أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ليست معارضةً بل مشاكسةً!














المزيد.....

ليست معارضةً بل مشاكسةً!


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حين تولى الأمويون السلطةَ وتجاوزوا التوحيدَ والمشاركةَ الشعبية تكوّن إقطاعُ الخَراج، وإقطاعُ الخراج هذا الذي استولى على السلطات حتى يومنا هذا، لم يجابه بمعارضة حقيقية عميقة تخرج من عمق الشعوب ومسار الأمم الإسلامية في سيرورتها نحو الديمقراطية والحداثة والتقدم، فالمعارضاتُ المتكونة داخل المذهبيات الاجتماعية الفقهية الأولى المتحولة لمذهبيات سياسية تتوجه لتفكيك العالم الإسلامي حسب مصالح الأسر الإقطاعية في كل شعب عربي ومسلم منفصلٍ، لم تطرحْ البدائلَ الديمقراطية التحديثية بل اعتمدت على نفس الموروث المذهبي المُمزِّق والمعبر عن الطبقة المسيطرة على الخَراج، فالمعارضة (ب) هي نفس الحاكم (أ)، وسواءً كانت إسماعيلية أم زيدية أم قرمطية أم سنية قبلية فهي تكرس نفس الوضع والعلاقات الاقتصادية الاجتماعية، بل حتى لو كانت زنجية كما في ثورة زنج البصرة، حيث قام الأرقاءُ السود بتحويل البيض إلى رقيق!
ولهذا فإن المعارضات القائمة على مثل هذه الأسس تغدو مُشَاكسةً وليست معارضة، إن إقطاعية الخراج الزراعي تستبدل بإقطاعية خراج الزيت والفوسفات والحديد، وإذا كانت المذهبية السنية المحافظة هي المسيطر الأكبر على النفوذ في الرقعة الجغرافية الإسلامية وفي الزمان الممتد، فإن مماحكتها ومعارضتها من خلال نفس مذاهب الأقليات الفقهية والسياسية لم تنتج بديلاً. بل هو قلبٌ للميدالية وليس استبدالها بميدالية ملائمة للعصر.
ونظراً لطول بقاء هذه المحافظة السياسية عبر هذه القرون، فإن المحافظة الحاكمة الإيرانية هي المعارضة الأكبر والأطول بين المعارضات لها، وقد وصلت الآن لذروة المشاكسة!
لقد اعتمدت المعارضات والدول كلها على الاختلاف الفقهي العبادي البسيط وعلى خداع الجماهير واستغلالها، ولم تستطع الوصول لجذور المشكلات التي تعانيها الجماهير الشعبية، فالاختلافُ ليس في العبادات وأحكام الفقه بل في جعل الخراج الاقتصادي ملكاً للشعوب عن طريق الديمقراطية التحديثية العلمانية، بفصل المذاهب عن السلطات، وفصل الوزارات عن المُلكية العامة، وفصل المواقف السياسية عن المذاهب المختلفة، وعبر هذه الخصائص يمكن للشعوب والأمم العربية والإسلامية أن تختلف حول المواقف والمواقع الاقتصادية لكل منها، وأن تتجمع في وحدات متفقة على تطوير هذه المواقع الاقتصادية المختلفة.
إن التركيز على الانحراف عن الإسلام، ووجود الفريق الأقرب إليه، هي مغالطاتُ العصور الوسطى المظلمة، ولم تنفع مشاكساتُ الفِرق في تغيير العقائد ولا في تطوير الدول، والآن نرى ذروةَ هذه المشاكسات في إستقطابية السنة والشيعة، والعرب وإيران، وحيث يجري الاختلاف من أجل الاختلاف، وتقوم المشاكسات في كل من هذه الدول على الجانبين، فيقوم طرف(أ) بتمزيق البلد (ب)، ويقوم طرف (ب) بهتك بلد (أ)، والخَراج النفطي والفوسفاتي والمعدني يتآكل ويضيع ويتسرب للدول الأغنى، ويرفض الجانبان تجاوزَ العصور الوسطى ويستمران في الهيمنة على الخراج، وعدم ترك الشعوب تقرر كيفية توزيعه!
مهما تجاوزت المشاكسات حدود المعقول وغدت حرباً ضروساً فهي ليست سوى مشاكسة بائسة، لا تملك رؤية عقلانية، ولا قدرة على صناعة مستقبل، وهي ردود أفعال جزئية، ومراهقات صبيانية، تتوجه للإضرار بالشعوب وتصعيد الحصارات والمنكافات مع العالم، وإهدار الثروات في عسكرات قيمة لصانعيها وعقيمة لمستخدميها.
وتذهل كيف حولوا الإسلام من اختلافات على غسل القدمين والوقوف في الصلاة إلى خنادق مراهقين عصبيين وشراء للأسلحة الفتاكة وحرق شوارع البلدان والمنطقة؟
الآن يجري العمل لحرق منطقة العراق والخليج وإيران من قبل القوى الطائفية المتطرفة مع عجز الدول على مدى نصف قرن من القيام بإصلاح ديمقراطية عميقة واسعة واعتمادها على خلق الثروات للطبقات الحاكمة وذيولها من الانتهازيين، ومع هذا وضد هذا فإن الجماهير الشعبية مدعوة في هذه الدول كلها للوقوف ضد الصدامات والحروب الأهلية والخارجية وبضرورة تحويل السلام إلى قضية محورية، والنضال عبر معارضات مسئولة للتغيير، معارضات تقدم الخطط البديلة وتصارع بسلمية وتحضر وصمود جبار، تقدميةً في أهدافها ومحافظةً على ترابها وشعوبها وخيراتها وحرياتها ومذاهبها وأديانها!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقبلية في العمل السياسي
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (9)
- المراحلُ التاريخيةُ والموقفُ المغامرُ
- صراعٌ قومي وشكلهُ ديني
- ظلالُ الامبراطورية على إيران وروسيا


المزيد.....




- فرنسا ترحل طالبة من غزة إلى قطر بعد اتهامها بكتابة منشورات - ...
- الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- الاحتلال يقتحم مقر شبكة الجزيرة برام الله ويمدد إغلاقه
- تقرير: الاحتلال يعتقل 18 ألف فلسطيني بالضفة منذ طوفان الأقصى ...
- استمرار فعاليات التضامن مع غزة في ألمانيا
- جامعة بجنوب أفريقيا تطلق مشروعا لحماية وحيد القرن من الصيد ا ...
- توترات بين الأطراف المسلّحة بإقليم تيغراي الإثيوبي
- ما دلالات تصاعد الأحداث المتزامن في السويداء والشمال السوري؟ ...
- نقاط انتظار المساعدات.. كمائن قتل للمجوعين في غزة
- قادة أجهزة أمنيون سابقون بإسرائيل: إنجازاتنا محدودة وحرب غزة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ليست معارضةً بل مشاكسةً!