أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الطفل الذي قدم أدوات قصته:














المزيد.....

الطفل الذي قدم أدوات قصته:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 05:32
المحور: الادب والفن
    


الطفل الذي قدم أدوات قصته:


لايتلكأ من يهجس بأي فن إبداعي، في العثور على المفردات التي تشكل مادته الإبداعية، فهي مبذولة من حوله في الواقع، يستطيع أن ينجز منها ما لانهاية له من الأعمال الفريدة، والاستثنائية، غير المكررة، وهو يتناولها من خلال وجهة نظره، بحيث ألا تتناص مع ما يقدمه سواه، وإن كانت المادة الخام الأولية واحدة، لأن ما يسجل لكل مبدع على حدة، هوما تضفيه لمساته الخاصة على نصه، وزاوية التقاطع للفكرة، الأمرالذي طالما توقف عنده نقاد الأدب والفن، طارحين سؤالهم، من قبيل: ترى ما المشترك والمختلف بين قاصين، أو رسامين، يتناولان حدثاً واحداً، بل وماذا سيحدث لو أن هذا الحدث تناوله أكبر عدد من القاصين والرسامين- كمجرد أنموذجين- لأن هناك الروائي، وهناك الشاعر، أو المسرحي، وقس على ذلك بالنسية إلى غير هؤلاء من المبدعين.

يتوارد مثل هذا الكلام إلى ذهني، وأنا أقف في حضرة نص"بوستي" سريع قرأته على بروفايل الكاتب دوريش محمي، أثناء زيارته الاستطلاعية إلى مدينة"ماردين عندما التقى طفلين جميلين صغيرين- هما إبراهيم وأنديرا- اكتشف أنهما من مسقط رأسه، وليعلم أنهما يعيشان في هذا المكان منذ أن شعرت أمهما التي فقدت والدهما أن الخطر يتهدد أسرتها، فجاءت بهما إلى المكان، ويبدو أن الأمر عادي، حتى الآن، في ظل ما يجري من حولنا، و تواصل المأساة الإنسانية، بيد أن جواب أنديرا، عن سؤال الكاتب لأخيها: "لم شعرك طويل يا إبراهيم"- والذي دعا إلى خجل أخيها عن الإجابة- لتجيبه هي قائلة: إنه يريد أن يحافظ على الشعر الذي نما في مدينتنا قامشلي-ويسميها- إلى أن يعود إليها، فلا يحلقه بعيداً عنها"، يأتي جدّ مؤثروأليم...!

أعترف، لقد استطاعت هذه العبارة التي لا تزيد عن بضع مفردات، والتي ربما لم تلفت في الفضاء الإلكتروني الذي بثت فيه إلا قلة، أن تهزَّ كياني- من الداخل- وأن أعيش تحت سطوتها، إلى وقت طويل، فهي تختصر مأساة الطفل من جراء الهجرة التي يبتلي بها، بسبب جشع الكبار، وموت النفوس، وسقم الأرواح، كي يدفع هؤلاء ضريبتهم عالية، وهو لسان حال أي طفل في العالم، اضطر تحت وطأة الضرورة، وبداعي الحرص على الحياة، وتهيئة سبل استمراريتها، نتيجة الخلل في المعادلة التي تربط الكائن بمكانه، حيث إننا نستطيع، ونحن نضع موقف هذا الطفل فوق مشرحة التحليل، أن نكتشف مدى حرائق روحه، وانكساراته، وهو يعد الثواني، والدقائق، في حساب الساعة- كمقياس زمني- في انتظار أوبته إلى عنوانه الدافىء، مشدوداً إليه بنوستالجيا عالية، كي يراه، وقد توافرت فيه شتى صنوف الطمأنينة، والأمان، والكرامة، والعيش، والسعادة، وهي من ضمن أولويات أبجدية العيش الكريم من قبل أي امرىء فوق تراب بلده.

واضح، أن أدوات كتابة قصة مؤثرة، متوافرة، في مثل هذه الإشارة العابرة، ضمن المدونة التي رصدت حالة هذا الطفل- وهي غيض من فيض- وإنه من الممكن أن يتم تناولها من قبل عدد لانهاية لهم من المبدعين، بل وفي مجالات إبداعية عدة، وهي وإن كانت عبارة عن شريط لغوي، عفوي بريء، لكنه يختزن في أعماقه الكثير من القهر الذي من الممكن أن يستلهم الروائي منه رواية، بأطول شريط لغوي، أو أن يجعلها الموسيقي خميرة ألحان، تنشدُّ إليها الآذان، وتتفاعل معها الأرواح، مادامت هناك على البسيطة ثمة حياة وبشر، وما يوشج بينهم من منظومة الجمال والذوق والحس بالجمال، رغم جوهره المأساوي، كما هي الحال هنا.







#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرد ستريت ترصد آراء المثقفين والسياسيين الكرد حول انضمام الم ...
- أطفالنا والحرب: من يوميات أيان
- اللاكتابة
- الكاتب و أسئلة الطوفان
- الأول من سبتمبر:
- روح الشاعر
- من يتذكرشخصية-شرو-؟.
- الأسد بطلاً قومياً ونوستالجيا أحضان النظام
- رسالة سبينوزا إلى السوريين:
- مجزرة كيمياء الغوطتين من وراء ارتكابها حقاً..؟
- خارج النظرية:
- سقوط معجم الفرقة:
- إنهم يفرغون الجسد من الروح..!
- برقية عاجلة إلى رئاسة إقليم كردستان و إلى حزب الاتحاد الديمق ...
- الرواية والمفاجأة
- التراسل بين قصيدتي التفعيلة والنثر
- شعراء كرد يكتبون باللغة العربية
- نبوءة الشاعر
- الشاعر الكردي شيركوبيكس وإبراهيم اليوسف- وجهاً لوجه-
- الشاعر لايولد مرتين


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الطفل الذي قدم أدوات قصته: