أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!














المزيد.....

أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قرون دولِ الأشرافِ الموحَّدة فالمنقسمةِ العربية الإسلامية الإنسانية مالَ تأرجح فئاتِ البرجوازية الصغيرة المنتجة للأفكارِ نحو الإقطاع السياسي، حيث امتلك هذا الإقطاعُ المركزي أموالَ الخراج، وبهذا الفيضِ النقدي المحدود انتعشت أشكالُ الأدب والفن والفكر، وغدت لها طوابع البحث ذي العقلانية المبسطة، وشعر المدح والحب والغناء والنثر القصصي ذي الحكمة، وتشكلت بداياتُ فلسفةٍ باحثة عن العلل القريبة المرتبطة بالنصوص الدينية.
وحين تزعزع الإقطاعُ السياسي الامبراطوري وغاب مركزُهُ وتفرق الخراجُ بين دولٍ عدة وضَعُف وصولهِ لفئاتِ البرجوازية الصغيرة المنتجة للوعي من الكتاب والشعراء والباحثين، تغيرت أشكالُ الانتاج الثقافي الفكري فمالت للابتعاد عن الواقع وأتجهت إلى اليأس والأسى، وارتكزت على الغيب الشديد المفارق وشحبتْ العقلانيةُ فظهرتْ الصوفياتُ المتعددة وشعر الفردية الجامحة أو الشكلانية التعبيرية والدروشة وثقافة الانحطاط التي سلمت الأمم العربية الإسلامية للغزو الأجنبي.
البُنى العربية المعاصرة المعبرة عن النهضة الحديثة الثائرة لقطع العلاقة القديمة تأرجحت مرة أخرى خلال ألف بين شكلي الإقطاع السياسي والديني، ولعبت الفئات الوسطى والصغيرة أدوار الحراك بين هذين الشكلين رافضةً النضال ضدهما معاً.
في البدايات التحديثية وقفتْ مع الحداثة وأشكال تطورها دون الحفاظ على كل سمات الحداثة فصعدت مع الدكتاتوريات العسكرية والأنظمة الشمولية المستقلة، وحين حدثت الأزمةُ العربية الشاملة الراهنة ركزتْ الهجومَ على قطب واحد من البناء الاجتماعي هو الحكومات المسيطرة.
اندفعت بقوة للهجوم على الإقطاع السياسي المرتكز على رأسماليةِ دولةٍ متأرجحة، تفرغُ الخزائنَ العامة، وهجومها الشديد على الإقطاع السياسي المتمثل في حزب أوحد حاكم مبعثر لفائض الانتاج غير العائد لقواعد الانتاج لتحويلها، دفعها بقوة لعدم الصراع مع الشكل الآخر من الإقطاع وهو الوجه الديني.
الحماس الشديد والحدة وغياب التراكم الفكري الاقتصادي النهضوي لفئات البرجوازية الصغيرة التي عاش كثيرٌ منها في أحضان الإقطاع السياسي، مثلت قفزة في الاتجاه الآخر، ورفعت من شأن هذا الإقطاع الديني الذي عاش خارج إمكانية قمع الإقطاع الآخر.
فقد إرتكز الإقطاعُ الديني على المُلكية الخاصة لوسائل الانتاج الصغيرة وعلى الإقطاع الزراعي والدفاع عن مُلكيةِ الأرض الكبيرة، وعلى الهيمنة على النساء وتحويلهن لإنتاج بشري، ثم على الأشكال الدينية والعبادية وجعلها حصالاتٍ نقديةً تراكمُ فائضَ قيمةٍ شعبي واسع، وعلى الأشكال الفكرية الموروثة من زمنية انهيار العقلانية العربية وأشكال الطوائف.
لكن القوى الثائرة على الحكومات الاستبدادية لم تقاوم كافة أشكال الاستبداد السياسية والدينية ولم تخلق تراكمات نهضوية تحديثية علمانية لعدم امتلاكِها الأسس المادية والمعرفية المحللة لتطور الأمم العربية الإسلامية ولتغيب البرجوازية الكبيرة عن هذا الدعم.
من هنا تغدو خطاباتها عاطفية، فكريةً سطحيةً، منفعلة، يختلطُ فيها السياسي التحديثي بالديني التقليدي، في حين لا تمتلك مرتكزات للسلطة والتي حين هربتْ من الإقطاع السياسي سقطتْ في أحضان الإقطاع الديني! فعادت للأسوأ!
إن عدم خلق التحالف الديمقراطي العلماني العقلاني الذي يفرزُ قوى الماضي عن قوى المستقبل؛ قوى تمزيق الأوطان والشعوب والأمم الإسلامية عن قوى بنائها هي الاستراتيجية المرفوضة من قبل أنصاف التحديثيين، المتأرجين، المتجهين لمصالحهم الفئوية الضيقة.
وهذه الفئات مذهولة لكون القوى الطائفية السياسية تهجم بقوة على السلطات السياسية والإدارية والإعلامية وتحوز عليها بالخداع والتآمر والقوة، فهذا تكوينٌ لطبقة عائدة للعصر القديم الذي نشأت فيه عصر المِلل والنحل واللاعقلانية، وقد استثمرتْ الأشكالَ الدينية طويلاً وتغذت على استغلالها وها هي تريد السلطات كاملة للمزيد من الاستغلال والتوسع!
إن عدم تكون الجبهات الوطنية الديمقراطية العلمانية المتجذرة في ثقافة العرب والمسلمين والتقدم العالمي المناضلة لاستعادة السلطة، يعني قدوم الحروب الأهلية إلى أعماق هذه الأقطار التي كانت مستقرة، حيث يجري التفكيك للأقاليم والمناطق وانتقال الحرب للمدن الكبيرة.
إن هذا هو إنذار تاريخي للدول العربية بضرورة المثل هذه الجبهات - الأنظمة وما كان من حرب أهلية طرفية والصحارى ينتقل للأعماق الداخلية ولمراكز السكان الكبرى!
إن السماح للأشكال والأجسام الطائفية السياسية بالانتشار والدعاية لتمزيق أجساد الشعوب والأمة نار تسري في السكان والمكان!
علمانيةٌ ديمقراطية منقذة أو حروبٌ طائفية كارثية ولا حل آخر!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (9)
- المراحلُ التاريخيةُ والموقفُ المغامرُ
- صراعٌ قومي وشكلهُ ديني
- ظلالُ الامبراطورية على إيران وروسيا
- لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية
- قاطرةُ التاريخِ


المزيد.....




- يوم -الجمعة 13-.. أضاعت ماسة خاتم خطوبتها في المطار ووجدتها ...
- بوتين يقول -أعتقد أن أوكرانيا كلها ملكنا- وكييف تتهمه بـ-ازد ...
- تفاصيل الاتفاق السوري التركي بشأن شمال حلب
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- 26 شهيدا بنيران الاحتلال في غزة والمعاناة الإنسانية تتفاقم
- الأمن السوري يعتقل وسيم الأسد في كمين
- سقطت الصخور فوق رؤوس المتنزهين.. فيديو يظهر لحظة انهيار جبلي ...
- انطلاق أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو.. وهذه أبرز التوقعات
- تحليل جملة قالها ترامب عن سد النهضة وتأثيره على نهر النيل يش ...
- الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!