءته الأصدقاء
حيث التمَّ على دندناته الأهلون
وكانت أمه
وحيدة هناك
كانت لوركا وحيدة هناك
كانت المدينة وحيدة قربك هناك
كانت الكتب المفتوحة
على قصتك الأخيرة
تشي باستمالة الظلِّ
في غير وقته
الريَّحان في غيرأوان شذاه
هوأحمدك وهو يتيه من دأب وثقة
في قمصان الآخرين
يطير في المكان
لعله يهتدي على درب لايلوي غباره على النسيان
هوأحمدك
هوذات أحمد
هوأحمدك الصغير..!
1-9-2013
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟