أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث














المزيد.....

استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4018 - 2013 / 3 / 1 - 15:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مع أن الإسلام قد ورث المرأة مقيدة بالفعل في مكانة اجتماعية واقتصادية متدنية ومنحطة مقارنة بالرجل، غير أن الإسلام أيضاً لم يسهم بشكل إيجابي وفعال في تخفيف القيود الثقيلة الموروثة عن كاهل المرأة، ولا يستطيع الفقه الإسلامي التنصل من جريمة تقنين استمرار استعباد المرأة للرجل وتكريس الهيمنة الذكورية عبر سلطتي التطليق والتوريث، التي إلى اليوم لا يزال يرفض الإسلام، بحجة المحافظة على تماسك واستقرار الأسرة، أن يعمل فيهما شروط العدل والمساواة بين الرجل والمرأة. أو في جملة أخرى، الفقه الإسلامي لا يمانع في أن يضحي بمبادئ العدل والمساواة إذا كان ذلك، من وجهة نظره، يحفظ أمن الأسرة واستقرار المجتمع.

سوف يجادل الفقهاء المسلمون بأن الإسلام قد ساوى بالفعل بين الرجل والمرأة إذ أباح أن تكون العصمة بيد الزوجة كما بيد الزوج. كما أن الإسلام قد أعطى المرأة ذمة مالية منفصلة ومستقلة عن الرجل وحتى لم يكلفها، كما فعل مع الزوج، بأن تنفق منها على الأسرة. على هذا، في رأي الفقهاء، يمكن الادعاء نظرياً على الأقل بأن الإسلام على العكس أنصف المرأة على الرجل، لدرجة أن من يحق له حقيقة أن يرفع الشكوى طالباً العدل والمساواة هو الرجل وليس المرأة كما يزعم الليبراليون دعاة الميثاق العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وغيرهما من الاتفاقيات الحقوقية الدولية. هكذا، كما قد تمضي الحجة الكلامية الفقهية، يكون السحر قد انقلب على الساحر، ويكتشف فجأة أن الفقه الإسلامي قد ظل منذ أكثر من ألف سنة هو الأكثر عدلاً ومساواة وحماية لحقوق المرأة من كل إنتاج منظومة القانون الدولي والقوانين والتشريعات الوضعية/العلمانية المحلية.

على ذكر المنظومة أعلاه، يجب التذكير أن المنظومة- سواء المادية أو العضوية أو الاعتبارية- هي كل متكامل لا يمكن أن تعمل أو تعطي إنتاجها عندما يكون مكون أو أكثر من مكوناتها الأساسية معطل أو لا يعمل بالكفاءة المطلوبة، أو غير موجود من الأصل. الإنسان، كمثال لمنظومة عضوية، يمكن أن يعيش بغير رجل أو ذراع أو إحدى الكليتين، أو حتى بقلب أو كبد مريض لدرجة غير مميتة. لكن من الصعب إن لم يكن من المستحيل تخيل إنسان على قيد الحياة من دون قلب ينبض أو رئة تتنفس أو جهاز هضمي يعمل. داخل منظومة البدن الحيواني، ثمة مكونات أساسية وأخرى فرعية لابد أن تتوفر وتعمل وتتكامل فيما بينها عند عتبة دنيا محددة لا تنزل عنها حتى يستطيع الجسم الحي أن يؤدي وظائفه البيولوجية ويواصل حياته. في غياب ذلك، يصبح من الحماقة التباهي، مثلاً، بتوفر أصح قلب أو أوسع رئة أو أجمل عينين أو أفتل العضلات في بدن من دون رأس.

الإسلام يعطي المرأة نصف ما يعطي الرجل من الميراث، ويقبل من المرأة نصف ما يقبل من الرجل في الشهادة؛ أو، بتعبير آخر، الإسلام في الميراث والشهادة يجعل الرجل الواحد يساوي امرأتين اثنين. فوق هذا الأساس التمييزي الاقتصادي والاجتماعي الواضح، شيد رجال الفقه الإسلامي بمبررات دينية صريحة صرحاً عملاقاً من الجور والظلم والافتئات وعدم المساواة وعدم تكافؤ الفرص في جميع المجالات بحق المرأة اشتمل، من جملة أمور كثيرة، حرمانها من حريات وحقوق وفرص خص بها الرجل دون المرأة، في السفر والعمل وشغل المناصب الدنيا والمتوسطة والعليا في كل المجالات، حتى التي تخص المرأة ذاتها، وبشكل خاص في الجيش والقضاء والرئاسة، وداخل المؤسسة الدينية ذاتها، لدرجة أن المرأة السعودية، مثلاً، لا تزال لا تستطيع حتى أن تقود سيارتها بنفسها. هنا يطرح السؤال نفسه: ما الجدوى من إعطاء المرأة، مثلاً، ذمة مالية مستقلة وحرية وحق في أن تقتني سيارة، بينما هي في الحقيقة لا تستطيع أن تقودها أو تسافر بها بمفردها؟ كذلك، ما هي القيمة الحقيقية لعصمة وسلطة تطليق بيد المرأة في مساواة مع الرجل بينما المرأة خاضعة ومستعبدة له في كل مجال آخر؟ في إطار منظومة الفقه الإسلامي الكلية، ورغم بعض الضمانات والمميزات المبعثرة هنا وهناك، لا شك أن معظم الحقوق التي أعطاها الإسلام للمرأة باليمين عاد وسلبها بالشمال، لتبقى المرأة في نهاية المطاف كما كانت طوال آلاف السنين قبل الإسلام أسيرة عطف وإحسان- وأهواء- الرجل، القادر على أن يوفر لها النفقة والرعاية والحماية، أو أن يطلقها ويشردها من الأسرة إذا ما عصيت أو تمردت أو رفضت الطاعة.

في الميراث والطلاق، العدل والمساواة واضحة وضوح الشمس: أن ترث المرأة مثل ما يرث الرجل، وأن لا تترك سلطة التطليق بيد الزوج وحده أو بيد الزوجة وحدها، إنما تعطى لهما معاً مناصفة لدى المحكمة، التي تحكم بالعدل والمساواة فيما بين الطرفين المتنازعين.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين
- صلح السنة والشيعة
- أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم
- موضوع في خدمة مشروع سياسي
- يعني إيه ثورة
- حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل
- التحول الثوري الثالث
- الثورة تقتل أبيها، لكن لا تفنيه
- ثورة خرجت من بيتها
- حول المشكلة الإسلامية (3)
- حول المشكلة الإسلامية (2)
- حول المشكلة الإسلامية (1)
- احترام الأديان من احترام الإنسان
- الله في أبهى ثوب
- أنا موجود إذاً الله موجود
- أنا موجود، الله موجود؟


المزيد.....




- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث