وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 21:51
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
(الحلقة الرابعة )
بعد الاحتلال الإنجليزي الثاني للعراق , تغير توجه السياسة الملكية تجاه الجيش فقد تمت احالة أعداد كبيرة من الضباط على التقاعد , و أصبح الجيش ككل في حالة يرثى لها , وقد عبر الكولونيل البريطاني جيرالد دي غوري عن ذلك :
(( كانت أحذيته ( في نهاية الحرب العالمية الثانية ) لا تصلح للانتعال أثناء المسيرات , و إمداداته بالثياب قليلة , ...............)) .
وبالرغم من أن الاضطرابات في كردستان استدعت تحولاً جزئياً في هذا السلوك الانتقامي , فقد كان الجيش في وضع سيء عندما كان عليه – بعد أربع سنوات – أن يخوض حرباً في فلسطين . إذ لم يستطع القيام بمهمته لأنه كان سيء الاعداد , رديء القيادة , غير مسلح بشكل جيد . ووفرت الهزيمة حافزاً لحصول تغييرات باتجاه فعالية أكبر . و لكن عدم ثقة الملكية بالعسكر لم تخف . ومرة واحدة في سنة 1952 , غامرت الملكية , بعد تردد شديد , باستخدام الجيش كقوة قمعية داخل بغداد . أما ما عدا ذلك فقد سعى البلاط إلى ابقاء الوحدات الفعالة بلا ذخيرة وفي مواقع بعيدة عن العاصمة . وبعد تسلم الجيش للسلطة في سوريا سنة 1949 و في مصر سنة 1952 , بذلت الحكومات العراقية جهدها لربط الجيش بالبلاط عن طريق المكاسب المالية .
وكان الفشل في استعادة ولاء الضباط يعود إلى مظهر آخر من مظاهر السياسة الملكية بعد 1941 . فقد كان التاج المعزول عن القوميين , يزيد من ربط مصائره أكثر فأكثر بالإنجليز ومشايخ العشائر , ومما أدى إلى زيادة أواصر هذا التحالف هو حصول سلسلة من الانتفاضات الجماهيرية وما تبع ذلك من انجراف أجزاء كبيرة من الطبقة العاملة و الوسطى للانجراف نحو اليسار . وكانت الحياة اليومية لهؤلاء تسير من سيء إلى أسؤ بسبب تيارات التضخم التي انفلتت بعد الازدهار النفطي في الخمسينيات .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟