وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 15:23
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ماذا كانت مكانة السادة في العهد الملكي ؟
بدأً , لابد من القول أن مكانة هذه الشريحة كانت تتذبذب , في سنة 1921 كان الاحترام الذين يتمتعون به أكبر بكثير من كانوا عليه سنة 1958 .
وبالطبع , لم يكن كل السادة يحتلون مراتب متساوية . مع ملاحظة الطبيعة الذاتية أساساً للتقييم الاجتماعي , فالسيد الذي كان (( عالماً )) يحظى بمكانة أعلى من السيد العادي . وفي المناطق العشائرية , كان السادة لهم عشائر خاصة بهم , مثل جاف و وأبو طبيخ و مكوطر , يتمتعون بمنزلة أعلى من السادة الذين يحوزون أراض زراعية تحت رعاية مشايخ عشائريين . ومن الواضح أن رجلاً مثل عبد الرحمن النقيب , الذي كان نقيباً للأشراف سنة 1921 ومرشداً للطريقة القادرية ومالكاً لعقارات مترامية ورئيساً للوزراء , كان يتمتع باحترام كبير جداً في أعلى مراتب المجتمع . ولكن سكان بغداد البسطاء كانوا يكنون احترامهم الأكبر وحبهم الأكثر للسيد الاصلاحي و النهضوي محمود شكري الآلوسي الذي كان يعيش ظروف القلة , والذي عرض عليه المندوب السامي البريطاني , السير برسي كوكس مبلغ ثلثمائة دينار عبر انستانس الكرملي لكنه رفض قائلاً : (( أفضل الموت جوعاً على أخذ مال لم أكسبه )) .
وكما لوحظ سابقاً , كان هنالك سادة يملكون امكانات مادية محدودة . وهذا يظهر أن حدث الولادة لم يكن يضمن – بحد ذاته – وصولاً سهلاً إلى الثروة , بالرغم من أنه كان يضع السادة في موقع مميز لبقية المسلمين . وقد طار لقب سيد قابلاً لأن يتحول إلى كسب مادي كبير في الأنحاء الأكثر بدائية من العراق .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟