أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حول المشكلة الإسلامية (1)














المزيد.....

حول المشكلة الإسلامية (1)


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 15:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أين المشكلة؟

الإسلام هو ثاني أكبر دين انتشاراً بعد المسيحية بعدد معتنقين حوالي مليار ونصف المليار شخص، موزعين في جميع بقاع الأرض لكن مركزهم الأم الجاذب والمحرك موجود في المنطقة العربية، بالتحديد في شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا. رغم كثرة وتعدد الأديان حول العالم وحتى داخل المنطقة العربية ذاتها، إلا أن لا يوجد في العالم اليوم دين مسبب مشكلة لأهله وغير أهله أكثر من الدين الإسلامي بالذات. تفجيرات برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية سبتمبر 2001 كانت ذروة وتتويج الأدلة والشواهد الملموسة القطعية الكثيرة على ما تستطيع أن تسببه المشكلة الإسلامية لغير أهلها في البلدان البعيدة، بعد مئات آلاف الأرواح البريئة أزهقتها ولا تزال نفس المشكلة وسط أهل المنطقة من المسلمين وغير المسلمين على السواء في البلدان الإسلامية الأم ذاتها.

المفترض أن الأديان تُخرج دعاة أتقياء ورعين، يعطون النموذج والقدوة الحسنة في اللين والتسامح والمشاعر الإنسانية الفياضة والصادقة. لكن الدين الإسلامي، بجوار مثل هؤلاء الدعاة الطيبين الورعين، يخرج أيضاً مجاهدين محاربين، مقاتلين شديدي البأس واليأس من أمثال أسامة بن لادن، أيمن الظواهري، أبو مصعب الزرقاوي، بيت الله محسود...ومثلهم مئات الآلاف من زعماء وناشطين الحركات والجماعات السلفية والتكفيرية الجهادية وملايين المسلمين العاديين أتباعهم من الموالين والحاضنين والداعمين لهم. عندما تُخرج المدارس الإسلامية بجوار الدعاة، وبأعداد أكثر أحياناً، مجاهدين ومحاربين وقتلة هذا يؤكد وجود خلل أو مشكلة ما في الإسلام ذاته انعكست آثارها على أتباعه المسلمين والعائشين والمتعاملين معهم من غير المسلمين.

عندما يصبح المسلمون أنفسهم مصدر ريبة وخوف وخطر وإرهاب لغيرهم في خارج بلدانهم الأم، يستدعي تفتيشهم ومراقبتهم والتعامل معهم على نحو أمني حذر خاص بخلاف كافة الأقليات الأخرى من كل أنحاء العالم، هذا يؤكد وجود مشكلة حقيقية ما في المسلمين وفي دينهم. عندما يقف المسلمون أنفسهم حتى في بلدانهم الإسلامية الأم أنفسها وجهاً لوجه، يُخرج نصفهم النصف الآخر من الإسلام ويتهمه بالمعصية والشرك والكفر ولا يتورع عن مقاتلته وقتله إذا استدعى الأمر، لابد أن تكون ثمة مشكلة عويصة ما في الإسلام والمسلمين معاً. عندما يفجر الشخص المسلم نفسه في أبرياء مسلمين أكثر من غير المسلمين على سند من فرائض ومبررات إسلامية أساسية لا يستطيع من فرط وضوحها أن يفندها حتى الأنبياء أنفسهم، هذا يقيناً يؤكد وجود مشكلة خطيرة متفاقمة إذا لم تعالج قد تقضي على أصحابها في يوم ما.

عندما تقف كل البلاد الإسلامية بلا استثناء لمئات السنين راكدة متخلفة عن كل التي حولها، عسكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً...الخ، ثم لا تخرج من هذا الركود والتخلف المقيت سوى تلك منها التي تلتف على الإسلام ذاته بعد نزع فتيله وتحييده بعيداً عن سكتها التحديثية مثل تركيا وماليزيا واندونيسيا بينما تبقى الأخريات المخلصات لثقافاتها وعاداتها وتقاليدها الإسلامية القديمة واقفة مكبلة على حالها المتخلف القديم، لابد أن نفتش في الثقافة والدين بحثاً عن جذور المشكلة. عندما يقف الفرد المسلم ذاته مفصوماً متخاصماً متصارعاً بين نفسه ونفسه، غير متوافق أو متكيف مع الواقع والعالم من حوله، عائش لكن كل عيشته حرام، أين سيجد في ذهنه الفسحة وراحة البال حتى يتعلم ويتقن ما يصنع ويتقدم ويبدع ويستمتع بحياته؟

واقع المنطقة العربية الأم- مركز ومحرك الثقافة والتقاليد الإسلامية- في الماضي والحاضر هو ذاته خير شاهد عيان على وجود أزمة عويصة مستفحلة في هذه الثقافة، استطاعت ولا تزال تحاول أن تخرج منها بعض البلدان الإسلامية غير العربية الكبرى مثل تركيا وماليزيا واندونيسيا؛ هذه الدول الأخيرة تقع بعيداً عن مركز جاذبية الثقافة الإسلامية التقليدية بالمنطقة العربية الأم، التي حتى اليوم لا تزال دولها وشعوبها تدفن رؤوسها في التراب وتستكبر حتى أن تقر بوجود مشكلة من الأصل، قبل أن تفتش في أسبابها وطرق علاجها.



___________________________
هذه السلسلة هي بذرة بدائية جداً في مشروع كتاب مزمع في نفس الموضوع في الوقت المناسب. وفي سبيل ذلك، يرحب الكاتب بكافة التعليقات والمساهمات والمقترحات وعروض النشر الجادة من الجميع.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احترام الأديان من احترام الإنسان
- الله في أبهى ثوب
- أنا موجود إذاً الله موجود
- أنا موجود، الله موجود؟
- والله لا يتكلم
- المعنى بين النص والواقع
- لغة البهائم والبشر
- لأن الله معهم
- الشعب والنخبة والحاكم بين الديكتاتورية والديمقراطية
- الإخوان لا يهزمون أبداً بالوسائل الديمقراطية
- الدستور أو الشريعة
- حتى لو خلعت ملابسها في ميدان عام
- اصرفوا رئيس اليمين الباطل
- رئيس في الهواء
- عندما يعتلي الإله سدة الحكم
- كذلك الكلاب تتزوج أفضل من البشر
- في وحدانية وسماوية الجسد والمرأة
- سيدنا الشيخ بديع مع سيدنا الولي مرسي
- في فلسفة الدستور (عبثية المادة الثانية)
- الدين والديمقراطية والديكتاتورية الإسلامية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حول المشكلة الإسلامية (1)