وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 22:52
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ثورة العشرين تقرب بين الشيعة و السنة
إذا كانت ثورة العشرين قد فشلت في تخليص البلاد من المحتلين فإنها نجحت , من خلال التقريب بين السنة معاً , في تقوية الشعور الوطني الذي عمل , مع نموه المطرد وسيطرته في آخر الأمر على جماهير واسعة , ليس على الحاق الأذى بالمصالح البريطانية فحسب بل أيضاً بالموقع التاريخي للسادة أنفسهم . ولكن في غضون ذلك ظل الانجليز أصحاب اليد الطولى في العراق , ومع أنهم حكموا خلال العقد التالي , بوسائل غير مباشرة نظراً لقلة مواردهم المالية . إلا أنهم استطاعوا تحقيق أغراضهم من حيث الأساس . وإضافة إلى ذلك فإنه إذا كان سادة الشامية قد عانوا نتيجة لثورتهم , فإن شريحة السادة ككل حققت مكاسب سياسية . وهكذا , ففي فترة الانتداب , أي من سنة 1921 عندما تأسست الملكية وتنصيب الأمير فيصل ملكاً على العراق بمبادرة من الانجليز , وحتى سنة 1932 عام الانتقال الفعلي للسيطرة الداخلية في البلاد إلى يديه , خص السادة ب 9 من أصل 13 رئاسة وزارة و 35 مقعداً وزارياً من اصل 113 . و بكلمات أخرى , كانت حصتهم في الحكومة أكبر من حصة أي شريحة أخرى من دون استثناء حتى الضباط الشريفيين السابقين الذين كان من بينهم أقرب المقربين إلى الملك . وشرح هذا الأمر بسيط .
في المقام الأول , من الواضح أن الانجليز سعوا إلى السيطرة على الشعب جزئياً من خلال من فهموا أنهم قادته الطبيعيون , وخصوصاً إلى السادة الذين يترأسون طرقاً صوفية مثل عبد الرحمن النقيب , أول رئيس وزراء للعراق , أو إلى السادة المرتبطين بالعشائر , مثل عبد المحسن السعدون , رئيس الوزراء في السنوات 1922 - 1923 و 1925 – 1926 و 1928 – 1929 .
وفي المقام الثاني , بالرغم من الملك فيصل الأول , الذي كان الانجليز يحكمون العراق من خلاله , كان مديناً لهم بعرشه , فإنه لم يكن أداة لهم بصرة تامة . ومن المفهوم أنهم لم يكونوا راغبين في أن يأخذ لنفسه الكثير من القوة خشية أن يصبح كبير الاستقلالية وأقل مرونة . ولهذا فإنهم بنوا سلطة المشايخ في الريف ليوازنوا بهم سلطته . وفي بغداد فعلوا ذات الفعلة عندما وازنوه بالسادة و بالممثلين الآخرين لعائلات الملاكين القدامى .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟