وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4184 - 2013 / 8 / 14 - 12:28
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الدور السياسي للسادة
عند دراسة الدور السياسي للسادة لابد من التأكيد على حقيقة مركزيهة تعود إلى ماضيهم الحديث , و بالتحديد في القرن التاسع عشر . حيث كانوا حملة الانشقاق و المعارضة أو الثورة والسعي إلى النهضة في العراق . وكان من بين هؤلاء السادة كل من : عبد الغني جميل , الذي نظم عصيان 1832 ضد الحاكم العثماني علي راضي باشا اللاز , ومحمود شكري الالوسي الذي نفي من بغداد لمهاجمته المعتقدات الخرافية ولاتهامه بالتحريض على العصيان ضد السلطان وغيرهما كثير .
ونادراً ما يولد السلوك التاريخي للأفراد أو للشرائح الاجتماعية نتيجة لسبب وحيد , ولا يمكن الشك في أن عوامل عديدة كانت تحرك السادة يمكن تفسيرها ولو بشكل عام بهدف فهم دورهم أبان العهد الملكي .
في أيام المماليك ( 1749 – 1831 ) كان للسادة وزن كبير في الباشويات ذات الحكم الذاتي الاسمي تقريباً التي كانت تتألف منه الولايات العثمانية . وكانت سلطة السادة في المدن نابعة من ترأسهم للطرق الصوفية , أما في الريف فلترأسهم العشائر . إضافة إلى هذا , فإن الكثير من كبار علماء السنة كانوا قد خرجوا من هذه الشريحة , ومن الواضح أن العلم بالشريعة وأصول الدين كان في حينه أكثر المؤهلات مغزى في المجتمع . وكعلماء ومرشدين للطرق الصوفية اعطتهم حصة في احتكار السلطة على التعليم و التوجيه الايدلوجي التي تمتلكه العناصر الدينية , وبالتالي فقد كانت لهم كلمة مسموعة عند العراقيين . ومن السهل التصور بأن هذا منحهم قوة سياسية تجاه الحكام وتجاه الشعب على حد سواء . وكان أحمد الطبقجلي , وهو سيد ومفتي , يحظى بقدر كبير لدى سليمان باشا , باشا بغداد ( 1780 – 1802 ) . وكان علي السويدي هو الآخر من الأشراف , قد وضع سليمان الصغير ( 1806 – 1810 ) تحت سيطرته . وكذلك فقد تمتع السادة بامتيازات مختلفة , من بينها أنهم لم يكونوا يخضعون في كل مدينة للباشا الذي يحكمها بل لعضو من شريحتهم نفسها كان يسمى النقيب . وكان التعيين في هذا المنصب القيادي يتم مدى الحياة . وبالرغم من أنه يصدر يصدر من السلطان العثماني , بناءً على توصية تصدر من السادة المحليين , فقد كان المنصب يميل إلى أن يكون متوارثاً للعائلة نفسها .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟