أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء














المزيد.....

اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 19:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنا لا أزال مقتنع أن خط بداية المأزق السياسي الذي تعيشه مصر حالياً كان ولا يزال قرار جماعة الإخوان المسلمين ترشيح نائب المرشد، المهندس خيرت الشاطر، لانتخابات الرئاسة ثم تأكيد التمسك بهذا القرار الخاطئ بمرشح ثاني في الاحتياط، د. محمد مرسي، صادفه الحظ أن يكون هو فعلاً الرئيس المنتخب القادم بدل الأساسي. خلال فترة إعادة تقسيم التورتة أثناء وفور الإطاحة بالرئيس الطاعن في السن ذو القبضة المتراخية محمد حسني مبارك ومعه نخبته وورثته، كان يبدو جلياً أن الاتفاق قد تم، صراحة أو ضمنياً، بين العسكريين من جهة والإسلاميين من الأخرى على أن تسند السلطة التنفيذية إلى الجيش يمارسها من خلال واجهة مدنية متعاونة من اختياره منفرداً، وأن تترك السلطة التشريعية لهيمنة الإسلاميين بالنظر إلى قدرتهم التنظيمية الواسعة وسيطرتهم على الشارع وقدرتهم على تهدئته، بينما تظل السلطة القضائية مستقلة كضامن للأقليات والحريات ومتنفس لبقية التيارات غير ذات القاعدة الشعبية الواسعة من علمانيين وليبراليين ويساريين وأقليات دينية وحركات نسائية...الخ، علاوة على الاضطلاع بدورها الأصيل كحكم محايد بين السلطتين الأخريين.

للأسف، طمع الساسة الإسلاميين في الإنفراد بالحكم كله وحدهم، معتقدين أن الفرصة سانحة والوقت حان للبدء في تنفيذ مشروعهم الإسلامي المرسوم منذ عقود طويلة. في الماضي كان الإسلاميون يسيرون وفق خطة التدرج، الاقتراب خطوة بخطوة إلى الهدف في هدوء، "من تحت" عبر التغلغل والانتشار البطيء وسط الجماهير الفقيرة وتحويلهم بوسيلة الخدمات إلى إسلاميين حقيقيين أولاً ثم استغلال هذه القاعدة الجماهيرية الشعبية للصعود إلى مستويات أعلى، إلى مناصب النفوذ والسلطة والحكم. لكن يبدو أن التغيرات الفجائية والعميقة على إثر ثورة 25 يناير أسالت لعاب الإسلاميين وفتحت شهيتهم للقفز على الحكم مباشرة وجعلتهم يغيرون إستراتيجيتهم من القفز "من تحت" إلى القفز "من فوق". رغم أن الهدف قد ظل واحداً في جميع الأحوال متمثلاً في مشروعهم الإسلامي، كان المتغير الجديد بعد الثورة هو إمكانية التنفيذ "من فوق" علاوة على وبالتوازي مع "من تحت" البطيئة القديمة. هكذا تحولت أبصار وحماسة وسواعد الإسلاميين بكل ألوانهم بتشجيع وقيادة من الإخوان للهيمنة، بجوار البرلمان بمجلسيه، على الحكومة والرئاسة واختراق القضاء أو التشويش عليه أو التخلص منه بأي وسيلة ممكنة.

بسبب هذا الطمع والتسرع غير المحسوب العواقب في تنفيذ مشروعهم الإسلامي المتخيل غير المجرب، يجد الحكام الإسلاميين بقيادة الإخوان الآن أنفسهم ليس في صدام مباشر مع الجيش أو القضاء أو أحزاب جبهة الإنقاذ أو الإعلام فقط، إنما في مواجهة سخط وغضب وتذمر وعصيان متصاعد من الشعب المصري كافة، خاصة من قبل الأغلبية الساحقة غير المعنية
أساساً بمشروع إسلامي من عدمه، إنما كل ما يعنيها ويشغل يومها وحياتها وتفكيرها هي لقمة العيش وتربية أبنائها في أمن واستقرار وكرامة. على سبيل المثال، عدم توفر سلعة ثانوية- مقارنة بسلعة غذائية أساسية مثل القمح- مثل السولار أو البنزين لأسبوع واحد فقط قادر على أن يسقط أعتى حكومة على وجه الأرض، في حين أن عدم توفر الشريعة الإسلامية، كما يتصورها الحكام الإسلاميين اليوم، طوال أكثر من ألف سنة، تحديداً منذ أطاح معاوية بحكم الخليفة الرابع بحد السيف، لم يعطل أو ينقص من نجاح أي حاكم مستبد، بمن فيهم حتى قاتل الخليفة الرابع نفسه.

أنا لا أعتقد إطلاقاً أن الإسلاميين وحدهم قادرين على إحكام سيطرتهم على دولاب الحكم في مصر وجعله يعود إلى العمل والإنتاج من جديد؛ وإذا كان الأمر كذلك، يكون لا مخرج أمامهم سوى العودة إلى قسمة "المشاركة لا المغالبة" الأولى مع العسكريين والعلمانيين. لكن مثل هذا الخيار سوف يكون بمثابة إقراراً من الإسلاميين بالخطأ والفشل والهزيمة ومعطلاً لمشروع الإسلامي، الأمر الذي قد يقضي عليه كلياً على أسوأ الفروض. حتى لو كان هذا الفرض سليماً، تبقى لا تزال الحقيقة المؤكدة أن استمرار بقاء الأزمة الحالية وشلل ماكينة الحكم عن الدوران والعجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين سوف يوجه ضربة قوية لتجربة الإسلاميين في الحكم، قد تقضي تماماً على فرصتهم السياسية للأبد وليس على فرصة مشروعهم الإسلامي الحالي فقط. وهكذا قد يصدق أن "من يطمع في كل شيء، يخسر كل شيء". إلى الإسلاميين قبل فوات الأوان، اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين
- صلح السنة والشيعة
- أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم
- موضوع في خدمة مشروع سياسي
- يعني إيه ثورة
- حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل
- التحول الثوري الثالث
- الثورة تقتل أبيها، لكن لا تفنيه
- ثورة خرجت من بيتها
- حول المشكلة الإسلامية (3)
- حول المشكلة الإسلامية (2)
- حول المشكلة الإسلامية (1)
- احترام الأديان من احترام الإنسان


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء