وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 17:19
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ياسين الهاشمي مصدر ازعاج لفيصل
وكان فيصل منزعجاً أيضا من الأهداف المحتملة لياسين الهاشمي . فقد كان يعرف عن هذا الأخير تراسله سراً من دمشق مع مصطفى كمال أتاتورك , وفي سنة 1923 كان لضابط عراقي أن يبلغ رئيس الخدمات الخاصة ( الاستخبارات ) بأنه رأى – خلال قيامه بواجبه في سوريا – رسالة مرسلة من ياسين الهاشمي إلى الزعيم التركي مباشرة قبل قدوم الأول إلى بغداد , كتب فيها أن لديه آمالاً بضمان مقعد لنفسه في الوزارة العراقية , وأنه إذا ما تحولت هذه الآمال إلى واقع فإنه سوف يعمل دوماً على تأييد سياسة كمال أتاتورك , ويقال أنه اضاف أنه إذا ما حصل على منصب وزير الدفاع ستكون المساعدة أكبر . ولكن , وفي هذا الأمر بالذات , ربما كان نوري السعيد , أو جعفر العسكري هو من حرض هذا الضابط العراقي على هذا القول و وكلاهما يسعى إلى ابعاد الهاشمي عن وزارة الدفاع مهما كان الثمن . من ناحية أخرى خلال سنتي 1922 و 1923 ارتبط اسم الهاشمي بحركة كانت قائمة تستهدف الحصول على حماية تركيا للعراق . وفي سنة 1925 عندما اسس الهاشمي حركة معارضة سماها (( حزب الشعب )) لم يغب التشابه بين هذا الاسم واسم تنظيم مصطفى كمال أتاتورك عن الملاحظة .
وبدا ياسين الهاشمي وكأنه مستقيم , ولكن الاستقامة كانت تقتصر على طريقته بالتصرف فقط , إذ ما كاد يمضي على وجوده في العراق إلا شهرين من ذلك , وتحديداً في آب ( أغسطس ) 1923 و وخلال حديث خاص له مع المندوب السامي , عاد فأقر أن بنود المعاهدة كانت متساهلة أكثر مما كان يعتقد بكثير , وفي أيلول ( سبتمبر ) عاد فأخبر فيصلاً بأنه كان – اي فيصل – على خطأ إذ شدد على الغاء الانتداب أو على حق العراق في تسيير سياسته الخارجية , لأن حرية العمل في الشؤون الداخلية كانت هي المطلوبة فقط . وفي الوقت نفسه أرسل ياسين الهاشمي إلى الزعيم الوطني جعفر أبو التمن تأكيداً بأنه كان بانتظار أوامره , وبأنه كان يأمل بقوة (( بطرد المضطهدين من العراق )) . وللعلم هذا ما أبعد عنه منصب وزارة الداخلية , وهو منصب كان قد رشحته له تصريحاته أمام الملك و المندوب السامي .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟