أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية














المزيد.....

حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 15:26
المحور: المجتمع المدني
    


الحرية كل لا يتجزأ، لا تحدها غير حدود حرية الآخرين. الديمقراطية تؤسس فوق قاعدة الحرية. لا يمكن أن يتطور مجتمع حر من أفراد مسلوبي الإرادة، مستعبدين، أو حتى منقوصين الحرية في جانب ما ولو صغير من جوانب حياتهم- الأحوال الشخصية. في المنطقة العربية، لا يزال هذا الجانب بالذات يقع بالكامل خارج نطاق الحرية والإرادة الشخصية، خاضعاً ومسخراً لمقاصد دينية ومذهبية وطائفية متنوعة، ما يكرس ويعمق أكثر انقسامات دينية ومذهبية وطائفية لا تزال حية ومتفجرة بقوة منذ آلاف السنين حتى الآن. كما لو أن جهات حاكمة ونافذة معينة تعمل عمداً على أن تظل شعوب هذه المنطقة تعيش للأبد في ظلمات العجز والغيب، لا تتوصل أبداً إلى امتلاك حريتها وتقرير ما يناسبها وما لا يناسبها. ليس مطلقاً من سبيل إلى مجتمع حر قادر، مالك ومقرر لمصيره من دون الفرد الحر القادر المالك والمقرر لمصيره أولاً؛ وليس مطلقاً من سبيل إلى هذا الفرد الحر القادر المالك والمقرر لمصيره الشخصي من دون أن يكون حراً وقادراً في حياته الشخصية، مالكاً ومقرراً لها بإرادة فردية حرة أولاً. لا يتطور مجتمع حر من أفراد مسلوبي الإرادة والقدرة حتى على حيواتهم الشخصية؛ ولا إنسان حر من دون الحرية والإرادة والقدرة الكاملة على أحواله الشخصية.

لا يعقل أبداً أن تدعي أي دولة عربية حداثة وديمقراطية في نظامها السياسي في حين لا يستطيع مواطنوها بعد بإراداتهم وقراراتهم الفردية الارتباط والزواج بحرية فيما بينهم. بل حتى بعض الدول العربية تحرم مواطنيها من حرية الاختلاط، وتلجأ إلى العزل والفصل النوعي بين الجنسين عبر جميع مراحل التعليم من سن الروضة حتى الجامعة، وفي العمل والأماكن العامة مثل تخصيص مقاعد منفصلة للأعضاء الإناث المعينات في مجلس الشورى السعودي، ومخرج ومدخل منفصل لمنع أي رؤية أو اختلاط مع الأعضاء الذكور المعينين أيضاً في نفس هذا المجلس الصوري. لا يمكن أبداً تبرير مثل هذا العزل والفصل النوعي الصريح بين الجنسين إلا على أساس عقيدة "النقيصة والخطيئة". الإنسان- رجل وامرأة- مخلوق ناقص خاطئ إذا ما ترك لحاله دون توجيه وأمر ونهي وإرشاد وأعطيت له حرية- ولو في أضيق الحدود بما لا يتعدى تدبير وتسيير أموره وأحواله الشخصية فقط- سوف يفسد في الأرض ويورد نفسه وغيره موارد التهلكة! لهذا السبب فُرضت ولا تزال الوصاية الدينية على أحواله الشخصية، ومن ثم جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى. في نظر هؤلاء الحكماء الأوصياء، الإنسان- رجل وامرأة- مخلوق غير مسؤول وغير كفء وغير جدير وغير أهل حتى لولاية أصغر وأخص شؤونه الحياتية الشخصية. من هذا المنطق التصغيري التخويني، فرضت ولا تزال الوصاية الدينية. بعد هذا هل يمكن، من منظور ديني، أن تؤتمن إرادة (هوى) الإنسان على تسيير شيء آخر؟!

إذا كان لا يزال لا يستطيع الفرد الرجل العربي والمرأة العربية الاختلاط والارتباط والزواج والإنجاب بحرية كاملة لا تحدها سوى حرية الآخرين وسيادة القانون المدني على الجميع على قدم المساواة التامة بصرف النظر عن الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق أو الجنس أو لون البشرة أو اللغة...الخ، هل لا يزال يعقل أن تنهض دول مدنية ديمقراطية حديثة وتقدمية من أفراد لا يزالون مسلوبي الحرية والإرادة حتى في أبسط حقوقهم- أحوالهم الشخصية؟! الاختلاط والارتباط والزواج والإنجاب المدني بين الجنسين، طبقاً للأعراف والقوانين المدنية غير الدينية، هو الدواء الوحيد لداء الانقسام والتطرف الديني والمذهبي والطائفي، والخطوة الأولى الضرورية نحو مجتمع حر ديمقراطي. تحيا لبنان رائدة.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل
- التحول الثوري الثالث
- الثورة تقتل أبيها، لكن لا تفنيه
- ثورة خرجت من بيتها
- حول المشكلة الإسلامية (3)
- حول المشكلة الإسلامية (2)
- حول المشكلة الإسلامية (1)
- احترام الأديان من احترام الإنسان
- الله في أبهى ثوب
- أنا موجود إذاً الله موجود
- أنا موجود، الله موجود؟
- والله لا يتكلم
- المعنى بين النص والواقع
- لغة البهائم والبشر
- لأن الله معهم
- الشعب والنخبة والحاكم بين الديكتاتورية والديمقراطية
- الإخوان لا يهزمون أبداً بالوسائل الديمقراطية
- الدستور أو الشريعة


المزيد.....




- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...
- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية