أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعٌ قومي وشكلهُ ديني














المزيد.....

صراعٌ قومي وشكلهُ ديني


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت الإمبراطوريةُ العباسيةُ برأسين مزدوجين؛ عربي كخليفةٍ وفارسي كرئيسِ وزراء، آلُ الرشيد والبرامكة، جسمٌ من الأمراء الكبار العرب وفئاتٌ وسطى من الشعراء والنحويين والمتكلمين والفلاسفة من أصولٍ فارسية.
في هذا الزمن لم تنغرسْ المادةُ الدينية في حراك القوميتين الرئيستين المتواريتين في المشرق بعد فكانت مذهبيةً عامة شخصية، حتى إذا أخذ الجسمان السياسيان العربي في بغداد والفارسي في الري يتشكلان وتظهر الدولُ الفارسيةُ المتعددة بشعارات التيارات الإمامية الأولى الزيدية فالإسماعيلية وهي تعودُ للغة الفارسية المتداخلة باللغة العربية، وتستعيدُ الفئاتُ الارستقراطية والوسطى الفارسية شيئاً من حضورها وحضارتها القديمة وتعود لبعض تقاليدها التي أزاحها العربُ وتدمجها بالإسلام المُلغى الطابع البدوي منه، وتُؤخذُ الجوانبُ الخارقة الاسطورية من التراث الفارسي القديم وتُدمجُ بالإماميات في شكلٍ قومي من اللاعقل، كان العربُ الارستقراطيون والفئات الوسطى التابعة لهم من جهةٍ أخرى يتمسكون بحرفيةِ النص الديني تمسكاً شديداً يدخلونه في الزجاجات الضيقة حتى لو تكسرت.
الفلسفاتُ الصوفية والمنطق وتطورات العلوم العقلية لا تتداخل وهذه المذهبية العربية الإسلامية النصوصية الحَرفية.
في تكوين الدول الفارسية والعربية على جانبي بلاد النهرين برزتْ القوميتان الفارسية والعربية بأدواتِ العصور الوسطى، إحداهما تحلق بأجسام الدراويش الصوفيين، والأخرى تسير على الأرض بأجسام رجال الدين النصوصيين.
وعبر قرون لم يستطع العرب والفرس أن يتجاوزوا عالمَ المزرعة والخَراج، عالم القرى والمدن المتخلفة التي تمتلئ بثمار أزماتِ البداوة والأرياف وتحللا كلَ شيء بالكلمات المتقاطعة القادمة من الأبراج.
ظلوا قوميين متعصبين يضعون عباءاتٍ رماديةً مذهبية على أكتافهم. العداوة التاريخية نقلوها من الاقتصاد إلى الدين والاساطير.
وصل هذا الصراع لذروته بين الدولتين الفارسية والتركية العثمانية وعاد مرة أخرى بشكل فارسي عربي واسع النطاق.
النهضاتُ على الجانبين لم تخرجْ من عوالم العصور الوسطى، فالخَراجُ صار على المؤسسات الاقتصادية والارستقراطيات صارت قوى الدولِ المتحكمة في الثمار الزيتية والمواد الأولية والنخاع اللاعقلي، والبيروقراطيات (الوطنية) المختلفة لا تطلع من نسيج القوى المدنية بل من القبائل والطوائف التي تنسخُ الماضي بثقافته المتيبسة الآلية.
هذه الثقافةُ المتيبسةُ سواءً صوفية اندمجتْ بأساطير واعتمدتْ على عواطف عبادية ملتهبة أو نصوصية مأسورة بالحروف لا تَرى ما وراء الكلمات من واقع وبشر، ألغتْ القومياتَ والطبقات وشكلتْ قلاعاً حربيةً محصنةً على طرفي النهرين السياسيين العدوين لا تقبلُ الحراكَ التاريخي الحديث وتبادلَ الزيارات الودية.
ظهورُها بمظهرِ المذهبية السياسية قبل عقودٍ كان بداية الأزمة، وعودة الظهور مرة أخرى غدا ذروةَ الأزمة.
وفيما كان العالمُ يسير إلى الإمام كانت المنطقةُ تسير للخلف وهي تمسكُ مدافعَ رشاشة.
هي لا تفعلُ سوى أن تدمرَ نفسها، وتقبلُ بذلك، ولكن لا تقبل أن تعيدَ النظرَ في تاريخها. فالرؤوسُ الصلبةُ تعدلا نفسها للكسر لا للحفر.
والعالمُ المستفيد يقول دعوهما يتقاتلان ويدمران نفسيهما فبعد ذلك يريدان إصلاح ما دمراه ونحن جاهزون بالعقود والفواتير: ينابيع النفط لديهم وخزائنها لدينا.
الصعوبات تكمن في تراكم القيود على القوميات والعامة والخاصة، والارستقراطيات البيروقراطيات التي توسعت وتجمدت في قواقعها سربت أمراضها للعوام المتعصبين طعام الحروب وضحاياها.
كم مرة قيل (بعد خراب البصرة) لكن هل ظهر حكماء بعد خرابات البصراوت؟



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظلالُ الامبراطورية على إيران وروسيا
- لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية
- قاطرةُ التاريخِ
- طائفتانِ في مجرى الصراعِ السلبي
- صراع القبائل والنصوص
- سوريا من انتفاضةٍ شعبية إلى حربٍ أهلية
- بلزاك: الرواية والثورة( 8- 8)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (7 -8)
- غيرُ قادرين على التوحيد
- شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- تبايناتُ القوى التقليدية
- العقائدُ المتأخرةُ والثقافةُ
- صراعُ الإقطاعِ والبرجوازية العربي
- ممثلو الصوتِ الواحد كيف يتحاورون؟
- الوعي الديني والإقطاعُ المناطقي
- الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي
- المسلمون في مفترقِ طرقٍ
- تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- بلزاك: الرواية والثورة(6-6)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (5 - 6)


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعٌ قومي وشكلهُ ديني