أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات














المزيد.....

جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبداً لن تكلل بالنجاح مساعي جبهة الإنقاذ نحو تأسيس نظام حكم ديمقراطي وتداول السلطة مع الإسلاميين في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 في ظل مسارها الحالي المكتفي برد الفعل عبر الحشد الجماهيري احتجاجاً على كل فعل غير مريح لهم يتخذه الإسلاميون ثم العودة بعدما تهدأ الضجة إلى مقاعد المتربصين في انتظار الخطأ التالي من طرف الإسلاميين بقيادة الإخوان. بهذه الرد فعلية اليائسة المستكينة، أتاحت الأحزاب المؤلفة جبهة الإنقاذ الوطني المدنية فرصة ذهبية للإخوان المسلمين وحلفائهم في السلطة لكي يمتلكوا زمام المبادرة ويباغتوا الجبهة والجميع كل حين بخطوة جديدة على الطريق السريع صوب إحكام سيطرتهم على المفاصل الحيوية في الدولة تمهيداً لتسخيرها كعادة الأنظمة الشمولية القمعية عامة في خدمة مشروعهم الخاص. وإذا جاء رد الفعل قاسياً، لا مانع من التراجع بضع سنتيمترات وفي جميع الأحوال سيكون بعض التقدم قد تحقق بالفعل كأمر واقع، أو هكذا يفكر ويعمل بعض الساسة من الإخوان المسلمين على الأقل.

لابد أن تتشجع الجبهة وتدخل الحلبة ولا تكتفي بالضجيج والصراخ والعويل من خارجها. جدير بالتنبيه أن دخول الحلبة لا يعني بالضرورة أخذ الأحزاب الإسلامية الحاكمة بالأحضان أو مشاركتها كل ما تريد على أساس من قواعد دستورية وقانونية منحازة احتكرت هي عملية وضعها. في الوقت نفسه، داخل الحلبة سوف تتلقى الجبهة حتماً اللكمات الموجعة الكثيرة، وتكيل هي أيضاً بدورها اللكمات للإسلاميين، وقد تنجح حتى في كسب بعض الجولات منهم بفارق النقاط إذا لم تكن الضربة القاضية ممكنة. في جميع الأحوال، داخل الحلبة سوف تكون أحزاب الجبهة على اتصال وقرب مباشر من الأحزاب الإسلامية الحاكمة، ما يسمح لها أن تدرس بدقة أكبر نقاط ضعفهم وقوتهم، وأن تتعامل معهم بفاعلية أكبر سواء لخدمة مقاصدها الخاصة المشروعة للوصول إلى الحكم عبر الوسائل السلمية والديمقراطية أو المصالح الوطنية العليا حتى وهي في المعارضة. أكثر من ذلك، وكما حدث بالفعل في حالة الإخوان المسلمين مع الحزب الوطني الديمقراطي المنحل في عهد مبارك، الاحتكاك المباشر مع الذين في السلطة هو أيضاً بوابة أولى واسعة إلى مقاعد الحكم في حال سقوط الذين يتربعون عليها حالياً لسبب أو لآخر.

دخول الحلبة السياسية واللعب بفاعلية واحتراف أكبر يمكن أن يتحقق بعد الخروج أولاً من ذهنية رد الفعل الاحتشادي أحادية المسار وتبني العمل المتعدد المسارات المتوازية المكملة والمغذية لبعضها البعض، الذي لا يلجأ إلى تكتيك الاحتجاج والاحتشاد إلا في وقت الحاجة فقط وليس "عمال على بطال". وعلاوة على تضخيم واستغلال أخطاء الأحزاب الحاكمة، وهي وظيفة أساسية لكل المعارضين في كل النظم السياسية، يجب على أحزاب الجبهة المعارضة أن لا تسد أبداً أبواب الحوار حتى لو كان شكلياً ومضيعة للوقت؛ لا مانع أبداً إذا ما دعا الإسلاميون لحوار هزلي كعادتهم أن ترد الجبهة الدعوة بعشرة حوارات أهزل وأضيع للوقت منه، وتوفد إليهم من يستنزف قواهم في هذا الماراثون الشكلي ويحاول تسجيل أكبر عدد ممكن من النقاط ضدهم أمام الكاميرات والناس العاديين بينما يواصل الآخرون عملهم في مساراتهم الأخرى. كما يجب على أحزاب الجبهة أيضاً أن تؤلف فيما بينها ما يشبه حكومة ظل كاملة، مهمتها الأساسية وضع البرامج والإستراتيجيات المناسبة لمساعدتها في الوصول إلى الحكم، ورصد ومراقبة كل هفوة وخطوة تخطوها الحكومة الفعلية، وتعرية وفضح إخفاقاتها وأخطائها.

على سبيل المثال، هل يعقل أن جبهة معارضة جادة تطمح للوصول إلى الحكم قريباً وتنتهج الاحتجاج الشعبي السلمي وسيلة أساسية تكاد تكون وحيدة إلى الآن لا تستطيع أن تحمي مسيراتها من المندسين وأعمال العنف المفتعلة والتحرش الجنسي المتعمد بالنساء، في عملية ممنهجة لتشويه سمعة الثوار وإخلاء المواطنين العاديين من حولهم تمهيداً للانقضاض عليهم عبر الملاحقة القضائية والقمعية التي قد تصل إلى حد الاغتيالات والتصفية الجسدية كما حدث في تونس مؤخراً؟ هل لا تملك الجبهة كوادر أمنية خبيرة وماهرة تستطيع تعهد مثل هذه الأمور لتحمي الجبهة نفسها أولاً ثم بعد ذلك أنصارها وتتصدى بالفضح الإعلامي والملاحقة القضائية لمخالفات الطرف الآخر لعله يرتدع؟ ومثل الشق الأمني، يجب كذلك على أحزاب الجبهة تأسيس وتفعيل مسارات متوازية على الأصعدة الخارجية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية والحقوقية والاجتماعية والثقافية والبيئية...الخ.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل
- التحول الثوري الثالث
- الثورة تقتل أبيها، لكن لا تفنيه
- ثورة خرجت من بيتها
- حول المشكلة الإسلامية (3)
- حول المشكلة الإسلامية (2)
- حول المشكلة الإسلامية (1)
- احترام الأديان من احترام الإنسان
- الله في أبهى ثوب
- أنا موجود إذاً الله موجود
- أنا موجود، الله موجود؟
- والله لا يتكلم
- المعنى بين النص والواقع
- لغة البهائم والبشر
- لأن الله معهم
- الشعب والنخبة والحاكم بين الديكتاتورية والديمقراطية
- الإخوان لا يهزمون أبداً بالوسائل الديمقراطية
- الدستور أو الشريعة
- حتى لو خلعت ملابسها في ميدان عام


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات