أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الصدامُ التاريخي بين كتلتين














المزيد.....

الصدامُ التاريخي بين كتلتين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الدولُ الغربية الرأسمالية المتطورة وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في حالةِ صدامٍ تاريخي مع الشرق منذ قرون، فتطورُها لا يتكون إلا على أساس هذا الصدام، وقد كانت في النصف الثاني من القرن العشرين والثورةُ التقنيةُ الصناعية المعلوماتية تنقلها لمستوى إنتاجي علمي مرتفع، في صراعٍ رئيسي مع الرأسماليةِ الحكومية الشرقية العسكرية الكبرى الشرقية وعلى رأسها الاتحادُ السوفيتي والصين، التي كانت تعملُ على دحرِ نموذجِ الرأسماليةِ الحرة وبالتالي تضييق الخناق على الغرب وهزيمة نموذجه السائد.
والانتصارُ الذي عمم نموذجَ الرأسمالية الحرة عالمياً لم يكتملْ تماماً، وليست مصادفةً أن تكون بلدان الشرق القديمة خاصةً هي موقعُ الصدام التالي الراهن، فيما مواقع الرأسمالية الغربية هي نفسها تتفجرُ بمشكلاتِ الديونِ والبنوك والإفلاس والمساكن وغيرها، ويعبر ذلك كله عن مستويين مخلتفين مليئين بالتناقضاتِ الداخلية والصدامات الخارجية معاً، في تشكيلةٍ رأسماليةٍ كونية تنزفُ على جانبيها.
إن بلدانَ الشرق القديمةِ الحافلة بالموروث الشمولي صعّدتْ رأسمالياتِ الدول في أراضٍ قومية دينية، لم تخلقْ ليبراليات وهي المستوى الأدنى من الديمقراطية السياسية، إلا بصراعاتٍ طويلة مع أجهزة الدول المتحجرة في قواقعها التاريخية.
لهذا جسّدَ الصدامُ في سوريا مستوى الكتلتين الرأسماليتين الغربية والشرقية، في صراعهما الراهن، حيث تتوغل الغربيةُ أكثر في عالمِ الشرقية المغلق، وتقف عمالقةُ الرأسمالياتِ الشرقية دفاعاً عن هيمناتِ الأجهزةِ الأشد سيطرةً على حكم الأسواق الداخلية.
حين تسقطُ سوريا تنفتحُ البوابةُ كثيراً، وليس المراد من سياسةِ الغربية الاسراع في الانهيار على طريقة الانهيار السوفيتي أو العراقي، بل الانهيار المتدرج المحسوب، وخاصة أن أحد العمالقة وهي إيران تُعرضُ نفسَها لأخطارٍ أفدح من أخطارِ انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث استطاع الاتحاد السوفيتي أن يشكلَ بُنىً رأسماليةً وطنية متعددة فيما سُمي بدول الكومنولث، فيما كانت أغلبُ دول شرق أوروبا أكثر تطوراً وقادرةً على الالتحاق بأحدِ مراكزِ الرأسمالية العالمية وهو أوروبا الغربية.
الفرقُ بين انهيارِ رأسمالياتٍ حكومية متخلفة مثل جورجيا وأخرى متقدمة مثل المجر يعودُ لدرجةِ التطور الاقتصادي الاجتماعي الثقافي، حيث مستوى تطور الاقتصاد يُدعمُ بتطورِ مستوى العائلةِ الصغيرة المتقدمة ومستوى الثقافة ومن هنا لا تحدث حروبٌ أهلية للتحولات السياسية، خلافاً للانهيارات الرأسماليات الحكومية في بعض الدول التابعة لروسيا سابقاً وبعض الدول العربية حالياً التي لم تَخلق مثل ذلك المستوى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي المتطور قليلاً.
ولهذا فإن إيران ولحد ما بعض جمهوريات الكومنولث الروسية وبعض أقاليم الصين هي مقاربةٌ للحالات العربية، ولهذا لا يُنتظرُ منها سوى الفوضى بعد سقوط الرأسماليات الحكومية.
ولكن الغربَ يريدُ التبدلَ المفيد وليس الانهيار الخطر، ومن هنا يغدو حذرُهُ الشديد في معالجةِ الأزمة السورية بعد الخبرة المتراكمة عن الانهيارات الرأسمالية الحكومية الشرقية وعلاقاتها بالأمم والدول والحروب ومستويات الحياة الاجتماعية، وهو الأمر المتوقع بعد الانهيار السوري الذي سوف يدفعُ العراقَ ومن وراءه إيران لاضطراباتٍ مفتوحة.
سيطراتُ المذاهبِ الدينية منشأة القبائل السياسية من القرون الوسطى بواباتٌ لفوضى تعتمدُ على قيادات فردية من خارج العصر والعلوم وتسيطر على صناديق الاقتراع بعصابات وتؤسس إقطاعيات فسيفسائية مضادة للأسواق المفتوحة المفترضة، إضافة لحمامات الدماء والخسائر وفتح قارة للإجرام وانتشار المخدرات والجنس.
وبهذا فإن الخبرةَ من الصراع الطبقي الأول عند الرأسمالية الغربية تتطور هنا، فيما أن الخبرةَ عند الشعوب والطبقات العاملة في الشرق مفتتةٌ وفي عناصر فردية وامضة، إذ تظهرُ غربياً بدمٍ بارد في بيعِ السلاح على دول عربية مساندة لرأسمالية حكومية سورية جديدة منتظرة ذات مذهبية مختلفة عن الراهنة الآن، تنتظرُ منها هذه الدولُ المساعدةُ للجماعاتِ المسلحة السورية توسيعَ رأسمالياتها الحكومية على حساب سوري مفتوح قادم، وهكذا فإن هناك من يربح وهناك من يخسر، وتتصدى عمالقةُ الرأسماليات الشرقية الشمولية لهذا التحول بقوة لهزيمتهِ وهو غالبٌ لا يُهزم مما يزيد من فواتيرها المستقبلية، التي سوف تدفعها الشعوبُ كالعادة ولكن في حالات انهيار وتمزق وتحطيم حدود وصدامات بين قوميات ودول جديدة وحيث يبدو لها ذلك كالمصير الغشوم الناتج عن الفشل في العبادة ومؤامرات الشياطين وغير ذلك من سببيات غير صحيحة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (9)
- المراحلُ التاريخيةُ والموقفُ المغامرُ
- صراعٌ قومي وشكلهُ ديني
- ظلالُ الامبراطورية على إيران وروسيا
- لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية
- قاطرةُ التاريخِ
- طائفتانِ في مجرى الصراعِ السلبي
- صراع القبائل والنصوص
- سوريا من انتفاضةٍ شعبية إلى حربٍ أهلية
- بلزاك: الرواية والثورة( 8- 8)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (7 -8)
- غيرُ قادرين على التوحيد
- شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- تبايناتُ القوى التقليدية
- العقائدُ المتأخرةُ والثقافةُ
- صراعُ الإقطاعِ والبرجوازية العربي
- ممثلو الصوتِ الواحد كيف يتحاورون؟


المزيد.....




- العراق.. السيستاني يشعل تفاعلا ببيان عن استمرار استهداف إيرا ...
- هل ما يحدث في طهران استهداف لتغيير أو تدمير النظام؟.. شاهد ر ...
- أضرار جسيمة داخل مستشفى سوروكا ببئر السبع إثر قصف إيراني واس ...
- إيران تمدد إغلاق مجالها الجوي حتى يوم غد
- جنرال العقوبات والقبضة الحديدية.. من هو محمد كرمي قائد القوا ...
- ياسين بونو.. أسطورة مغربية تتألق في أكبر البطولات العالمية
- الجيش الإسرائيلي يبث مشاهد لاستهدافه مفاعل آراك (فيديو)
- الخارجية الإيرانية: عراقجي سيترأس الوفد الإيراني إلى مفاوضات ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد باغتيال خامنئي (فيديو)
- روسيا تطالب إسرائيل بوقف ضرباتها للمواقع النووية الإيرانية ف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الصدامُ التاريخي بين كتلتين