أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - احترام الأديان من احترام الإنسان














المزيد.....

احترام الأديان من احترام الإنسان


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 16:21
المحور: المجتمع المدني
    


أنا أحترمك من قبل حتى أن أعرف دينك. أحترمك لأنك إنسان. أنت إنسان، وأنا أحترم الإنسان فيك، ومن ثم يجب أن أحترم كل ما تحترمه أنت. دينك يأتي في صدارة ما تحترم. لأنك تحترم دينك، وأنا أحترمك، إذاً أنا أحترم دينك معك أيضاً، من قبل حتى أن أعرف ما هو. ليكن ما يكون. ليس مهماً. المهم هو أنت. أنت جدير بالاحترام لذاتك. أنا مثلك، إنسان جدير بالاحترام لذاتي. وحيث أنني أحترمك لذاتك وأحترم دينك من احترامي لك، أتوقع منك، في المقابل ومن مبدأ المعاملة المنصفة والعادلة بالمثل، أن تحترمني لذاتي أيضاً وأن تحترم ديني من احترامك لإنسانيتي. أنا أحترمك وأحترم دينك، لابد أن تحترمني وتحترم ديني بالمثل، حتى لو كان كله هراء في هراء من وجهة نظرك. لن أحترمك ولن أحترم دينك إذا لم تبادل باحترامي واحترام ديني بالمثل. هذه هي الحياة، لا هي لك وحدك ولا هي لي وحدي. الحياة ملك الجميع.

يقيناً أبي ليس أعظم رجل في الوجود. لكن هو في نظري الأعظم على الإطلاق. إذا كنت تحترمني وتريد استمرار الوصال والعيش المشترك في سلام بيني وبينك، إياك أن تستهزئ بأبي أو تحقره في حضوري أو غيابي، حتى لو كان وفقاً للمعايير الموضوعية هو الأفقر والأجهل والأتفه والأحقر بالفعل. حتى لو كان أبي حثالة الناس، يهيم على وجهه في الشارع، هو في عيني أعظمهم وفي قلبي أحبهم. رجاء إذا كنت تحترمني حقاً أن تحترم أبي أيضاً في حضوري وفي غيابي، حتى لو كانت في أبي فعلاً كل العبر والنواقص. الإنسان دائماً يعامل كل ما يخصه بضمير ملكيته كامتداد طبيعي له. هكذا أنا أعتبر أبي وأمي وأخي وأختي، وعائلتي وجيراني، وأهلي وعشيرتي وقبيلتي، ووطني، ولغتي وثقافتي وديني...الخ امتداداً حقيقياً لذاتي أنا الإنسان. إذا كنت تحترمني حقاً، يجب أن تحترم أيضاً كل ما أخصه بملكيتي، وبالأخص ديني. هكذا كل إنسان يحب دينه- ووطنه ولغته وثقافته- محبته لنفسه وأبيه وولده.

ماذا، مع تقديري واحترامي لك، لو كنت فعلاً وصادقاً مع نفسي أظن، ولو مخطئاً، أن في دينك ما يؤذيك ويضرك، أو يعطل تقدمك، على نحو ما أنت غير واعي به؟ هل، احتراماً لاحترامي لك ولدينك أكتم ظني في نفسي وأكذب عليك مجاملاً أن دينك على ما يرام ولا تشوبه شائبة؟ هل من الاحترام لك أن أخفي عنك كل ما وصل إلى حد علمي من سوء أو مكروه وقع لأبيك أو لأي من أهلك الآخرين، حتى لو كان علمك به سيساهم في رفع السوء ودرأ المكروه عنهم وإنقاذهم؟ هل، بحجة الاحترام المتبادل، تسكت الأديان وتداري على سوءات بعضها البعض؟

هنا يجب التمييز بين سياقين: العملي والنظري. ببساطة شديدة، على المستوى العملي من يعاملك بإحسان عليك أن تعامله بإحسان بالمثل، ومن يشتمك تشتمه، ومن يضربك تضربه ومن يحاربك تحاربه بالمثل. من هذا المنطلق المثلي، كان من حق المسلمين أن يقفوا بالسلاح مدافعين عن أرضهم ودينهم ضد الحملات الصليبية الأوروبية؛ مثلما كان من حق الأوروبيين أن يقفوا بالسلاح مدافعين عن أرضهم ودينهم ضد غزوات (فتوحات) الأندلسيين والعثمانيين المسلمين. هي معاملة العدل والإنصاف والمثل بالمثل.

المعاملة يجب أن تكون بالمثل أيضاً على المستوى النظري. إذا اعتدى عليك الدين الآخر بمقال أو رسم كرتوني لاذع أو ساخر، رد عليه بمثله أو أحسن منه، ذلك إذا أحببت أن ترد أصلاً. أما أن ترد عليه بمظاهرة ضده، أو اعتداء مادي على شخوصه وممتلكاته، هذه ليست معاملة عادلة بالمثل. هو اعتدى عليك نظرياً، لكنك رديت على اعتدائه النظري باعتداء عملي من طرفك. أنت هكذا ظالم، لا ترد بالمثل وتكيل بمكيالين مختلفين: ترد المكيال النظري بمكيال عملي. كما أن "العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم"، كذلك يجب أن تكون "الكلمة بالكلمة والرسم بالرسم والبادئ أظلم". لكن ليس من العدل والإنصاف أبداً أن تكون "الكلمة بالعين، أو الرسم بالسن".



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله في أبهى ثوب
- أنا موجود إذاً الله موجود
- أنا موجود، الله موجود؟
- والله لا يتكلم
- المعنى بين النص والواقع
- لغة البهائم والبشر
- لأن الله معهم
- الشعب والنخبة والحاكم بين الديكتاتورية والديمقراطية
- الإخوان لا يهزمون أبداً بالوسائل الديمقراطية
- الدستور أو الشريعة
- حتى لو خلعت ملابسها في ميدان عام
- اصرفوا رئيس اليمين الباطل
- رئيس في الهواء
- عندما يعتلي الإله سدة الحكم
- كذلك الكلاب تتزوج أفضل من البشر
- في وحدانية وسماوية الجسد والمرأة
- سيدنا الشيخ بديع مع سيدنا الولي مرسي
- في فلسفة الدستور (عبثية المادة الثانية)
- الدين والديمقراطية والديكتاتورية الإسلامية
- في فلسفة الدستور


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - احترام الأديان من احترام الإنسان