أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في وحدانية وسماوية الجسد والمرأة














المزيد.....

في وحدانية وسماوية الجسد والمرأة


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 01:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من الطبيعة أن أنا الرجل الطبيعي أحب وأشتهي المرأة الطبيعية، تماماً مثل أن المرأة الطبيعية لابد أن تحب وتشتهي الرجل كما يشتهيها هو بالضبط. الرجل يشتهي جسد المرأة جنسياً، والمرأة مثله بالكامل تشتهي جسد الرجل جنسياً. هي علاقة طبيعية حميمة، يقتضيها إشباع الاحتياجات الجسدية والنفسية الطبيعية لدى البشر وتجنبيهم أمراض وتشوهات الحرمان. ما يناقض الطبيعة فعلاً ويتحول إلى الانحراف والشذوذ أن يكون محل الرغبة والشهوة الجنسية للرجل رجلاً آخر مثله، أو للمرأة امرأة أخرى مثلها، أو حيوان أو أمنيات أو أحلام نوم أو يقظة مكبوتة ومحرومة وخرساء. حتى لو كانت هذه الانحرافات تحقق إشباعاً جزئياً، لا شك أن هي لا توصل أبداً إلى الصحة والسواء والانسجام مع النفس والطبيعة وقوانينها، لأن الطبيعي دائماً، سواء وسط البشر أو بقية الأنواع الحيوانية الأخرى، هو الالتقاء والالتحام والولوج بين ذكر وأنثى ليفرغ كل منهما مخصباته وشحنته العاطفية في جسد الآخر. ليس أي فرق أو اختلاف على الإطلاق بين رغبة وشهوة الذكر في الأنثى أو الأنثى في الذكر. كل منهما، في حالة السواء الطبيعية، يرغب ويشتهي الآخر بنفس الدرجة والقوة. ليس أحب إلى الرجل السوي من جسد امرأة؛ كما ليس أحب إلى امرأة سوية من جسد رجل. هكذا كل الرجال؛ وهكذا أيضاً كل النساء، لأن هكذا هي أعضاءهم واستعداداتهم الطبيعية كلهم. لماذا والواقع الصحيح كذلك يسعى بعض الرجال وبعض النساء جاهدين لإخفاء وإنكار أجساد كل منهم الآخر، كما لو كانت عفناً ومهلكة لابد من تفاديها بكل السبل؟ هل لم توضع فيهم ذات الأعضاء الجنسية ورغباتها وشهواتها الموجودة في كل البشر؟

هي موجودة لديهم مثل كل البشر والحيوانات الأخرى في الطبيعة. في الحقيقة، هؤلاء المنكرون المانعون أكثر حباً للجسد وهياماً به والتهاماً له، لكن في الخفاء وبشرط خاصة. مثل هؤلاء الرجال والنساء من شدة حرمانهم ورغبتهم غالباً يكونون شهوانيين، لا يكتفون بزوجة واحدة ولا برجل واحد. هم التعدديون جنسياً. هذا التناقض بين شدة الرغبة وشدة الإخفاء والإنكار مرده الحرمان والهيام الذي وصل حد الهوس بجسد الجنس الآخر. من شدة انجذابي نحو المرأة وفتنتي بها، أخاف أن لا أستطيع التحكم في نفسي لأقع في سحرها وفي الخطيئة، ما قد تترتب عليه خسائر في السمعة والعرض والتجارة. في الحقيقة، ما يشيطن جسد المرأة في التراث العربي ليس هو كره المرأة. على العكس تماماً، من شدة حب الرجل العربي للمرأة وغرمه بها وشعوره بالحرمان منها، أصبح بمرور الزمن يخاف الاقتراب منها؛ وهي أيضاً التقطت العدوى منه وأصبحت تخافه. على هذا الأساس المصطنع، تراكمت وترسخت ثقافة الفصل والعزل التعسفي بين الجنسين، التي تغذي بدورها مشاعر الخوف والاغتراب بين الذكر والأنثى، لتتسع العزلة أكثر في دائرة ذاتية الاستدامة. كما كان الفصل والعزل التعسفي بين الرجل والمرأة في الثقافة العربية القديمة حلقة أصيلة في تلك الدائرة المصطنعة، كذلك أسطورة الجسد والروح. من هذه الأسطورة، يمكن بسهولة الاستنتاج أن المرأة دائماً تقف رمزاً لهذا الجسد الدنيء النجس، بينما الرجل يجسد الروح السامية الطهارة. لولا الفصل غير المؤيد من الطبيعة بين الذكور والإناث، ما كانت نشأت أبداً أسطورة الجسد والروح، أو التقسيم التعسفي للعالم بين المادي والروحاني؛ ودائماً المتكلم الرجل العربي يوازي نفسه مع الروح، وثقافته ودينه وحضارته مع الروحانية، السماوية.

لا وجود أبداً لرجل من دون امرأة، ولا امرأة من دون رجل. كذلك لا يمكن أبداً أن توجد روح بغير جسد، أو جسد بغير روح. قانون طبيعي لا كسر له ولا فكاك منه أبداً، حتى لو حاول أو ادعى البعض خلاف ذلك. لكن، في العيش وسط الجماعة البشرية المصطنعة، ثمة أغراض اقتصادية واجتماعية وسياسية وصائية استبدادية تقف مبرراً وراء هذا العزل والفصل العنصري بين ذكور وإناث البشر. لا وسيلة أنجع لكي يحكم ولي الأمر ربط حبائل السيطرة على قطيعه كله بذكوره وإناثه من الإمساك بمفاتيح أجسادهم وأجسادهن، بحيث لا يستطيع أحد أن يفعل بها شيء إلا بإذنه. مهما فعلوا، لن يستطيع أي منهم أن يشبع احتياجات أجسادهم الجنسية، تماماً كتلك المتعلقة بالغذاء والكساء والسكن والصحة والتعليم والعمل والترفيه وخلافه، دون معونة وموافقة الذكر الكبير. ودائماً تمنح المعونة برفقة شروط الطاعة والإذعان. الابن المطيع والبنت والزوجة المطيعة هم نواة المجتمع المطيع. لاستمرار المحافظة على هذا التقليد المتوارث، طاعة الكبير، لابد من استمرار إحكام السيطرة على أجساد الشباب والشابات، في مأكلهم ومشربهم ومسكنهم ورغباتهم الجنسية...الخ؛ الطاعة أحد أهم شروط الخرط الاجتماعي، حتى يصبح الجيل القادم قالب ونسخة كربونية من الأجيال الماضية المتعددة والجيل الذهبي الأسطوري، بنفس الأفكار القديمة ونفس عادات وتقاليد الحياة القديمة. الفصل بين الجنسين والمنع بينهم وبين أجسادهم أنفسهم شرط ضروري ولازم من أجل هذه السيطرة، حتى لو كانت مناقضة للطبيعة، تماماً مثل خصي الماعز حتى الآن والعبيد في الماضي، طالما أن ذلك يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية وسياسية مؤكدة.

ثمة ارتباط وثيق بين السيطرة على لقمة العيش واستعمال الأعضاء الجسدية وبين الأبوية الوصائية الاستبدادية التي لا تزال مهيمنة بقوة على المجتمعات والأدمغة العربية منذ قرون، سواء داخل الأسرة الصغيرة أو داخل أغلب المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ليسوا أحراراً حقيقة هؤلاء الذين لا يملكون في أيديهم وسائل معيشتهم اليومية، ومن لا يملكون استعمال أعضائهم، ومنها الجنسية، في حرية كاملة.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدنا الشيخ بديع مع سيدنا الولي مرسي
- في فلسفة الدستور (عبثية المادة الثانية)
- الدين والديمقراطية والديكتاتورية الإسلامية
- في فلسفة الدستور
- العلماء الكهنوت
- وكذب القرآنيون-3
- وكذب القرآنيون-2
- وكذب القرآنيون
- الحكمة الإلهية داء العقل العربي
- بالدستور، المصريون المسيحيون يدفعون الجزية للمصريين المسلمين ...
- مشروع دستور لسفك الدماء
- احترسوا من فضلكم، الدستور يرجع إلى الخلف!
- حرية التعبير..وصحافة البورنو
- القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
- إشكالية الدستور والشريعة
- تعدد الزوجات جريمة
- حرية الاعتقاد مطلقة في مشروع الدستور المصري!
- العاهرة والجنرال على ميزان القيمة
- أسطورة العرب
- من يكون المتطرف؟


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في وحدانية وسماوية الجسد والمرأة