أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ














المزيد.....

الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 17:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
جعفر المظفر
مرة أخرى يتحدث السيد المالكي عن الأغلبية السياسية. لكن من حقنا أن نتساءل عن معنى أغلبيته, وهل هي صيغة لمعاقبة الخصوم, أم تراها برنامجا لإنقاذ بلد. وهل هي أغلبية الطائفة السياسية مطعمة بعناصر من خارجها لأغراض المكيجة, أم أغلبية الرأي العراقي السديد المستند إلى برنامج وطني عابر للطوائف والقوميات !
أترانا سنميل عنه لو أننا عرفنا أنه يسعى إلى ذلك فعلا, أي أن تكون أغلبيته أغلبية الرأي العراقي السديد.
لقد إنتظرنا التغيير طويلا حتى أن أحدنا نذر أن يمشي عاريا إذا سقط صدام حسين, وحينما إلتقيت به بعد سنوات سألته فيما كان قد أوفى بنذره فأجابني : نعم فعلت, ولكني لم أنزع ثيابي بنفسي, وإنما هم نزعوها عني.. هل تريدنا أن نتحدث عن الفساد والمليارات ذات الأجنحة, أم عن التزوير والكذب والدجل, أم عن العراق الذي بات الآن مثل ريشة تتقاذفها الرياح الإقليمية, والذي قد يتحول التقسيم فيه إلى حل بعد أن كان كابوسا.
قبل الإنتخابات الأخيرة التي أعقبها إتفاق أربيل ظهر المالكي في حديقة داره في المنطقة الخضراء, وفي تصريح للعراقية أكد أنه سيسعى لتشكيل الحكومة وفق مبدأ الأغلبية السياسية. كان يظن وقتها أن بإمكان فصيله "دولة القانون" أن يكتسح الساحة الإنتخابية بما يجعله قادرا على أن يكون صاحب الكلمة التي يطيعها الجميع حلفاء ومنافسين. ولكن حينما ظهرت النتائج مبينة فوز العراقية, وبدلا من أن يسعى للتحالف معها فقد بذل كل جهده من أجل أن يحاصر هذا الفوز عن طريق العودة إلى مبدأ الأغلبية الطائفية التي تأسست برعاية من الإيرانيين, وبدأت مرحلة التدهور التي ما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة.
كانت تلك هي الفرصة الأكيدة التي ضيعها المالكي على العراق وذلك لسببين, أولهما عائد لطبيعة حزبه الطائفية, وثانيهما للضغوط الإيرانية التي توجهت لإفشال اي تحالف يقوم على أسس وطنية عابرة للطائفية. وهل نسينا منظره في حظرة خامئني وقد نزعوا منه ربطة عنقه في صورة غاب عنها العلم العراقي ورفرف فيها العلم الإيراني, وكانتا كتفاه مقتربتان من بعضهما, ويداه مشتبكان في حضنه دليلا على السمع والطاعة.
لقد كَتبتُ بعد تلك الإنتخابات مباشرة مقالة دعوت فيها لتكوين الدلتا العراقية السياسية على غرار دلتا دجلة والفرات, اي من المذهبين الرئيسيين وباقي المتآخين معهم وفي المقدمة الرافد الكردي الكبير وذلك تحت عناوين برنامج وطني سياسي يقوم على مبدأ الأغلبية السياسية.. إذن نحن من سعى إلى ذلك وشجع عليه, غير ان المالكي, وللسببين, ضيع الفرصة التاريخية لتكوين تلك الدلتا.
الآن.. العودة إلى الأغلبية السياسية لا تقوم على تلك الأسس الوطنية التي دعونا إليها والتي أضاعها المالكي, وساعي البريد كما يقال لا يطرق الباب مرتين. نحن لا نتكلم من فراغ وإنما من تجربة واقعية ما زالت فصولها مستمرة. ونحن غير مجبرين على تصديق الكلام الذي لا يستند إلى حقائق والذي يصدر في حالة الفشل ويعبر عنه. وانظروا بأنفسكم إلى ما آل إليه عليه حال العراق من تمزق وتشتت لكي تدركوا نتيجة النكوص عن مبدأ الأغلبية السياسية.
أما الأغلبية التي يتحدث عنها السيد المالكي فهي لن تتعدى سوى أغلبية الطائفة السياسية وليست أغلبية البرنامج الوطني الذي يتطلب الذهاب مباشرة إلى إصلاح الحالة العراقية الوطنية وفق أسس البرنامج الوطني البحت وغير الخاضع للضغوط الإقليمية التي تجعل الساحة الوطنية العراقية تابعة لهذه الضغوط. وسأكون مالكيا أكثر من المالكي لو أنه سعى إلى إعادة ترميم الوحدة الوطنية العراقية التي تحدد بداية طريق الأغلبية السياسية السليم. غير ذلك فأنا غير مجبر إلا على إتباع صوت العقل فقط.
وصوت العقل يقول لي إن حزبا بفقه مذهبي, وبتكوين يعتمد بشكل كلي على ابناء طائفة أو قومية لوحدها, هو آخر من يمكن له أن يتحدث عن أغلبية سياسية حقيقية, لأن أغلبية كهذه لا تتأسس إلا على بنية تحتية تدعمها, وفقه سياسي يؤمن بها, وبدون ذلك فإن الحديث عنها لا يعدو كونه سوى حديثا للإستهلاك أو للغلبة الفئوية والشخصية.
إن الأغلبية السياسية تأتي بداية من تحت لا من فوق.. من أحزاب وتجمعات سياسية يمثل بناءها السياسي والتنظيمي التركيبة الإجتماعية العراقية بكل ما فيها من أديان ومذاهب وقوميات. خلاف ذلك فليس المالكي وحده من يجب أن لا يتحدث عن أغلبية من هذا النوع, وإنما كل حزب لا تجتمع فيه تلك التركيبة, ولا يتأسس على فقه سياسي وطني.
خلاف ذلك فإن مشروع الأغلبية السياسية بنسخته المقترحة حاليا لن يكون سوى الشهقة الأخيرة لحكومة باتت على وشك الإنقراض.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ