أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ثقافةُ الرادودِ














المزيد.....

ثقافةُ الرادودِ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تعيش الثقافاتُ المذهبيةُ السياسية الاجتماعية المؤدلجةُ للإسلامِ لحظاتٍ شديدةَ العصبية، فهي ممزقةٌ بين عصرين، ومشروخةٌ بين أن تكون حاكمةً متسيدةً وبين أن تكون مطرودةً من العصر، ومثالُ مصر شاهد حي بين أن تَحكمَ وبين أن تُطاردَ من شعبك الذي انتخبك في لحظةٍ صعبة وبشكلٍ محدود متأملاً خيراً فيك ثم تتسلطُ عليه فيحاربك وحولك النيرانُ والضحايا!
والمثال الإيراني أطول عمراً في عيش هذا التناقض المتفاقم المسرع إلى كل جزئياته وبشره على شكلِ حريق قاري!
التطرفُ في المذهبية السياسية متعددٌ وهو في المذهبية الشيعية ذو طابع خاص، فقد عاني الشيعة كثيراً من الأنظمة المذهبية المختلفة معهم، وحتى حين جاء الأئمةُ لم يستطيعوا إيصال الجماعة للخلاص.
وتدعونا رمزية المهدي المنتظر للتأمل العميق، فهي رمزيةُ الطليعة القائدة وقد توارت في السرداب التاريخي، تعبيراً عن اختفاء القيادة القادرة على نقل الجماعة إلى العدل والتقدم وأن هذه القيادة سوف تعود في ظرف تاريخي مناسب حيث تحقق تلك القيم المفقودة في المجتمعات.
إن العصرَ الوسيط الذي سلمنا هذه البذرةَ كغيرها من البذور أدركت نخبُهُ صعوبةَ تجاوز التناقضات الموضوعية لذلك العصر، وراحت القوى الدينية تتعايش مع الأنظمة الاستغلالية مثل غيرها من المذاهب والأديان تاركة مساحة صغيرة للحُلم سواءً بعودة المسيح أم برجعة المهدي أم بغيرهما من رموز المعاناة البشرية وسط دياجير الظلام!
ولهذا حين تسود جماعاتُ الرادود التي تنقل الشعارات في المواكب الدينية ندرك كم هي صعبةٌ عمليات التحول والآمال في التغيير، وأن الجمهور الديني العادي ليس بإمكانه أن يتجاوز المحفوظات، إذا كان الباحثون الدينيون المتخصصون يضطربون وينتقلون من كتبٍ متخصصة عن المذهب إلى أن يصمتوا ويهاجروا إلى الغرب، أو أن يكافحوا بين قراءات سردية فقهية تقليدية ومغامرات فكرية تعبيرية صارخة منددة بالمظاهر السلبية!
تعطينا نموذجية الباحث والفقيه العراقي أحمد القبانجي عينةً لهذا التمزق الكفاحي فقد خرجَ من الفقه التحليلي العادي نحو الحوارات الداخلية العميقة، انه أشبه برجال الدين الكبار في نهاية العصر الوسيط الأوروبي الذين يطرحون الأسئلة المتفجرة لكن بدون دراسات تحليلية دؤوبة للمشكلات المذهبية الدينية السياسية في البُنى التقليدية وهي تعاني دخولها للعصر الحديث.
من أقواله (هل الخطأ في التشيع في زمن ما بعد الأئمة؟ هل الخطأ في الآخر الذي تسلم السلطة وعاش حاكماً؟ هل الخطأ في موازين القوى التي تكونت بين السلطة والحاكم من جهة وبين المطارد المرفوض؟ يمكننا طرح ما لا نهاية من أسئلة وربما تصير الأسئلة باهتة، لأننا نبرر من خلالها الفشل التاريخي الذي وصلنا إليه، وربما نصل بالنتيجة إلى فكرة خرافية من الأفيون والبخور والهيلوانات والسفاسف التي تعفنت من كثر بقائها في الظل.) مقاطع من حديث له.
الأسئلة المتفجرة تعبير عن الصخب الداخلي التي ينقصها التحليلُ المطول، فالأممُ الإسلامية وطبقاتُها المتصارعة وتداخلاتها في العصر الوسيط تعاركت بطرق تقليدية، وقد تسلمت الأنظمةُ التقليديةُ في هذا العصر حراكَ أسر الأشراف التي كونتْ تلك الصراعات، وهي تريد حل مشكلات الحاضر بامتيازاتِ وأدوات الماضي!
وحين يحصر المنولوجُ الداخلي الطائفةَ في نفسها بدون وضعها على التُربة التاريخية التي تنامت عليها، يصيرُ جزءًا منها، ويبقى تابعاً لمستوى التفكير المذهبي المحافظ داخلها، ولابد لهذا من كسرٍ نحو موضوعيةِ الشعب وموضوعية الطبقات المتكونة داخله، وأن الطوائفَ هي شكلٌ ديني اجتماعي عتيق، معبرٌ عن زمنية ماضوية وظروف مغايرة لعصرنا، والبقاءُ الأيديولوجي في الطائفة هو هدمٌ للشعب والوطن والعصر، فيجري ارتدادٌ مدمرٌ عنيف للخلف.
ولهذا فإن المعاناةَ موجودة في كل الطوائف على شكل طبقاتٍ معرضةٍ للعسف والاستغلال، وقد تلاقت في اثناء الكفاح ضد الاستعمار، وهي تتلاقى الآن كذلك في الكفاح من أجل التغيير. ولهذا أيضاً لا توجد طائفةٌ فوق التاريخ أو أنها مستهدفةٌ دون غيرها، وأنها القادرة على إنقاذ الجميع، وأنها الطائفة المميزة! إن عناصرَ المعاناة الموجودة في كل المذاهب والطبقات والشعوب هذه التي تراكمت على مدى التاريخ وكانت رمزيةً على شكل السرداب ومتأججةً على شكل الثورات، تُدرس وتُرى بموضوعية، وتدخل برامج الأحزاب والقوى المعبرة عن نضالات المواطنين في أي بلد لحل المشكلات التي تعترض تطورهم السياسي الاقتصادي، بدون الحاجة للصراعات الجانبية أو إثارة النعرات الطائفية!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (9)
- المراحلُ التاريخيةُ والموقفُ المغامرُ
- صراعٌ قومي وشكلهُ ديني
- ظلالُ الامبراطورية على إيران وروسيا
- لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية
- قاطرةُ التاريخِ
- طائفتانِ في مجرى الصراعِ السلبي
- صراع القبائل والنصوص
- سوريا من انتفاضةٍ شعبية إلى حربٍ أهلية
- بلزاك: الرواية والثورة( 8- 8)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (7 -8)
- غيرُ قادرين على التوحيد
- شيعةُ العربِ ليسوا صفويين


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ثقافةُ الرادودِ