أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - التحول الثوري الثالث














المزيد.....

التحول الثوري الثالث


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 20:44
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


خاتمة للمقالين السابقين، أعيد التأكيد هنا على أن الثورة الناجحة هي هدم كامل للقديم، لكن هي رغم ذلك لا تستطيع أن تفني هذا القديم نهائياً ولا أن تخلق واقعاً جديداً كلياً من الصفر. الماضي موجود بأشكال ودرجات متفاوتة والثورة تعيد توزيعه وتشكيله في صورة جديدة. عالم ما بعد الثورة في جزيئاته ومكوناته الأساسية هو نفس عالم ما قبل الثورة، عدا في هندسة وبناء جديدين. أيضاً هذه ليست المرة الأولى التي يعاد فيها تشكيل المنطقة العربية بمثل هذا العمق والشمول. هذا قد حدث من قبل أثناء ظهور وانتشار الإسلام؛ ثم حدث مرة أخرى أثناء تحرر دول المنطقة من الاستعمار ومخاض أيديولوجيا القومية العربية. خلال هاتين الواقعتين التاريخيتين وبصرف النظر عن إيجابيات وسلبيات كل منهما، شهدت المنطقة حقيقة عملية إعادة تشكيل عميقة وشاملة جعلتها، رغم الاستمرارية الجغرافية والتاريخية الحتمية، تبدو مختلفة بشدة من ذي قبل. بعد الإسلام والعروبة، المنطقة العربية تشهد الآن تحولاً ثورياً ثالثاً: ثورة شعبية.

فيما أظن، ما تشهده دول المنطقة العربية الآن فيما يعرف إعلامياً بالربيع العربي هو تحول ثوري ثالث لن يقل أثره ومداه عن الذي كان للإسلام والقومية العربية من قبل. وكما استغرق الإسلام والقومية العربية من بضعة سنوات إلى عقود من الزمن حتى رسخت وحققت أهدافها، لا أتوقع أن تشذ الثورة الشعبية الحالية. منذ آلاف السنين نظم الحكم تجئ وتذهب بينما شعوب المنطقة راضية مستكينة، مغلوبة على أمرها وغير شاغلة بالها. كان تداول السلطة والحكم مبارزة نخبوية بامتياز، كل ما يملك القوة المسلحة الأكبر وقليل من الشرعية الدينية يفوز بالجائزة. وحتى اليوم، لا تزال نظم حكم كثيرة في المنطقة أتت بهذه الطريقة ومستمرة على هذا المنوال التقليدي القديم. الربيع العربي، فيما أظن وأرجو أن لا أكون مخطئاً، هو بداية لتحول جذري ثالث في مسيرة المنطقة، للمرة الأولى يدخل الشعوب طرفاً فاعلاً في مباراة السلطة والحكم. كما أظن أن لا بلد عربي واحد مهما بلغ من القوة أو الثراء سوف ينجو من رياح الربيع الحالي.

نقطة أخرى أود التأكيد عليها هنا أيضاً: المشاركة الشعبية في الحكم ليست أبداً معادلاً للديمقراطية والرخاء. صحيح أن المشاركة الشعبية شرط أساسي لقيام ديمقراطية، لكن هي ليست أبداً شرطاً كافياً يستطيع وحده أن يقيم ديمقراطية أو يحقق رخاءً. في غياب مبادئ وشروط وضمانات أساسية أخرى، يمكن أن تتحول المشاركة الشعبية إلى ديكتاتورية وخراب تعجز عن إشاعته حتى أعتا الأنظمة السلطوية التقليدية التي لا تقر المشاركة الشعبية والانتخابات، كما فعلت الحكومة النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا بعد تنصيبهما من صناديق الاقتراع الشعبية. في الواقع، كلما كانت المشاركة الشعبية في الحكم حديثة العهد وقليلة الخبرة، كلما كانت فرص الفوضى والقلاقل والخسائر وعدم الاستقرار أكبر، ونظم الحكم القمعية والاستبدادية هي الأقرب إلى الفوز وحصاد المغانم. لكن في جميع الأحوال على المدى الطويل يكون إجمالي أثر المشاركة الشعبية في الحكم حميداً ومفيداً.

أظن أن العالم العربي يقف الآن على أعتاب عصر ثالث جديد بعد الإسلامي والعربي: عصر المشاركة الشعبية. فيما أظن، الطريق إلى المشاركة الشعبية الصحية في الحكم لن يكون قصيراً أو مفروشاً بالورود كما قد يحب أن يتخيل البعض. على الطريق، هناك حتماً احتجاجات ومظاهرات وثورات ودماء ودمار، وأنظمة حكم أشد ضعفاً وتخلفاً وقمعاً من سابقاتها تنهض وتسقط. لكن في النهاية، بعدما تنضج الشعوب بالتجربة والخطأ، السيادة الحقيقية سوف تكون للشعوب.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة تقتل أبيها، لكن لا تفنيه
- ثورة خرجت من بيتها
- حول المشكلة الإسلامية (3)
- حول المشكلة الإسلامية (2)
- حول المشكلة الإسلامية (1)
- احترام الأديان من احترام الإنسان
- الله في أبهى ثوب
- أنا موجود إذاً الله موجود
- أنا موجود، الله موجود؟
- والله لا يتكلم
- المعنى بين النص والواقع
- لغة البهائم والبشر
- لأن الله معهم
- الشعب والنخبة والحاكم بين الديكتاتورية والديمقراطية
- الإخوان لا يهزمون أبداً بالوسائل الديمقراطية
- الدستور أو الشريعة
- حتى لو خلعت ملابسها في ميدان عام
- اصرفوا رئيس اليمين الباطل
- رئيس في الهواء
- عندما يعتلي الإله سدة الحكم


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - التحول الثوري الثالث