أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - -دائرة الطباشيرالقوقازية-














المزيد.....

-دائرة الطباشيرالقوقازية-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 21:44
المحور: الادب والفن
    


"دائرة الطباشيرالقوقازية"


أثارموضوع أحقية البنوة بين الأم الحقيقية للطفل، ومربيته، أومتبنيته، الكثيرمن الاهتمام، من قبل المعنيين في العديد من المجتمعات، عبرالتاريخ، وهوما كانت أجواء الحروب والهجرات والجوع والفقر والويلات تجعله واقعاً منتشراً، فباتت في الذاكرة الجمعية لعدد من شعوب العالم قصصاً تكاد تكون متشابهة، من حيث الجوهر، وإن اختلفت أسماء المتنافسين، والضحايا، والجمهور، والشهود، والقضاة، بل وإن اختلفت الآراء والرؤى، حول حسم المسألة، وتحديد أحقية أحد الطرفين المتصارعين للظفربالطفل، حيث لابد من أن يحسم الأمر- وفق طبيعة الحدث-لأحدهما، وإن كان لأي حكم من هذا النوع العلاقة المباشرة بثقافة من يصدر هذا الحكم، وتربيته، بل ومصالحه.

وإذا كنا-هنا- قد انطلقنا من عنوان مسرحبة برتولد بريخت" 1898 -1956 " من قبيل الاتكاء عليه، والاستفادة منه، فهو ليس من أجل الاستغراق في حدود رؤيته- بعيداً عن قيمتها وتقويمها فهما أمران آخران- بل لتسجيل إضافة ما على هذه الخطاطة التي التقطها الكاتب المسرحي الألماني، وأسقط عليها رؤيته، وهو يواجه إحدى الأسئلة التي كانت مطروحة في ثلاثينيات القرن الماضي- زمن كتابة المسرحية- بعيد الحرب الكونية الأولى، بل بعيد انتشارالفكرالاشتراكي، وطرح مسألة الأرض، والعامل بها، وغيرذلك، وكانت للرجل، وانطلاقاً من انتمائه الفكري رؤيته التي راح ينافح عنها، وعلى نحو واضح، كي يرجح أحقية الستحواذ الطفل الذي قتل والده، وهربت أمه في زمن الثورة، لمربيته"جروشا" الأم غيرالشرعية التي تحدت بيئتها، وادعت انتماء الطفل لها-وهي العزباء-ما عرضها للتأليب عليها من قبل زوجة أخيها التي راحت تعمل على إثارة حفيظة زوجها، ما يضطر هذه الفتاة للزواج من أحد الأشخاص الهاربين من الحرب، مكرهة، لكي تحافظ على الطفل، من ضمن الآليات التي يعتمدها الكاتب لفرض فكرة، خارجة عن سياق أعراف الحياة، وقوانينها- حيث المواجهة بين الأم المستهترة بابنها والمتبنية المكافحة من أجله- وهو ما ينجح به، لاسيما إن عرض هذه المسرحية الذي عرفه الجمهور العالمي بلغات كثيرة، وعلى امتداد بضعة عقود من زمان كتابته، وإلى الآن،بات يجتذب المعجبين، ممن يصفقون له، على اعتباره أحد أهم معاييرنجاح أي عمل فني عادة، وإن كان العرض يقدم في الأصل موقفاً مغايراً مختلفاً، حيث الانتصارللمربية، من قبل القاضي أزداك، في وجه أم الطفل الفعلية سيمون، وهنا ذروة الإثارة الفنية والفكرية، بغض النظرعن الاتفاق والاختلاف مع الفكرة ووسائلها الفنية.

ومن يقرأفي التاريخ والميثولوجيا يجد أن الملك سليمان، وأمام تنازع الأم الحقيقية لأحد الأطفال، مع إحدى المدعيات ببنوة وليدها، يحكم للأم الأولى، بعد أن يلجأ إلى حكمته الأثيرة، وهي الأمر بشطرالوليد إلى جزأين، كي تأخذ كل من المتنازعتين شطراً منه، ما يفزع أمه الحقيقية، وتعلن عن تنازلها عن فلذة كبدها، للمرأة الغريبة، مقابل أن يبقى حياً.

وبعيداً عن الاستطراد وراء تفاصيل تلك المسرحية، وهذه الحكاية، فإن مأساة مثل هذا الطفل- كرمز- باتت تنداح، على مدى أوسع، في عصر الثورة الإلكترونية، مادام نزيف جسده المتجدد، يعرض، على منصات العالم، على امتداد الشريط اليومي، يوخزالأرواح، ويصفع النواظر، حيث القضية بعيدة عن اللبس، لاسيما أن المرأة الغريبة لا تمتّ، في أكثر من عرض، للطفل، لا من خلال زمرة الدم، ولا من خلال انتماء الحرص، ما يدفعها لتمارس فعل قتله، أمام أعين النظارة، من دون أن يترجم أحدهم مشاعره تجاه صراخه، أوعويل أمه الجريحة، ولا الدائرة المجبولة بدمه المتواصل، مايجعل أدوات النص المسرحي، والتمثيل، في مستوى اللحظة الكليمة، والألم المتشظي، ضمن حدود جغرافيته.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبكة القص حبكة الواقع
- جيل الاغتراب الأكبر.........!
- الطفل الذي قدم أدوات قصته:
- كرد ستريت ترصد آراء المثقفين والسياسيين الكرد حول انضمام الم ...
- أطفالنا والحرب: من يوميات أيان
- اللاكتابة
- الكاتب و أسئلة الطوفان
- الأول من سبتمبر:
- روح الشاعر
- من يتذكرشخصية-شرو-؟.
- الأسد بطلاً قومياً ونوستالجيا أحضان النظام
- رسالة سبينوزا إلى السوريين:
- مجزرة كيمياء الغوطتين من وراء ارتكابها حقاً..؟
- خارج النظرية:
- سقوط معجم الفرقة:
- إنهم يفرغون الجسد من الروح..!
- برقية عاجلة إلى رئاسة إقليم كردستان و إلى حزب الاتحاد الديمق ...
- الرواية والمفاجأة
- التراسل بين قصيدتي التفعيلة والنثر
- شعراء كرد يكتبون باللغة العربية


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - -دائرة الطباشيرالقوقازية-