أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية














المزيد.....

شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 09:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



لا تستطيع الدول العربية في الوقت الراهن الوصول إلى الرأسمالية الحرة وبرلمانها المنتخب وتداول السلطة، فهي في الزمن التقليدي ومتذبذبة بين الإقطاع والرأسمالية الحديثة.
الدولةُ جسمٌ من الزمن التقليدي أنشأت علاقات رأسمالية في جوانب اقتصادية واجتماعية كثيرة، لكن هذه العلاقات لم تصل إلى جوهر السياسة والسلطة.
طبقةٌ من الرأسماليين الأحرار القادرة على إدارة الدولة وعدم الانحياز للطوائف لم تتشكل، ورأسُ المال خليطٌ بين الأجهزة والشركات الخاصة.
انفصالُ رأس المال عن الدولة لم يتم، وانفصال الدولة عن المذاهب لم يحدث.
بقاءُ الدولة والأحزاب في المذاهب يعني بقاءها في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والإيديولوجية التقليدية.
نرى هدمَا حتى دولة كبيرة بشكل شبه كامل لم يحقق استقلال الدولة عن الطوائف، والطوائف تعبيرٌ عن تراكم المال من خلال الأشكال التقليدية، مثل استخدام الدولة كأداةٍ لتراكم مالي لدى بعض المنتمين الى مذهب، أو تمتع بعض رجال الدين الكبار بفيض نقدي مهم يضعه المنتجون والتجار المؤمنون بالمذهب لدى هؤلاء.
السيادة في الطائفة سياسياً أو مذهبياً هي سيادة اقتصادية كبيرة، اعتمدت على التبعية وإنشاء علاقات ليس لها علاقة بالانتخاب الديمقراطي، فهي تقوم على العشائرية والطائفية أي تبعية الدم والدين.
ولهذا فإن انفصال رأس المال عن الأشكال السياسية الدينية القسرية العائدة الى زمن العصور الوسطى، وخلقه لمؤسسات سياسية وثقافية واجتماعية مزيلة لعلاقات التبعية القائمة على العشائرية والطائفية، لا تُحدثُ تحولات كبيرة في النسيج الاجتماعي، تتيحُ للناخبين أن يفكروا بشكل ديمقراطي، فهم يُحملون في مواصلات تابعة للمرشحين وتُوضع لهم الأسماء المُراد انتخابها، أو يُوجهون من قبل السلطات المتنفذة.
هناك أناسٌ مستقلون قلة لا يؤثرون في الكتل الشعبية المهيمن عليها والمقادة.
في جوانب الجماعات المعارضة والموالية فهي كذلك تابعة لرأسمالياتٍ حكومية تستخدم نفس الطرق في التحشيد وخلق المؤسسات المُنتخبة غير الديمقراطية، فالشعارات السياسية توضح كيف أن التنظيم المذهبي نشأ بإيعاز خارجي، وتهيمنلا عليه أفكارٌ مقدسة غير قابلة للمناقشة والتعرض لها، كما أن رجال الدين لهم سطوة تحديد القيادة وكيفية عمل التنظيم، وأساليب عمله في كل خطوة مهمة.
والجماعات التي كانت قريبة من التحديث وانساقت مع الجماعات الطائفية كانت هي الأخرى وليدةُ الأنظمة الشمولية وتعرضتْ فيها المناهج الماركسية والقومية والناصرية للذوبان والخضوع للسيطرات الطائفية، وهذا ينطبق أكثر على المشرق العربي.
أما الجماعاتُ الموالية فهي نتاج الطوائف والقوى العليا الرأسمالية البيروقراطية بدرجات محلية أكبر. ولهذا تغدو الليبرالية فيها ضعيفة معبرة عن مصالح أفراد وفئة وليس عن مصالح الطبقة الرأسمالية عامة.
وهذا كله يشير إلى تخلف الرأسماليات في هذه البلدان وعدم تحولها الى رأسمالياتٍ حرة، وعدم قبولها بالعلاقات والأفكار الحرة، ولكنها تريدُ ديمقراطيةً تغدو هي صراعات الطوائف بأقدامها المنغرسة في عالم الإقطاع.
تصير هذه الديمقراطيات محاصصات طائفية، فتقوم الكتلُ المهيمنة على جمهور القبائل والطوائف بشحنِ وسَوق الناخبين للمتنفذين فيها.
ويغدو الصراعُ الطائفي الكبير بين إيران والعرب تعبيراً عن صراع رأسماليتين حكوميتين في قوميتين مختلفتين تحولان البرلمانات الى صراعات سياسية بينهما.
إن مستوى تطور الرأسمالية في كل هذه الدول لم يصل الى التغلغل في البُنى الاجتماعية التقليدية، فقد واجهت هذه البُنى التحولات الديمقراطية الاقتصادية الثقافية طويلاً ورفضت حرية النساء والمفكرين والثقافة واستقلال السلطات وتحول التجار لطبقة رأسمالية حرة، وحريات القوميات في الانفصال عن الدول المركزية الشمولية.
فالكتل الموالية لإيران والكتل الموالية للدول العربية تمثل الانقسام الطائفي السياسي العام بأدوات ديمقراطية شكلية، ولكنها وصلت إلى مستوى الصراع الإقليمي المتخندق في الشعارات المُفصلة على مصالحهِ السياسية الطائفية الاجتماعية.
والإصلاحُ سيبقى مؤجلاً مدة طويلة إلى أن تقوم المجتمعات في داخلها بعمليات التغيير الديمقراطية الاجتماعية تجاه النساء والريفيين وفي القبائل والأجهزة، عبر صعود طبقات وسطى وعاملة تحديثية، يغدو الولاء فيها للمصلحة الطبقية، والبرامج الاجتماعية للطبقات لا للطوائف، ويغدو الأفراد أحراراً لهم أصوات متميزة، ولهذا فإن هذه الدول ستتطور عبر مراحل، بتغييب الطوائف والأفكار التقليدية عن الدول والأحزاب والجماعات الشعبية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (9)
- المراحلُ التاريخيةُ والموقفُ المغامرُ
- صراعٌ قومي وشكلهُ ديني
- ظلالُ الامبراطورية على إيران وروسيا
- لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية
- قاطرةُ التاريخِ
- طائفتانِ في مجرى الصراعِ السلبي
- صراع القبائل والنصوص


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية