أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سوريا من انتفاضةٍ شعبية إلى حربٍ أهلية














المزيد.....

سوريا من انتفاضةٍ شعبية إلى حربٍ أهلية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الصراعُ الطائفي السياسي الاجتماعي في سوريا فجرَّ بدايةً هبةً شعبية واسعة فضفاضة ليس فيها طبقات وطنية تضمُ كلَ الشعب، وبرزت كتناقضٍ بين الأرياف الشعبية الفقيرة ومؤسسات المدن الكبرى العسكرية والبيروقراطية المسيطرة.
الهيمنةُ المذهبية السياسية المحافظةُ على قوى الانتفاضة قادتها نحو معركةٍ فاصلة بين المذهبيتين السياسيتين السنيةِ والعلوية، في حين كانت الأطرافُ الوطنيةُ العلمانية فئاتٍ صغيرة غيرَ مؤثرة في هذا البحر الجماهيري العفوي أو المنظم الرسمي الباتر عسكرياً الدموي.
كانت الخريطةُ السياسيةُ الاجتماعية تنزلقُ شيئاً فشيئاً نحو القرون الوسطى، نحو الصراعاتِ الدينية البدائية، مثلما يبدو الدمارُ واسعاً هائلاً ضد المؤسسات التحديثية من وزاراتٍ وأبنية ومؤسسات تجارية وسياسية.
غدت القوةُ العسكريةُ العنيفة هي المتصارعة الحاسمة في تطور الأحداث، فتنزلقُ المنطقةُ كلها نحو القرون الوسطى وصراعاتِها المذهبية المتخلفة.
لم تشهد تلك القرونُ الوسطى حرباً واحدة مذهبيةً سياسية بين القدامى، بل كانت الحروبُ تجري مع الغزاة سواءً كانوا بيزنطيين في الشمال أم صليبيين غزاة متعددي جهات القدوم أم مغولاً مندفعين من الشرق، وهذه المفارقةُ الهائلةُ بين أجداد بسطاء حافظوا على الوحدات الوطنية وبين أحفادٍ انغمسوا في الصراعات الدينية المتخلفة مذهلةٌ ومرعبة.
صراعُ البعثِ العسكري الفاشي المنحدرِ للطائفية السياسية والإخوان السنة المحافظين غير العقلانيين وغير العلمانيين هو ركيزةُ هذه الحرب الأهلية الضروس.
لقد كانت الانتفاضةُ شعبيةً عفوية واسعة قابلها النظام بشراسة منقطعة النظير، فكانت ثمة فاشية حاكمة استوعبت وخربت كل التيارات البرجوازية الصغيرة التحديثية المتذبذبة عبر جرِّها للانتهازية وغمسها في الفساد حيث تآكلت أدواتُها المنهجيةُ النقدية التحليلية الموضوعية فغدتْ في صفِ رأسمالية الدولة الشمولية العسكرية، ولم تناضل من أجل تغيير طابع رأسمالية الدولة هذه نحو رأسمالية ديمقراطية حرة علمانية، بسببِ خرابِ وعيها الماركسي الزائف، الذي غدا يافطات إيديولوجية مُبرِّرةً للانتهازية.
هذا جعل الجماهير الشعبية من دون بوصلة موضوعية حقيقية، موجهة الحركة الاجتماعية نحو التوحيد الوطني، وتعاون الطبقات لتغيير طابع رأسمالية الدولة النازف للموارد من أجل ميزانية العسكرة أو نحو الهدر الداخلي.
وبهذا فإن الشعارات الطائفيةَ السياسية اليمينية باتجاهٍ مضادٍ هي التي تحركتْ بقوةٍ كبيرة وخلقتْ عاطفيتها السياسية الشديدة الحادة، وجعلت قوى رأسمالية الدولة الطائفية الحكومية القوية تحافظُ على تماسك جبهتها الداخلية وتضربُ بقوة.
مثلما عبرت رأسمالية الدولة العسكرية عن كونها واحدة من نماذج إقليمية وعالمية تآزرت معاً وصارت فاشية عالمية وحشية، فيما كانت الرأسمالياتُ الغربية لا تجدلا في بديل النظام نموذجاً عقلانياً ديمقراطياً صالحاً لحياة، وفيما لم تمثل الرأسماليات الحكومية العربية والإسلامية المتراقصة بين الشمولية والليبرالية، بين الاستبداد والحرية، بين تحرير الشعب وبين خنقه، المساعدةَ القويةَ القريبة من مساعداتِ القوى الأخرى للنظام الفاشي، فظلت مترددةً محدودة المساعدة غيرَ قادرةٍ على طرح بديل ديمقراطي علماني يجعل الشعوبَ تستقرُ إليه بدلاً من تكرار نموذج الدولة الطائفية الشمولية الجديدة، وقد برزتْ بعضُ مخالبهِ تتصاعد في وجوه الشعب والدول الأخرى.
إن طبيعة القيادات المذهبية المعارضة المتذبذبة تكشفَ ترددها وانتهازيتها في قلب المعركة فيما كانت الجماهيرُ تقوم ببطولات أسطورية، فتطرح المساومات في أتون الصراع الحاسم الضاري، وتبحث عن إنقاذ لعصابات من النظام فيما كان الموقف يتطلب أن تركز على الإجهاز عليه بقوى من التضحيات الهائلة في مثل هذه اللحظات المصيرية، وأن تحول كل هذه الانشقاقات الواسعة لطوفان من النار على مواقعه الأخيرة.
قياداتٌ كثيرة تتفذلك وتمارس سياحة واسعة بدلاً من أن تدخل قلب المعركة وتنضم للمحروقين في الداخل تاركة كل هذا التسول من القوى المتلاعبة في مصير الشعب السوري.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلزاك: الرواية والثورة( 8- 8)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (7 -8)
- غيرُ قادرين على التوحيد
- شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- تبايناتُ القوى التقليدية
- العقائدُ المتأخرةُ والثقافةُ
- صراعُ الإقطاعِ والبرجوازية العربي
- ممثلو الصوتِ الواحد كيف يتحاورون؟
- الوعي الديني والإقطاعُ المناطقي
- الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي
- المسلمون في مفترقِ طرقٍ
- تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- بلزاك: الرواية والثورة(6-6)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (5 - 6)
- الحريقُ الطائفي ينتشر
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- اليمن والخليج بين المبادرةِ والمغامرةِ
- بين ضفتي الخليج
- الديمقراطيةُ البرجوازيةُ العماليةُ
- الحزبُ الديني ورأسُ المالِ الوطني


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سوريا من انتفاضةٍ شعبية إلى حربٍ أهلية