أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - وكذب القرآنيون-3














المزيد.....

وكذب القرآنيون-3


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 04:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بينت في المقال السابق أن الحرف واللفظ القرآني هو نفسه بالضبط ذلك الموجود في كافة النصوص العربية الأخرى. إذا كانت "يفرحون" و"يحبون" في النص القرآني "لا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ يَفْرَحُونَ بِمَا آتوا وَيُحبُّونَ أنْ يُحْمَدوا بمَا لَمْ يَفْعَلُوا" هي ذاتها حرفياً ولفظياً الموجودة في أي نص عربي آخر، يقتضي المنطق المستقيم إما أن تكون كلها بشرية أو كلها إلهية، لأنها بالفعل متساوية بالضبط في الحرف والشكل واللفظ من دون أي زيادة أو نقصان على الإطلاق في الحالتين. هكذا، من حيث الشكل على الأقل، النصوص كلها واحدة ومتساوية، لا فرق بين نص وآخر، وبالتالي لا يوجد نص إلهي مقدس وآخر بشري وضعي، كما قد يظن القرآنيون أو غيرهم. إما أن تكون النصوص كلها سماوية إلهية أو أن تكون كلها وضعية بشرية، لأن كل النصوص متساوية بالكامل في الحرف واللفظ. زيادة على ما سبق، يجب التساؤل: إذا كانت هناك حروف وألفاظ إلهية بحق، كيف كان سيدركها ويفهمها من ليسوا بآلهة؟

ثمة مفاجأة أخرى إذا ما توغلنا أكثر في تحليل مضمون ورسالة اللغة، أي لغة وليست العربية فقط. اللغة هي عبارة عن مجموعة من الرموز، الحروف، التي تقف مقابل معاني معينة. عندما تنطق أو تكتب مجموعة الحروف "يفرحون" أو "يحبون" ستجد أن معناها واحد في أي نص وجدت فيه، سواء قرآني أو غيره. في قول آخر، الحروف الواحدة والكلمات الواحدة تقف مقابل معاني ومفاهيم ورسائل واحدة أيضاً. وطالما كانت حروف وكلمات القرآن هي ذاتها بالضبط الموجودة في نصوص أخرى كثيرة، إذن لابد أن تكون معاني تلك الكلمات كما هي موجودة في القرآن موجودة بالضبط أيضاً خارج القرآن. أنا هنا سوف أسمي معاني الكلمات المنفردة المستقلة هذه "المعاني الجزئية"، تمييزاً لها عن معاني الجمل والفقرات الكاملة التي أسميها "المعاني الكلية". هناك وحدة تامة في الحرف واللفظ والمعنى الجزئي بين كل الكلمات الموجودة في القرآن وفي نصوص أخرى أيضاً. إذ ليس من المنطقي أن يدعي أحد أنني عندما أستعمل هنا اللفظة "يفرحون" أو "يحبون" تكون بشرية وضعية، بينما عندما ترد في الآية القرآنية أعلاه تصبح بقدرة قادر، دون تفسير مقنع، إلهية وسماوية؛ كذلك الحال مع معانيها، إذ هي كمفردات وحيدة مستقلة تحمل نفس المعاني بالضبط داخل القرآن وداخل نصوص أخرى أيضاً. من هذا المنطق، ليس ثمة مبرر معقول أو مقبول للتمييز لفظاً أو معناً بين الكلمات الواحدة في النصوص المختلفة، وتقسيمها تعسفاً بين إلهية وبشرية.

إذا كانت الكلمات العربية المتماثلة في حروفها ومعانيها الفردية متماثلة أيضاً بالكامل سواء في النص القرآني أو في نصوص أخرى مهما كانت، هل يمكن أن يكمن الاختلاف بين النص الإلهي والآخر البشري في المضمون والمعنى الكلي، معنى الجمل والفقرات والسياق العام للنص، الرسالة التي يوصلها النص؟ بتعبير آخر، هل يمكن بناء هيكل إلهي من أحجار ومواد خام بشرية؟ هنا يجب النظر في مضمون القرآن ذاته. سوف يجد القرآنيون أن كل ما ورد في القرآن سواء عن الجنة والنار، الثواب والعقاب، قصص الأولين، آدم وحواء، الصوم، الزكاة، الصلاة، الكعبة، الحج، الله، الشيطان، الملائكة، الجان، وكافة المعاني والمفاهيم والنظريات والتعليمات والأوامر والنواهي والفروض والحدود، كلها بلا استثناء كانت موجودة على الأرض بين البشر زمان القرآن وقبل زمانه بمئات وآلاف السنين. في قول آخر، القرآن خاطب من نزل فيهم بنفس الحروف والألفاظ والمعاني والمفاهيم التي كانوا يعرفونها وكانت سارية في مجتمعهم ومخيلتهم ومتوارثة بينهم بالفعل جيلاً عن آخر، وإلا ما كان القرآن سيجد منهم من يستطيع أن يقرأه ويفهمه. هذه المعاني والمفاهيم الكلية في القرآن موجودة كذلك بالكامل في نصوص أخرى من قبل القرآن وبعده، وبالعربية وغير العربية. لا يستطيع أن يحتج أحد بعدم وجود نفس هذه المعاني والمفاهيم بالضبط أو معادل لها في كل لغات وثقافات العالم الأخرى عبر العصور.

ما أخلص إليه هنا هو أن البشر لا يطيقون ولا يقدرون إلا على التعامل مع البشر أو ما هو بشري، وهذا ينطبق على الأشخاص وعلى النصوص بالمثل. أما أن ينسب البعض لبعض البشر طاقة ومقدرة على الاتصال بالآلهة ومخاطبتها وفهمها، عندئذٍ يتجاوز هؤلاء الرسل جنس البشر إلى جنس آخر-أنصاف آلهة- وتبقى المشكلة قائمة، إذ سيكون مستحيل على البشر العاديين التعامل مع أنصاف الآلهة هؤلاء أو فهم رسائلهم ومقاصدهم. البشر لا يفهمون غير الرسائل البشرية؛ ولا يستطيع البشر أن يروا آلهة إلا إذا أصبحوا آلهة مثلهم؛ كما لا يستطيع الآلهة أن يتكلموا مع البشر إلا إذا أصبحوا بشراً مثلهم.

أخيراً أسأل القرآنيين، إذا كانت كل النصوص واحدة حرفاً ومعناً، وإما أن تكون كلها إلهية أو كلها بشرية بالتساوي بالضبط، على أي أساس منطقي ألهتم القرآن وشيطنتم السنة؟



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكذب القرآنيون-2
- وكذب القرآنيون
- الحكمة الإلهية داء العقل العربي
- بالدستور، المصريون المسيحيون يدفعون الجزية للمصريين المسلمين ...
- مشروع دستور لسفك الدماء
- احترسوا من فضلكم، الدستور يرجع إلى الخلف!
- حرية التعبير..وصحافة البورنو
- القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
- إشكالية الدستور والشريعة
- تعدد الزوجات جريمة
- حرية الاعتقاد مطلقة في مشروع الدستور المصري!
- العاهرة والجنرال على ميزان القيمة
- أسطورة العرب
- من يكون المتطرف؟
- مربع سياسة ومربع دين، أيهما فوق الآخر؟
- نزاع قديم على السيادة بين الآلهة والعامة في مصر
- في معرفة الله...والنص
- أم عزباء أم امرأة عانس؟
- في الزواج وممارسة الجنس
- حقيقة الصراع السلمي حتى الآن على الوطن مصر


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - وكذب القرآنيون-3