أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الصراع الإيراني العربي














المزيد.....

الصراع الإيراني العربي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتأزم الصراعُ القومي في إيران فالفرس يعودون لقوميتهم الفارسية، وزاد الشكل الطائفي الديني السياسي من تفاقم التناقضات بين الشعوب الإيرانية والهيمنة الدكتاتورية.
فهذا الشكلُ الديني التوسعي مكلف والاقتصاد متأزم والشعب يدفع الثمن، وإذا كان القوميون الفرس يسعون للخروج من هذه الهيمنة وتغيير نمط الدولة الدينية العسكرية حيث تفاقمتْ الخسائر فإن الشيعةَ العرب من خلال بعض التنظيمات يدفعون الثمنَ الباهظ نظراً لهذا الارتباط بمشروعٍ يتآكل وهم غير القادرين على التخلص من تغلغله وسيطرته بينهم بشكلٍ واضح وحاسم.
الوعي القومي المتصاعدُ عند الفرس يتمثل في العودة للتقاليد الإيرانية ما قبل الإسلامية بشكل واسع وجماهيري، لكن الوعي القومي عند العرب لا يتطور بمثل هذه الوتيرة.
حيث ان الشكل الطائفي المضاد عند العرب يخوف الشيعة العرب وبقية التيارات التحديثية من تصاعد التعصب المذهبي السني.
وهذان الشكلان من الوعي المذهبي المتعصب هما اللذان يتوسعان في مناطق جديدة حيث أصبح نصف العراق الآن في مهب الرياح.
عجز القوميتين الفارسية والعربية عن الحضور والتبلور الفكري السياسي يتشكل بطرق مَرضية، فالفرس يعودون لتقاليدٍ عتيقة كالاهتمام الواسع بأعياد النيروز، فليس ثمة مظاهر وتقاليد غير دينية، مثلما أن العرب ليست لديهم أعياد قومية وقد أدى ربط الأعياد بالأنظمة السياسية الشمولية وأشكالها المختلفة أن غدت المذاهب هي فقط صاحبة الحضور السياسي.
كل الأعياد والأيام الوطنية المرتبطة بنضالات سابقة وتاريخية مؤثرة في الناس يتم استبعادها على الجانبين الإيراني والعربي، وهي التي يمكن أن تعطي المواطنين ثقافة وطنية وتوحدهم، فكلُ نظامٍ يأتي يلغي ما سبقه أو لا يعترف بنضالات وطنية فيبرزها في التعليم والأدبيات العامة فيكوّن ثقافةً وطنية قومية.
توسع الطائفية السياسية السنية واتخاذها أبعاداً خطيرة في سوريا والعراق ولبنان هو من آثار تطرف ولاية الفقيه وتغلغلها في البلدان العربية فيما لا توجد هناك ثقافةٌ وطنية قومية قادرةً على أن تكون مظلات للشعوب. ولكن هذا التوسع هو من نفس العينة، ولا يمكن الرد على التطرف بتطرف مثله، والنتائج القادمة هي حروب في تلك الدول الثلاث تحطم ما بقي من نهضة وقوة.
لكن يُلاحظ تصاعد التآكل في السيطرة المركزية الطائفية الإيرانية على الشيعة العرب كذلك، فالمعركة في سوريا سرّعت في هذا الانسلاخ العربي من الهيمنة الإيرانية، مثلما أن الشعوب الإيرانية تضررت من الضحايا الفرس ومن تكاليف الحرب الموجهة ضد الشعب السوري، ودفعُ حزب الله للقيام بهذا الدور نيابةً عن الكتائب الفارسية الصرفة يعبر عن استرخاص الدم العربي وهو أمر ترك آثاره داخل حزب الله نفسه، حيث بدأت التساؤلات عن مخاطر هذا الارتباط ونتائجه الكارثية على الحزب والشيعة والشعب اللبناني ككل، وجاءت استقالة حكومة ميقاتي تعبيراً عن السيطرة السورية الإيرانية على لبنان، إذ لا يمكن أن تستمر.
كذلك فإن حراك الطائفة السنية ضد السيطرة الحكومية الطائفية في العراق حوى عناصر من الاقتراب من بقية القوى الشعبية العراقية، لولا قيام المتطرفين في كل من الجانبين بمنع هذا التقارب الوطني العراقي وهو تقارب يقوم على مستوى تعاون كتل طائفية سياسية لأهداف معينة لدى كل منها فلا يشيعُ ثقافةً وطنية توحيدية.
في بلدان أخرى يُلاحظ هذا الانفصال من الأقسام الغنية خاصة عن الحراك الطائفي الموجه من طهران، فمصالحُها تتعرض للخطر، والاعتماد على الشباب قليل التجربة والفوضوي في التحركات يهدد المصالح الاقتصادية لهذه الأقسام، كما بدأت بعض الأقسام الشعبية الشيعية تتحسس مخاطر الارتباط بالسياسة الإيرانية المغامرة وتنفصل عنها، لكنها لا تستطيع أن تجاهر بهذا.
إن حكم ولاية الفقيه على مستوى المنطقة لم يتحول إلى حكم حقيقي ومع هذا فقد اختنقت الشعوب الإيرانية والعربية منه، فأحدث نقلةً للوراء، وافاد القوى الاستغلالية الرافضة للتحولات الديمقراطية والقوى الأجنبية التي وجدتها فرصاً للقواعد وبيع السلاح وتفتيت الأمم الإسلامية، وتقوية الهيمنة الإسرائيلية.
فبدلاً من أن تكون التحولات السياسية في إيران نقلةً نهضوية ديمقراطية تحولت للعودة إلى الوراء وإلى عصر الكهنوت الإقطاعي، وهذه البابوية المسلحة أججت القوى الطائفية الأخرى وصعّدت من حضورها ودخلت في معارك متصاعدة نحو ذروة الاصطدام الكبير الكارثي بين الخصمين!
ولا يوجد من يستطيع أن يوقف هذا الانصهار الحراري الكبير فالتفجير قد بدأ قبل عقود وها هو يصل لذروته.
مهما حاول المتطرفون من كل الجهات فإن المذاهب الإسلامية المتعددة سوف تبقى، وسوف تتغير المفاهيم السياسية المنبثقة عنها لتعبر عن وحدة الشعوب الإسلامية ومصالحها وتطورها الديمقراطي المشترك.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (9)
- المراحلُ التاريخيةُ والموقفُ المغامرُ
- صراعٌ قومي وشكلهُ ديني
- ظلالُ الامبراطورية على إيران وروسيا
- لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية
- قاطرةُ التاريخِ
- طائفتانِ في مجرى الصراعِ السلبي
- صراع القبائل والنصوص
- سوريا من انتفاضةٍ شعبية إلى حربٍ أهلية
- بلزاك: الرواية والثورة( 8- 8)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (7 -8)
- غيرُ قادرين على التوحيد
- شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- تبايناتُ القوى التقليدية
- العقائدُ المتأخرةُ والثقافةُ
- صراعُ الإقطاعِ والبرجوازية العربي
- ممثلو الصوتِ الواحد كيف يتحاورون؟
- الوعي الديني والإقطاعُ المناطقي
- الرأسمالياتُ الحكوميةُ والربيعُ الدامي


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الصراع الإيراني العربي