أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حبكة القص حبكة الواقع














المزيد.....

حبكة القص حبكة الواقع


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 07:09
المحور: الادب والفن
    




لمصطلحي الحبكة" و"القص"أرومتاهما الواقعيتان، خارج دائرة الأدب، وإن كنا نجد تجاوزهما الدلالي لمعنييهما الأصليين، من قبيل الاحتواء،و الشمل، والنوسان بين معنيين، لا الانزياح النهائي، حيث أن مفردة"قصص" لم تتخل عن تقصي الأثر، كما ظلت محافظة على قص الخبر- وهما من بين ركائز فن القصِّ - في الوقت الذي نجد أن دلالة الفعل"حبك" تتوزع هي الأخرى بين معنيين، أحدهما واقعي، والثاني مجازي، إذ أن حبك الحبل" شده شداً وثيقاً"، كما أنه مصطلح أدبي يقصد به الأحداث المتتابعة التي تشكل القصة، وهي متشابكة، تجذب إليها المتلقي، ولها طرقها الكثيرة، التي تعد من أولويات أبجدية محترف فن القصة.

وإذا كان كلا المصطلحين واضحان في عالم الإبداع، يبدعهما المشتغل في مجالها، فإن متلقي هذا الفن، وناقده، يكتشفانه- كل بحسب إمكاناته ودرجة تمكنه من أدوات التلقي لديه، وإن نجاح الناص في تحبيك نصه، ينمُّ عن مهارته، وعمق تجربته، وهويحسب كإحدى العلامات الإيجابية في أي عمل إبداعي، سواء أكانت قصة طويلة، أم متوسطة، أم قصيرة، أم قصيرة جداً، أم مسرحية، وإن كنا نجد أن النصوص الجديدة باتت تميل إلى اللاحبكة، بل هي نصوص اللاحبكة، من خلال التعويض عنها بحوامل فنية أخرى، لاسيما إن هناك نصوصاً"انفلاشية"، يتم الاعتماد عبرها على أحداث تبدو متقطعة، لارابط هرموني بينها البتة، وهي قادرة- حقاً-على جذب متلقيها إلى عوالمها، وإن كان هذا الرأي موضع خلاف، بين التقليديين، والمحدثين، ممن يعنون بالأدب، والقصِّ، والأشكال التي تعتمد الحبكة، وقد تذهب حتى إلى خارج المدون الإبداعي، إلى الإبداع اللامدون، كأن تكون هناك حبكة السينما- وعمادها المشهد ومكوناته السمعية البصرية-وربما شطحت المخيلة- ومن باب المجاز-فإنه يمكن الحديث عن حبكة السمفونية، أو حبكة اللوحة، على اعتبار أن الإيقاع الموسيقي، هو معادل الحبكة، وإن التناسق والبنية الشكلية في التشكيل هو الحبكة، وإن كان هذا الحديث محفوفاً-هوالآخر- بالإشكالية.

ومادمنا قد استقرأنا الدلالة المصطلحية للحبكة، ضمن إطار الفن، فإن الواقع- حاضن الحياة والفن- يمور بالحبكات اللامتناهية، منها ما يكون على صعيد الكون والواقع، حيث هناك حبكة جمالية لاتنتهي، أنى أنعمنا فيها النظر، بدءاً من حركة كوكبي: الشمس والقمر، ونظام النجوم، وتتالي الليل والنهار، ومروراً بعالمي الأنهار، والبحار، وليس انتهاء برسوخ الجبال، وتناسق البسيطة، وماعليها من شجروبشر وكائنات حية، حيث كل ذلك عبارة عن آيات إبداعية، تتصادى في أي إنجاز مستجد، خارج إطار الخلق، لتكون للخلق الفني شروطه، وسماته، وهي تبع حساسية الكائن الآدمي، ودرجة فرادته، وعمق موهبته، وتجربته على حد سواء.
ولا تبقى الحبكة، ضمن الإطارين الجماليين، واقعاً وفناً، فحسب، بل إننا أمام حبكة من نوع آخر، تتعلق بإيقاع دورة الحياة، حيث أن الفرد من خلال تواصله بماحوله من محيط اجتماعي، بل وعلى الصعد المؤسسية، والدولتية، يقع على سلسلة لاتتوقف من أنواع الحبكة، منها ماهولحظي، ومنها ماهويومي، ومنها ما يحتل شريطاً أطول من الناحية الزمانية، بل إن من بينها ماهوخير، ومنها ماهوحيادي، مقابل تلك الحبكات التي تؤلف من أجل إيذاء الآخرين، وإبادة الكائن الإنسان، أومكانه، وقد تكون لها عنوانها الحكائي، أوالقصصي، أوالروائي، وهي أيضاً مكشوفة الخطوات من قبل المتابع، مستنكرة من قبل-معيارالضمير-الذي يقرأ التاريخ، ويجري محاكماته التي لا تنتهي..







#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيل الاغتراب الأكبر.........!
- الطفل الذي قدم أدوات قصته:
- كرد ستريت ترصد آراء المثقفين والسياسيين الكرد حول انضمام الم ...
- أطفالنا والحرب: من يوميات أيان
- اللاكتابة
- الكاتب و أسئلة الطوفان
- الأول من سبتمبر:
- روح الشاعر
- من يتذكرشخصية-شرو-؟.
- الأسد بطلاً قومياً ونوستالجيا أحضان النظام
- رسالة سبينوزا إلى السوريين:
- مجزرة كيمياء الغوطتين من وراء ارتكابها حقاً..؟
- خارج النظرية:
- سقوط معجم الفرقة:
- إنهم يفرغون الجسد من الروح..!
- برقية عاجلة إلى رئاسة إقليم كردستان و إلى حزب الاتحاد الديمق ...
- الرواية والمفاجأة
- التراسل بين قصيدتي التفعيلة والنثر
- شعراء كرد يكتبون باللغة العربية
- نبوءة الشاعر


المزيد.....




- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حبكة القص حبكة الواقع