أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)














المزيد.....

حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



جسدتْ حركةُ هيئة الاتحاد الوطني في سنوات الخمسينيات جملةٌ من التناقضات غير القابلة للحل.
لقد رأينا كيفيةَ تعاملها مع محور الوضع وهو سلطةُ بلجريف الرجل المتنفذ في الإدارة الحكومية والمعبر عن السياسة البريطانية، وهي سلطةٌ فيها جوانب إيجابية وجوانب سلبية، وقد تفاقمت جوانبُها السلبية الفردية والشمولية، لكن لم يكن بالإمكان تغييرها حينئذ، ولكن لماذا تركيز الهيئة على هذا الجانب وهي القيادة المكونة من شخوص الفئات الوسطى؟
إن الهجوم غير الدقيق على فردية متضخمة هو تعبيرٌ كذلك عن فرديةٍ متضخمة أخرى. أي أن الشخص المهيمن في الهيئة يريد أن يحلَّ نفسه مكان بلجريف. لكن هذا ممكن عبر تطور حاملته الاجتماعية الاقتصادية: الفئات الوسطى وليس عبر القفز السياسي حيث يقود للنقيض.
لقد فَصلتْ رؤيةُ الهيئةِ جوهرَ السلطة عن البناء السياسي، وصورتَهُ كجانبٍ فردي يمكن تنحيته ثم دخلت في عالم السلطة وبناء الدولة لكن لم يجر ذلك من خلال سياسة القبول بالنظام والدخول في عمليات إصلاح فيه، بل من خلال الثورة وتفجير الوضع، لأنه اصطدام مع السلطة البريطانية.
كان الأفضل هو تشكيلُ لحظةِ مساومةٍ تاريخية في مثل هذا الوضع المؤقت المرحلي، عبر المشاركة مع بلجريف والدخول في الدوائر وإجراء عمليات التغيير، ومن خلال برنامج سياسي لتحقيق أهداف محددة تتجاوز الأزمة .
كانت مثل هذه المساومة ستنقلُ هذه الفئات الوسطى لمعرفة إدارة الدولة وتهيئها لمرحلة الاستقلال وبناء وتصعيد الديمقراطية.
لكن هيئةَ الاتحاد الوطني كانت تعيشُ كما قلنا جملةً من التناقضات غير القادرة على حلها، فالقيادةُ المنقسمة بين برجوازية معتدلة والهياج الشعبي الذي أثارته هي بنفسها، بين الولاءِ للقيادة المصرية الانقلابية العسكرية الثورية وبين الوضع الداخلي المختلف، بين تفجيرِ عملية التطور السياسي أو تنامي عمليات الاصلاح الطويلة الأمد، بين جمهورٍ فقير شبه معدم في تلك الظروف حيث الأكواخ والبيوت الحجرية الصغيرة المليئة بالأفراد وبين الإدارة البريطانية القوية، هذا الوضع شديد التناقض لم يُظهر قيادةً وطنية بعيدة الرؤية، قادرة على إجراء مساومات تاريخية وسياسة إصلاحية صبورة، وعلى طرح مثل هذا التعاون الذي سوف يُصور على أنه خياني، حيث مشاعر الخمسينيات الملتهبة، وحيث الإذاعات الخارجية المصرية خاصة قادرة على إلهاب المشاعر وتسفيه مثل هذه القيادة!
ومن هنا كان التركيز على الهجوم على بلجريف هو عمليةٌ سياسية مناطقية كبرى، والمواد فيها سهلة، فالرجلُ مهيمن على الكثير من الاختصاصات قد طال بقاؤه رغم دقة هذا الضابط وعمليته في الواقع، ولكن في ذلك الزمن كان من الصعب التفكير بهذه الصورة، ومن عقد الاتفاقات وتطوير البلدان من وراء ظهور الكبار.
لكن كان الصراع يتحرك بهذه الجهة أو تلك، وهيئة الاتحاد الوطني تُواجهُ من خلال جمهور متعطش للتغيير وسلطة تتعتمد إحراجها ودفعها للتفتت، وتهر فئاتٌ تقوم بأعمال عنف مُنتقدة من قبل الهيئة، ويتسع حضورُ الأطفال في عمليات العنف، ويتم الضغط على قيادة الهيئة من جهاتٍ عدة وتظهر بياناتٌ مختلفة ودعواتٌ إلى تحركات أشد فتكاً، ولكن الهيئة تُقاوم هذه الأمواج دون أن تبلور إستراتيجية دقيقة، بل تتجه للتصعيد فهنا تقوم الهيئة بإنشاء تنظيم شبه عسكري أسمته الكشافة وبهذا دخلت في المحظور.
كان إنشاء جهاز الكشافة من شباب وسط حشود بشرية تخويفاً للسلطة، وزيادة للصراعات بين الجانبين، فظهرت مجموعةٌ من القوانين والإجراءات المضادة، وحدثت شجارات فردية حادة عبرت عن المستقبل الذي ينتظر الهيئة. كان تصعيد الهيئة لنفوذها وأشكال تواجدها خارج الدولة مضاداً لما كان يجب أن تفعله وهو تنمية الاصلاح داخل الأجهزة الحكومية، وتجذير وجودها التنظيمي الفكري السياسي وخلق إصلاحات اقتصادية سريعة للجمهور، ولكن الخطة الأخرى أدت إلى الصدام الذي لم يكن يحتاج إلا لعودِ ثقابٍ واحد لكي ينفجر الوضع كله، فكان عودُ الثقاب هو العدوان الثلاثي على مصر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي
- بلزاك.. الروايةُ والثورةُ (10-10)
- بلزاك: الروايةُ والثورةُ (9)
- المراحلُ التاريخيةُ والموقفُ المغامرُ
- صراعٌ قومي وشكلهُ ديني
- ظلالُ الامبراطورية على إيران وروسيا
- لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخِ العلمانية العربية
- قاطرةُ التاريخِ
- طائفتانِ في مجرى الصراعِ السلبي
- صراع القبائل والنصوص
- سوريا من انتفاضةٍ شعبية إلى حربٍ أهلية
- بلزاك: الرواية والثورة( 8- 8)


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)