أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - جاهلية لغة الام الثالثة














المزيد.....

جاهلية لغة الام الثالثة


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 16:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جاهلية لغة الام الثالثة
ننتقل اليوم من الجاهلية الاولى قبل الاسلام و الجاهلية الثانية بعد الاسلام الى الجاهلية الثالثة التي هي جاهلية لغة الام. الحقيقة لغة كتاباتنا ليست لغة امهاتنا لانها تختلف عن ما تعلمناه و هي تحولت اليوم من لغة ام فئة معينة الى لغة المدارس و الصحافة و الاعلام بسبب هيمنتها الثقافية او الدينية او العسكرية. للغة مها كانت نوعيتها كما نعرف دور كبير في تكوين الهوية اضافة الى كونها حاملة الثقافة و التأريخ و الجغرافية. يتغلب على الناطقين بلغة الام عادة كسل غريب و هم اقل الناس الماما بتأريخها و قواعدها و اصلها رغم ان البعض يفتح فمه الكبير الى ابعد حد للافتخار بها و ينسى فضل الاجنبي عليها. لربما يكمن السبب في اننا نعتقد باننا لسنا بحاجة لمراجعتها لانها هبة طبيعية من الله لا تحتاج المراجعة و التأمل.

تعيش العرب على سبيل المثال منذ فترة طويلة في اوهام و ملاحم و اساطير عن العربية و فصاحتها و نقاوتها و عمقها و قدمها و تغلبها على جميع لغات العالم و كانما نزلت بمرسوم سماوي من السماء على قبائل بدوية بدائية صحراوية اختيرت كخير امة اخرجت للناس ليست في حاجة الى استعارات و تطور و لانها اتت كاملة من اللوح المحفوظ فهي ليست ديناميكية بل ثابتة ميتة الى الابد. تتطوراللغات الحية ديموقراطيا لان اللغة لا تعرف دكتاتورية الاملاء. آن الاوان للعرب اليوم ان تستيقظ من نومها و سباتها و تتعرف على حقيقة لغتها و تأريخها و الاعتراف بالمفردات الدخيلة الهائلة فيها و تبتعد عن اساطير الاولين و تتعلم ان الدخيل من الكوثر (راجع مقالاتي الكثيرة عن هذا الموضوع على هذا الموقع). ليست هناك لغات نقية لان النقاوة صفة الفقر.

بالمقابل عانت اللغة الكردية بحكم السياسات العنصرية التي حاولت ابعادها و تمزيقها بتفريق الاكراد على دول تكونت قبل فترة قصيرة نسبيا من ناحية و من ناحة اخرى بسبب الاهمال الكردي نفسه. و لكننا كأكراد لا نختلف عن العرب في جهلنا بلغتنا و تاريخها و افتخارنا بها دون ادنى محاولة لدراستها علميا حتى اذا سنحت لنا الفرصة. كم منا يفهم حقيقة الكردية فعلا و مراحل تطورها؟ طبعا هناك فرق واحد مهم و هو ان العربية و بحكم الاسلام و غزواته الكثيرة تلقت اهتماما عالميا لا مثيل له بين لغات الشرق و اليوم يعلّم المستشرق الاجنبي العربي كيفية التعرف على ماهية حقيقة لغته.

لا يختلف الامر كثيرا اذا تحولت الى اللغات الاوربية الغربية مثل الالمانية و الانجليزية و غيرها من اللغات الغربية الاخرى لان اكثرية منتمي هذه اللغات لا تعير للغات امهاتها اي اهتمام و لا تعرف شيء عنها غير استعمالها مع فرق كبير واحد و هو انها لا تفتخر و لا تنكر جهلها بلغاتها و هي في نفس الوقت تستحي ان تصلح اخطاءك اذا تكلمت بلغاتها ففي حين يتهمك العربي و يلومك على الاخطاء و يستهزئ بك رغم جهله بنفسه بلغته يمدحك الاوربي الغربي على اتقانك للغته و يشكرك عليه و يصغي اليك بصبر و اهتمام و انت تمدح بلغتك و كأنها هي لغة الهية مقدسة دون ان يعرف المسكين ان الجاهلية الثالثة هي سبب كل هذا الهراء.

و اخيرا يمكن ان نقول ان اللغة عضوية كعضوية الانسان تتطور و تتغير و تنمو و تكبر و تعجز و تموت. لا توجد لغات اجمل و اقدس و افضل من غيرها و ان ثراء لغة معينة يعود فقط الى تأريخها و احتكاكاتها و ان لغات الام هي اللغات المحكية فقط و ان جميع اللغات كانت محكية سابقا ارتفع مقام بعضها الى الرسمية لاسباب التسلط . تنقص اللغات الرسمية ديناميكية و حيوية و عواطف اللغات المحكية و هي ليست اجمل و لا اقدم منها بالضرورة. ليس الجمال الا نظرة شخصية لا اكثر. جميع لغات هذه الارض هي تراثنا جمعيا. ليست هناك ملكية في اللغة.



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللحظة اهم من الدقيقة
- في المراقب رادع و لكن في الغش ابداع
- حدائق العرب الايرانية المعلقة
- من الطبيب الى التاجر
- الهم = الحياة 2
- القاهرة المقهورة
- الهم = الحياة
- تأملات في التراب Dust
- ازمة التفكير البؤري Focusing
- من اين جاءت فصاحة العرب؟
- قصة الجميلة (جوان) الكردية 2
- قصة الجميلة (جوان) الكردية
- لغة مفردات العائلة الكردية 5
- العطش العربي – الكردي – الفارسي 2
- العطش العربي - الكردي - الفارسي
- لغة مفردات العائلة الكردية 4
- هل جاء القرآن بثورة زراعية عربية؟ 2
- هل جاء القرآن بثورة زراعية عربية؟
- لغة مفردات العائلة الكردية 3
- لغة مفردات العائلة الكردية 2


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - جاهلية لغة الام الثالثة