أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حتى لو خلعت ملابسها في ميدان عام














المزيد.....

حتى لو خلعت ملابسها في ميدان عام


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 16:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تظل قيمة المرأة كإنسان كاملة ومساوية تماماً لهذه التي اختفت كلها تحت ملابسها. المرأة لا تستمد قيمتها من ملبسها. المرأة، كإنسان، قيمة في ذاتها، سواء لابسة كلها أو عارية كلها. اللباس لا يضيف قيمة إلى المرأة، والعري لا ينقص منها أي قيمة على الإطلاق. قيمة المرأة واحدة ومتساوية بالضبط في كل الأحوال، سواء انتقبت أو احتجبت أو أسفرت أو تعرت بالكلية. المرأة إنسان طبيعي له حق طبيعي في الحياة، بملبس أو بدون؛ الملبس هو مجرد عادة وتقليد اجتماعي مكتسب ومتوارث لا أكثر. كانت المرأة طوال آلاف السنين ولا تزال في قبائل بدائية ومجتمعات متطورة كثيرة تعيش وسط الرجال عارية وشبه عارية ولم يمنعها ذلك من الرخاء والازدهار وتأدية وظائفها الاجتماعية والإنسانية على أفضل وجه؛ وكانت المرأة طوال آلاف السنين كذلك ولا تزال في قبائل بدائية ومجتمعات تقليدية كثيرة تعيش وسط الرجال مسجونة ومنتقبة ومحتجبة داخل ملابسها ولم يمنع ذلك من استغلالها وقمعها وتخلفها عن اكتساب وممارسة أبسط حقوقها ووظائفها الاجتماعية والإنسانية.

المرأة حرة بالكامل حتى لو وصل بها الأمر إلى أن تخلع ملابسها وتقف عارية بالكامل وسط أكبر ميدان عام في أكبر المدن العربية اكتظاظاً بالسكان مثل القاهرة. في مثل هذه الحالة الافتراضية، لن تكون هذه المرأة المفترضة أبداً تحت طائلة القانون بنصه ومضمونه المتحضر الإنساني الديمقراطي المعاصر. الصحيح أن هي في مثل هذه الحالة تضع نفسها تحت طائلة العرف، العادات والتقاليد المجتمعية المتوارثة. البديهي أن كل وأي مجتمع إنساني يفعل أشياء ولا يفعل أشياء أخرى بطريقة معينة ومبررات معينة، واعتاد على أن يتوارث ويقلد من دون تفكير كبير هذه الأفعال جيلاً عن جيل. إذا كان المجتمع الذي تقع مثل هذه المدينة المزدحمة في قلبه لا يقر ولم يعتاد التعري في الميادين، حينئذ تكون هذه المرأة قد انتهكت العرف المحلي لهذا المجتمع لا أكثر. كل ما سوف تخسره مثل هذه المرأة المتجرئة على العادات والتقاليد المحلية لا، ولا ينبغي أن، يتعدى مركزها ومكانتها الاجتماعية وسط أقاربها ومعارفها وجيرانها وزملائها في العمل والسكان المحليين عموماً؛ لأنهم لم يعتادوا أو يتوقعوا مثل هذا الفعل منها أو من غيرها، بالتأكيد سوف تلقى منهم الاستياء والذم والنبذ الاجتماعي بدرجات مختلفة. لكن في جميع الأحوال لا طائلة للقانون عليها، إنما كل من تمتد يده أو لسانه بسوء إليها هو الذي يضع نفسه فوراً تحت طائلة القانون.

القانون لا يتدخل أبداً في مثل هذه الأمور المتصلة بممارسة أبناء المجتمع حرياتهم الشخصية، سواء في خصوصية أو على الملأ؛ إنما القانون وجد في الأصل لحماية القيم والحقوق والحريات الشخصية والعامة ومنع الضرر، سواء من الشخص ضد نفسه أو ضد غيره. الضرر لابد أن يكون ملموساً محسوساً، وله أثر ملموس ومحسوس على المتضرر ذاته، أو على من يدعي النيابة عنهم. لا يصح أن تدعي أنك متضرر معنوياً ووجدانياً وأخلاقياً، أو مشاعرك مستاءة ومتأذية، من رؤية المرأة العارية وسط الميدان. لا تنظر إليها. كما لا يحق لك أن تدعي نيابة عن المجتمع أن المرأة العارية تؤذي وتضر وتقوض أخلاقه ومقوماته وثوابته. لا يحق لك أن تتدخل إلا إذا رأيت المرأة العارية، مثلاً، تمسك آلة حادة وتحاول أن تقطع من لحمها وشرايينها؛ حينها فقط يصبح واجباً عليك وعلى كل من حولك أن تسرع لمنعها ومساعدتها ونجدتها، وأن تلجأ إلى تطبيق القانون ضدها. المرأة في ذاتها، لابسة أو عارية، قيمة؛ الملبس مجرد عادة مكتسبة ومتغيرة. لا تنتظر من القانون أن ينصف العادة من القيمة. منشأ ومبرر وغاية القانون هي أن يحمي القيمة، لا أن يخضعها ويرهنها للعادة، مهما كانت مقدسة وأصيلة ونبيلة. القانون يحمي ويصون القيم وغير معني أساساً بالعادات والتقاليد المتوارثة عمياناً؛ هذه الأخيرة تندرج في حوزة العرف المجتمعي ولا تندرج بأي حال ضمن القانون.

ثمة هوة سحيقة بين القيمة والعادة. المرأة قيمة، الملبس عادة. هل يعقل أن ينتصر مشروع دستور يدعي الحداثة لعادات وتقاليد متوارثة عمياناً من مبادئ وقيم إنسانية محترمة ومقرة ومصونة دولياً؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصرفوا رئيس اليمين الباطل
- رئيس في الهواء
- عندما يعتلي الإله سدة الحكم
- كذلك الكلاب تتزوج أفضل من البشر
- في وحدانية وسماوية الجسد والمرأة
- سيدنا الشيخ بديع مع سيدنا الولي مرسي
- في فلسفة الدستور (عبثية المادة الثانية)
- الدين والديمقراطية والديكتاتورية الإسلامية
- في فلسفة الدستور
- العلماء الكهنوت
- وكذب القرآنيون-3
- وكذب القرآنيون-2
- وكذب القرآنيون
- الحكمة الإلهية داء العقل العربي
- بالدستور، المصريون المسيحيون يدفعون الجزية للمصريين المسلمين ...
- مشروع دستور لسفك الدماء
- احترسوا من فضلكم، الدستور يرجع إلى الخلف!
- حرية التعبير..وصحافة البورنو
- القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
- إشكالية الدستور والشريعة


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حتى لو خلعت ملابسها في ميدان عام