أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - اصرفوا رئيس اليمين الباطل














المزيد.....

اصرفوا رئيس اليمين الباطل


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرئيس المنتخب د. محمد مرسي حلف يميناً دستورية بالله العظيم ثلاثاً أن يحترم الدستور والقانون- مرة في ميدان التحرير، وثانية في المحكمة الدستورية العليا، وثالثة في جامعة القاهرة. ثم، فور تولي المنصب الرئاسي وبحجة عدم الرضاء عن محتوى الدستور المؤقت بمجموع إعلاناته واستغلال سخط بعض الجماهير من سياسات واضعه المجلس العسكري، أذهل مرسي الجميع لما حنث بجميع أيماناته الثلاثة وألغى آخر هذه الإعلانات الدستورية وعدل أخرى كان قد تم انتخابه وتنصيبه في الأصل على أساسها مجتمعة كلاً موحداً. بالتالي، وبما لا يقبل أي طعن أو تحايل، أصبح الرئيس المنتخب من دون أي أساس دستوري على الإطلاق منذ لحظة تدخله بالإلغاء والتعديل في أجزاء ومواد الدستور المؤقت الذي نشأ المنصب الرئاسي ذاته وانتخب مرسي نفسه من رحم نصوصه. بصرف النظر عن شاغله، المنصب الرئاسي الآن منعدم دستورياً والجالس فيه منعدم مثله. لا وجود أو بقاء لأي بناء أو منصب قانوني وشرعي من دون أساس دستوري.

بعد أن حنث اليمين الدستورية ثلاثاً وتدخل من دون أي حق أو اختصاص بالإلغاء والتعديل في نصوص الدستور المؤقت المنشأ والمنتخب هو نفسه على أساسه، ولأن أحداً لم يعترضه ويقاومه ويردعه في المرة الأولى، تجرأ الرئيس الحانث اليمين الباطل وأقدم مرة ثانية على جريمة دستورية كارثية لن يغفرها له شعبه ولا التاريخ- أصدر إعلاناً دستورياً احتكر بواسطته جميع سلطات الدولة الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية معاً، علاوة على احتكار الجمعية التأسيسية لوضع مشروع دستور، وعملية الوضع القسري غير الديمقراطي ذاتها ثم إجراءات التصويت الشعبي. قبل الإعلان الأخير، كان الرئيس المنتخب د. محمد مرسي، بعد التدخل غير المختص بالإلغاء والتعديل في الدستور المؤقت المنتخب على أساسه، قد هدم بيديه بالفعل الأساس الدستوري والقانوني المنشأ والمنصب والقائم عليه هو نفسه، ومن ثم أصبح رئيساً باطلاً لانعدام الأساس القانوني والدستوري والشرعي الذي نشأ وانتخب ومارس مهامه منه؛ أما بعد الإعلان الأخير، قد تحول مرسي من الرئيس الحانث الباطل المعتدي على الدستور والشرعية إلى ديكتاتور أمر واقع صريح دون أي مواربة، ينصب نفسه بقوة الذراع لا بقوة القانون والدستور. بناء عليه، تحول د. محمد مرسي الآن إلى حاكم غير شرعي، مغتصب منصباً سياسياً دون وجه حق، يفرض ويبقي نفسه بنفسه في منصبه بقوة الذراع كأمر واقع ديكتاتوري، لا نتيجة ثورة شعبية ولا انتخابات دستورية ديمقراطية.

المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يتولى الحكم قبل د. مرسي مباشرة لم يتسلم الحكم بعد أن أقسم يميناً بالله العظيم ثلاثاً على أن يحترم أي دستور أو قانون، ببساطة لأنه خطف الحكم عنوة كسلطة أمر واقع لم يعترضها أحد أثناء وفي أعقاب ثورة شعبية أسقطت النظام القديم بكل بنائه الدستوري؛ هو لم يأتي عبر انتخابات دستورية. هذه الثورة الشعبية وسلطة الأمر الواقع ذاتها هي التي أعطت المجلس العسكري الشرعية لإصدار ما شاء من الإعلانات الدستورية المؤقتة، برضاء أو بعدم رضاء القوى السياسية الأخرى. بالمقارنة، الدستور المؤقت لا يعطي الرئيس المنتخب على أساسه، أياً كان هذا الرئيس، أي سلطة للتدخل بالإلغاء أو التعديل فيه، ولا إصدار أي ملاحق أخرى مكملة أو معدلة أو مضافة له. المجلس العسكري لم يقسم، ولم يحنث، يميناً بالله العظيم أن يحمي دستوراً كما فعل مرسي؛ المجلس العسكري، برضاء أو عدم رضاء الآخرين، فرض نفسه بنفسه فوق الحكم ومارسه بوسائل الشرعية الثورية المعترف بها. مرسي ليس كذلك؛ هو جاء إلى الحكم عبر انتخابات دستورية وبإرادة شعبية حرة؛ إذن هو رئيس دستوري منتخب، جاء على أساس دستور وانتخابات سابقة على وجوده. هكذا، إذا ما زال أو انعدم هذا الأساس الدستوري وبطلت الانتخابات، زال وانعدم بالضرورة هذا المنصب الدستوري. مرسي لم يتسلم الحكم من ثورة شعبية مثل المجلس العسكري، ولا هو احترم وصان الدستور المؤقت والإرادة الشعبية المنتخب على أساسها.

كما جئ به عبر الوسائل الدستورية الديمقراطية والإرادة الشعبية الحرة، لابد أن يذهب مرسي بالوسائل ذاتها؛ كما صنعتموه سلمياً وديمقراطياً، اصرفوه سلمياً وديمقراطياً كذلك، ليس حباً فيه شخصياً لكن انتصاراً لثورتنا ومبادئنا السلمية الديمقراطية.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس في الهواء
- عندما يعتلي الإله سدة الحكم
- كذلك الكلاب تتزوج أفضل من البشر
- في وحدانية وسماوية الجسد والمرأة
- سيدنا الشيخ بديع مع سيدنا الولي مرسي
- في فلسفة الدستور (عبثية المادة الثانية)
- الدين والديمقراطية والديكتاتورية الإسلامية
- في فلسفة الدستور
- العلماء الكهنوت
- وكذب القرآنيون-3
- وكذب القرآنيون-2
- وكذب القرآنيون
- الحكمة الإلهية داء العقل العربي
- بالدستور، المصريون المسيحيون يدفعون الجزية للمصريين المسلمين ...
- مشروع دستور لسفك الدماء
- احترسوا من فضلكم، الدستور يرجع إلى الخلف!
- حرية التعبير..وصحافة البورنو
- القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
- إشكالية الدستور والشريعة
- تعدد الزوجات جريمة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - اصرفوا رئيس اليمين الباطل