الحلقة الثالثة والأربعون من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد
wasfi_alhufi@yahoo.com

2013 / 8 / 27

ياسين الهاشمي مصدر ازعاج لفيصل
وكان فيصل منزعجاً أيضا من الأهداف المحتملة لياسين الهاشمي . فقد كان يعرف عن هذا الأخير تراسله سراً من دمشق مع مصطفى كمال أتاتورك , وفي سنة 1923 كان لضابط عراقي أن يبلغ رئيس الخدمات الخاصة ( الاستخبارات ) بأنه رأى – خلال قيامه بواجبه في سوريا – رسالة مرسلة من ياسين الهاشمي إلى الزعيم التركي مباشرة قبل قدوم الأول إلى بغداد , كتب فيها أن لديه آمالاً بضمان مقعد لنفسه في الوزارة العراقية , وأنه إذا ما تحولت هذه الآمال إلى واقع فإنه سوف يعمل دوماً على تأييد سياسة كمال أتاتورك , ويقال أنه اضاف أنه إذا ما حصل على منصب وزير الدفاع ستكون المساعدة أكبر . ولكن , وفي هذا الأمر بالذات , ربما كان نوري السعيد , أو جعفر العسكري هو من حرض هذا الضابط العراقي على هذا القول و وكلاهما يسعى إلى ابعاد الهاشمي عن وزارة الدفاع مهما كان الثمن . من ناحية أخرى خلال سنتي 1922 و 1923 ارتبط اسم الهاشمي بحركة كانت قائمة تستهدف الحصول على حماية تركيا للعراق . وفي سنة 1925 عندما اسس الهاشمي حركة معارضة سماها (( حزب الشعب )) لم يغب التشابه بين هذا الاسم واسم تنظيم مصطفى كمال أتاتورك عن الملاحظة .
وبدا ياسين الهاشمي وكأنه مستقيم , ولكن الاستقامة كانت تقتصر على طريقته بالتصرف فقط , إذ ما كاد يمضي على وجوده في العراق إلا شهرين من ذلك , وتحديداً في آب ( أغسطس ) 1923 و وخلال حديث خاص له مع المندوب السامي , عاد فأقر أن بنود المعاهدة كانت متساهلة أكثر مما كان يعتقد بكثير , وفي أيلول ( سبتمبر ) عاد فأخبر فيصلاً بأنه كان – اي فيصل – على خطأ إذ شدد على الغاء الانتداب أو على حق العراق في تسيير سياسته الخارجية , لأن حرية العمل في الشؤون الداخلية كانت هي المطلوبة فقط . وفي الوقت نفسه أرسل ياسين الهاشمي إلى الزعيم الوطني جعفر أبو التمن تأكيداً بأنه كان بانتظار أوامره , وبأنه كان يأمل بقوة (( بطرد المضطهدين من العراق )) . وللعلم هذا ما أبعد عنه منصب وزارة الداخلية , وهو منصب كان قد رشحته له تصريحاته أمام الملك و المندوب السامي .
وصفي السامرائي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن