أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم














المزيد.....

أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه هي المرة الأولى في تاريخ الإسلام السني تتاح الفرصة الفعلية للإسلاميين السياسيين بزعامة الإخوان المسلمين حتى الآن لتولي زمام الحكم ومحاولة تطبيق تصورهم ومشروعهم الإسلامي للحكم مباشرة بأنفسهم. لكن لأن الإسلاميين السياسيين لم ينجحوا يوماً من قبل، سواء عبر القهر أو السلم، في بلوغ الحكم وظلوا طوال تاريخهم مطاردين ومضطهدين من أنظمة حكم كانت ولا تزال في معظمها إسلامية القشور وليس الجوهر، أو على الأقل غير إسلامية بالمعنى الذي يقصده ويسعى في تطبيقه الإسلاميون السياسيون، فقد ظلوا طوال تاريخهم ولا يزالون قليلي المعرفة والخبرة بقواعد وفنيات السياسة والحكم مقارنة بشرائح اجتماعية أخرى أكثر علماً وتمرساً من خارج الإسلاميين. وبسبب هذه الجفوة الأزلية بينهم وبين قصور الحكم تطورت بالتوازي هوة سحيقة تفصل بين تصور الإسلاميين ومشروعهم الإسلامي النظري للحكم من جهة، وفهمهم لتفاصيل وتوازنات ومتطلبات الواقع السياسي الفعلي المعاش وفرص نجاح مشروعهم في ضوء إمكاناته وقيوده من جهة أخرى. في هذا السياق، أستعرض بإيجاز فيما يلي بعض مما أظن أن تكون أخطاء سياسية قاتلة وقع فيها الإخوان المسلمون والإسلاميون السياسيون بشكل عام في مصر وقد تحكم مبكراً بالفشل على تجربتهم الأولى في الحكم في هذه المرحلة.

استحالة الإقلاع بجناح واحد. لا يزال طائر النهضة الإسلامي منبطح على الأرض، عاجز عن الانطلاق إلى مقصده بعدما أقدم بغباء وتهور سياسي واضح على نتف ريشه وقطع جناحه الأيسر بنفسه لما ترك كل درجات الطيف السياسي إلى يساره واختار التحالف مع حزب النور إلى أقصى يمينه. بدلاً من أن يتجه الأخوان ولو قليلاً ناحية الوسط لتخفيف حدة الاستقطاب مع الليبراليين واليساريين عبر إنجاح التحالف قبل الانتخابات البرلمانية الأولى مع حزب الوفد الليبرالي المعتدل، اتجه الإخوان إلى التحالف مع حزب النور السلفي، ليزداد جنوحهم أكثر جهة اليمين. منذ ذلك الحين وهذا التكتل اليميني يحاول الإقلاع بجناح واحد لكن في واقع الأمر هو عاجز لا يستطيع سوى أن يجرجر بصعوبة حمله الثقيل، علاوة ظهور جبهة الإنقاذ الوطني كرد فعل مضاد ومعطل.

فقدان الثقة. لا يكذب أكثر من الفاشل، لكي يداري فشله. بالنظر إلى قلة خبرتهم بالعمل السياسي وكثرة إخفاقاتهم، اضطر الإخوان المسلمون إلى الكذب كثيراً جداً منذ تصدروا المشهد لدرجة جعلت الصحفي والإعلامي اللامع إبراهيم عيسى يصفهم بأنهم "يكذبون كما يتنفسون" وتوشك أن تفقدهم الثقة تماماً لدى كل القوى السياسية الأخرى الرئيسية المتعاملة معهم. الكذبة الأكبر والأهم على الإطلاق والتي لا تزال مضاعفاتها تتعقد وتزداد خطورة حتى اليوم هي تلك على المجلس العسكري قبيل الانتخابات الرئاسية. أغلب الظن أن يكون الإخوان قد اتفقوا في صفقة غير رسمية أو معلنة مع المجلس العسكري الذي تولى الحكم بعد مبارك على أن يكون لهم الغلبة في السلطة التشريعية وعلى رأسها البرلمان بغرفتيه، بينما تكون الغلبة للمجلس العسكري في السلطة التنفيذية وعلى رأسها الحكومة والرئاسة. لسبب ما أخل الإخوان بالاتفاق وتقدموا بمرشحين بدلاً من مرشح واحد لانتخابات الرئاسة. وفي التو واللحظة كال لهم المجلس العسكري الصاع صاعين وقام، ربما بتنسيق مع القضاء، بحل مجلس الشعب. منذ هذه اللحظة انقلب الاتفاق، ومعه المشهد، كله رأساً على عقب وكأن العملية كلها عادت أدراجها إلى نقطة الصفر، دون أي فائز حقيقي حتى الآن.

العناد والطناش. حتى بعد الفوز بقصر الرئاسة والإطاحة بالمجلس العسكري وتشكيل حكومة موالية بالكامل ووضع دستور تفصيل على المقاس تماماً وتلفيق مجلس تشريعي بصلاحيات كاملة، رغم كل ذلك لا يزال يجد الإسلاميون السياسيون بقيادة الإخوان أنفسهم في موقف ضعف لا قوة، مثل طائر مسكين كسيح برجل واحدة وجناح واحد لا حول له ولا قوة وسط متربصين وأعداء في كل مكان، داخلياً وخارجياً. هذا إلى حد كبير صحيح. لكن المشكلة هي أن الإسلاميين السياسيين بزعامة الإخوان، من فرط تأثرهم بفقه المعتقد الديني الكلامي-النصوصي المطلق، لا يملكون حس الشك والمساءلة والاستقصاء والنقد الذاتي والمراجعة، بل يصرون دائماً على أنهم الصواب والفرقة الناجية. على هذا، هم يظهرون ويمارسون قدرات فائقة في التبرير والدفاع والمراوغة والمناورة والمعاندة و، في نهاية المطاف، التطنيش.

لحظة الانهيار. الإسلاميون السياسيون لا يملكون قوة نيران واسعة وفعالة لاستعمالها في القمع لإنقاذ وتوطيد سيطرتهم إذا ما انفجرت أزمة وطنية كبرى يستحيل حلها عبر التفاوض والوسائل السياسية غير العنيفة. وبالنظر إلى استمرار تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي الوقت نفسه استمرار العناد والطناش من جانب الحكام الإسلاميين السياسيين بزعامة الإخوان وسدهم كل المسالك أمام الحوار والتفاوض الجاد وإمكانية التعبير عن المظالم والمشاركة في الحكم عبر الوسائل السياسية السلمية، فقد لا تكون لحظة الانهيار بعيدة كما يتخيلون.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضوع في خدمة مشروع سياسي
- يعني إيه ثورة
- حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل
- التحول الثوري الثالث
- الثورة تقتل أبيها، لكن لا تفنيه
- ثورة خرجت من بيتها
- حول المشكلة الإسلامية (3)
- حول المشكلة الإسلامية (2)
- حول المشكلة الإسلامية (1)
- احترام الأديان من احترام الإنسان
- الله في أبهى ثوب
- أنا موجود إذاً الله موجود
- أنا موجود، الله موجود؟
- والله لا يتكلم
- المعنى بين النص والواقع
- لغة البهائم والبشر
- لأن الله معهم


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم