وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4184 - 2013 / 8 / 14 - 10:12
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عوامل أخرى لثراء السادة
وكانت هنالك عوامل كثيرة , عدا الولادة وسمعة القدسية , تساهم في إثراء عائلات السادة . واحد هذه العوامل هو احتكارهم لمنصب ما أو وضيفة . وعلى سبيل المثال , فإن حيدريّي بغداد كانوا في أيام العثمانيين , وعلى مدى وراثة طويلة , جباة للعشر ولضرائب الأعناق ( الجزية ) من الصابئة واليهود والنصارى في البصرة . والثروة التي كانوا قد بدأوا بمراكمتها في أيام حكم السلطان سليمان ( 1520 – 1566 ) التي مانت قد تناقصت بشكل ملحوظ أيام تأسيس الملكية , ويقال أن تراجعهم يعود غلى السياسة التي كان يتبعها السلطان عبد الحميد ( 1976 – 1909 ) , وفي البعض الآخر عن انفاقهم التبذيري .
وكان بعض عائلات السادة الغنية قد تسلم , ولوقت طويل , إدارة المقامات و الأضرحة المقدسة . وعائلة النقيب زادة , من كربلاء , وهي عائلة ثرية من أصحاب الأراضي استوطنت البلدة منذ أيام الصفويين , تسلمت تكراراً (( كلدارية )) مقام الحسين . وكان السويديون لزمن طويل يقدمون متولي مقام الشيخ معروف في بغداد .
وفي حالات أخرى كانت خدمة الحكومة العثمانية هي طريق السادة إلى الأرض و الثروة . فالمكوطر كانوا قد ازدهروا بشكل رئيسي لأنهم تمتعوا بحظوة لدى الأتراك . وكان الأتراك قد أدخلوا في القرن التاسع عشر عدداً كبيراً من السادة إلى بلاد العشائر ومنحوهم مساحات واسعة من الأرض , بلا مقابل أو بايجار شكلي على ما يبدو . وكان الهدف من وراء ذلك هو استخدام سمعتهم القدسية في تهدئة الريف أو ضبط قوة المشايخ العشائريين . ولكن الصدفة شاءت ألا تكون التجربة ناجحة تماماً لأنه ظهر أن الكثير من السادة كانوا كالمشايخ في ميلهم إلى افتراس الجيران الضعفاء وفي عصيانهم وتمردهم على تسديد الدخل المطلوب من الأتراك .
وفي العهد الملكي , كما في ايام الأتراك , كانت مراكمة الأراضي تتم أيضاً من خلال الولاء للقوى الحاكمة . وعلى سبيل المثال كوفيء السيد محسن أبو طبيخ سنة 1935 بمنحه أرضاً في لواء الديوانية مقابل الخدمات السياسية التي قدمها لحكومة ياسين الهاشمي , ولكنه فقد هذه المنحة بعد انقلاب بكر صدقي سنة 1936 ليستعيدها في ما بعد .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟