أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - طائفتانِ في مجرى الصراعِ السلبي














المزيد.....

طائفتانِ في مجرى الصراعِ السلبي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين توجهت القممُ الطائفيةُ السياسية الإيرانية لاختيارِ ولايةِ الفقيه كشكلٍ سياسي أيديولوجي سائد كان هذا قفزةً من العصر الوسيط للعصر الحديث وتتويجاً لمسار الدول الطائفية منذ الصفويين التي هيمنت على معظم القوميات الفارسية والأذرية والتركية في المجال الإيراني متجهةً نحو التمدد للفضاء العربي، غرباً، غير قادرة على التحول الليبرالي الداخلي العميق، فجاءت العسكرةُ ورفض الثورة المشروطة التي حوصرت من قبل المحافظين ثم جاء صعود الشكل المَلكي الإمبراطوري وهذه الظاهرات كلها تعبيرٌ عن قومية سياسية متعصبة لا تريد حل مشكلات الحريات والديمقراطية والحداثة في عمقها المحافظ.
هذا التتويج الذي إتخذ شكلَ الثورة إلى الوراء عجز عن حل قضايا الثورة الوطنية الديمقراطية وهي الإصلاح الزراعي عبر توزيع الأراضي على الفلاحين وتوسيع حريات النساء وتصعيد دوري العمال والرأسمالية الوطنية ونشر الديمقراطية والثقافة العقلانية.
لقد انقلبت الثورةُ إلى دكتاتورية ضد الشعب، وصار تحالف رجال الدين الكبار والعسكر هو شكلُ النظام القمعي بطرفيه المذهبي والبوليسي، مما جعله في خوفٍ مستمرٍ من إعادة إنتاج الثورة والعودة لتطبيق برنامج الثورة الوطنية الديقراطية، ولهذا كان القفز للأمام وتصدير الثورة أي نشر البرامج الطائفية التمزيقية للشعوب العربية خاصة.
فنفسُ الشكلِ الأيديولوجي عبر الشعارات الثورية الزائفة وعدم الاعتراف بمضمون الثورة الديمقراطية جرى نقله للدول العربية.
وكان ذلك لابد أن يتم من خلال الحراك الطائفي والعديد من الدول العربية قابلة لهذا المرض.
الأمةُ العربيةُ من جهةِ ظروفها وتكوينها هي ذاتُ مسارٍ مختلفٍ عن مسار الأمة الفارسية المُحاصرة بين قومياتٍ كبيرة، ولكن الأمة العربية تقع عبر دولها وشعوبها في نفس مهمات الثورة الوطنية الديمقراطية بمسارات متعددة ومستويات مختلفة في مقاربة الثورة الديمقراطية بين هذه الدول غير المنجزة حتى الآن.
لقد جمدت رأسمالياتُ الدول البيروقراطية والشمولية في العديد من شعوب الأمة العربية مهمات التحول الديمقراطي فلم تجرِ إصلاحاتٌ زراعية وتحررية للنساء وثورات ثقافية عقلانية وحريات ديمقراطية واسعة، رغم الاستثناءات القليلة في بعض لحظات التطور السياسي الاجتماعي، لكن هذه الاستثناءات لم تخلق تجاوزاً للثورة الديمقراطية المطلوبة التي ظلت ممتنعة التحقق الواسع.
لكن في الدول العربية المتعددة لم تحدثْ مركزيةٌ عسكرية شمولية على غرار التجربة الإيرانية، وأعطت نماذجَ مختلفة، ومساحات أكبر لليبرالية، كما تواجدت فيها مشكلات عميقة، مثلما كانت المذاهبُ السنية ذات تعددية في دول مختلفة، ولم يكن بإمكان دولة مذهبية ما أن تنتج تجربةً مركزية قومية مذهبية غازية، والدول العسكرية العربية كانت هي الأخرى تصدرُ مشكلاتِ عجزِها عن حل قضايا الثورة الديمقراطية إلى الخارج كالنموذج الإيراني وتحطمت عبر ذلك وعبر التطور الديمقراطي الشعبي الداخلي.
لقد وَجدت العديدُ من شعوب الأمة العربية حل مشكلاتها الاجتماعية والاقتصادية عبر التطور السياسي الداخلي المتعدد الطرق والإيقاعات، ولهذا فقد اصطدمتْ بالمسار الإيراني الذي يعملُ على رفض تطورهِ الديمقراطي الداخلي بعرقلة التطورات الديمقراطية في الشعوب العربية.
وكانت الأقسامُ الشيعيةُ المُسيَّسة من الشعوب العربية هي المدخلُ لخلط الأوراق، عبر عرقلة التطور الديمقراطي للشعوب العربية وتفجير حراكها ومشكلاتها عبر الطائفية السياسية، خاصة من خلال الأقسام الريفية والشبابية المحدودة التجربة وعبر نقل النموذج الإيراني القاصر الشمولي ونفخه بالتعبيرات الثورية الفضفاضة.
وقد جاءت التطوراتُ الثوريةُ للشعوب العربية ومقاربتها للديمقراطية وبدء مطالبتها لإصلاحات عميقة وتولي الجمهور قيادة التطور لتضرب النموذجَ الإيراني وعمليات اختراقه لجسم الأمة العربية وتصاعد ذلك في بدءِ تصفيةِ نفوذه وتكشفُ مضمونَ نظامه على نحو جماهيري عربي إيراني مشترك واسع، وهو الأمر الذي حاول الالتفافَ عليه عبر اختراق معاكس لبعض الدول والتيارات العربية الدينية لحرف مسارات الثورات العربية ولخلق صداماتٍ داخلها وبينها وبين الدول العربية، ولكن الاندفاع العربي الديمقراطي لم يتوقف وراح يقترب من حدوده.
إن وقوف التحولات العربية عند الجانب المذهبي سوف يعززُ النظامَ الإيراني ليحولها لحربٍ دينية تكرس وجوده المتصدع لكن تقدم العرب لتقديم نماذج ديمقراطية تحديثية لن يكون في صالحه ويعزز قيام الشعب الإيراني بدوره النضالي الديمقراطي ليكمل حراكه في ثورته الناقصة المسروقة من قبل الإقطاع الديني لأن الأممَ العربية الإسلامية تتبادل التأثيرات وتنمو كمجموعةِ شعوبٍ متقاربة في عمليات تجديدها الديمقراطية التحديثية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع القبائل والنصوص
- سوريا من انتفاضةٍ شعبية إلى حربٍ أهلية
- بلزاك: الرواية والثورة( 8- 8)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (7 -8)
- غيرُ قادرين على التوحيد
- شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- تبايناتُ القوى التقليدية
- العقائدُ المتأخرةُ والثقافةُ
- صراعُ الإقطاعِ والبرجوازية العربي
- ممثلو الصوتِ الواحد كيف يتحاورون؟
- الوعي الديني والإقطاعُ المناطقي
- الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي
- المسلمون في مفترقِ طرقٍ
- تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- بلزاك: الرواية والثورة(6-6)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (5 - 6)
- الحريقُ الطائفي ينتشر
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- اليمن والخليج بين المبادرةِ والمغامرةِ
- بين ضفتي الخليج


المزيد.....




- ليس في أمريكا..أين يقع أقدم منتزه وطني في العالم؟
- أول تعليق من الكرملين بعد دعوة رئيس أوكرانيا لإجراء مباحثات ...
- كيتي بيري كادت أن تسقط من على منصة فراشة خلال حفلها في سان ف ...
- في قلب دخان أسود.. كاميرات مثبتة بالجسم توثق إنقاذ سكان مبنى ...
- آلام الأسنان: ما السبب وراء الألم عند تناول المثلجات والمشرو ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء في مناطق -لم يعمل بها سابق ...
- سوريا: هدوء نسبي في السويداء ونزوح جماعي بسبب أعمال العنف
- هل أصبح ترامب جزءا من الدولة العميقة التي حاربها؟
- بولر متفائل بشأن اتفاق جديد ويصف حماس بالعنيدة
- صحف عالمية: إسرائيل ترتكب بدم بارد جريمة ضد الإنسانية في غزة ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - طائفتانِ في مجرى الصراعِ السلبي