أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - صديقي الراحل والجّنة














المزيد.....

صديقي الراحل والجّنة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 23:35
المحور: كتابات ساخرة
    


كُل عصر من أيام الخميس ، يرن جرس الباب .. وإذا بهِ أحد أبناء طيب الذكر ، جيراني وصديقي الراحل "ن" ، وهو يوزع الخبز الحار ، او الحلوى .. من أجل ذكرى والده .. وكذلك في معظم أيام الاثنين والأعياد .. وبمثابرةٍ عجيبة ومواصلة لا تكل ولا تمُل .. تقوم عقيلة الراحل ، بتوزيع الخبز والحلوى ، على جميع الجيران .. في سبيل إستذكاره والترحُم عليهِ .
قبل دقائق .. وكالعادة .. رّن الجرس .. وإستلمتُ بعض الصمون الحار اللذيذ ، وقبل دخولي الى المطبخ إقتطعتُ جزءاً وأكلته .. قلتُ لزوجتي حين ناولتُها الصمون ، مُمازِحاً ومُناكِداً : .. اُنظري الى جارتِنا ، فحتى بعد سنوات من رحيلهِ .. تقوم بتوزيع الخيرات ، لكي يزداد ثواب زوجها في السماء .. ترى هل ستفعلين ذلك من أجلي ؟ قالتْ على الفور : مُتْ .. وسترى ماذا سأفعل ! ... في الحقيقة .. لا أدري هل كانتْ تمازحني ، ام كانتْ تستعجلني !!.
رغم ان بعض الأصدقاء ، يقولون عني بأنني " دينسز " .. ولكن كُلما أفتح الباب ، أيام الأثنين والخميس ، وأستلم ما تجود به عائلة جيراني من " الخَير " .. أضطرُ للتفكير بالمرحوم الذي كانتْ تربطني بهِ ، صداقة قوية . وأستغربُ في دخيلتي ، من ( الإصرار والإستمرارية ) لدى عائلته ، لإستذكارهِ وتوزيع الخبز والحلوى ترحماً عليه . لأنني لم يسبق لي ، على الإطلاق " رغم أنني أكنُ الحب الكبير لوالدي ووالدتي الراحلَين " .. لم يسبق لي ان وزعتُ شيئاً في ايام الأثنين او الخميس ، من اجلهما أو لزيادة أجرهما في الآخرة ! . على أية حال .. بدأتُ اُفّكِر : لو انهُ فعلاً .. هنالك سجلٌ في السماء ، تُسّجَل فيهِ ، كُل صمونة او قطعة حلوى ، وُزِعَتْ من أجل صديقي " ن " ، طيلة هذه السنين ، ومرتَين في الاسبوع ، إضافة الى اللحم في الأعياد .. فانه بالتأكيد .. يكون قد جمعَ كميةً كبيرة من الحسنات ، وبالتالي هنالك إحتمالٌ قوي ، ان يحوز على مكانٍ مُحتَرم في الجنة ! .
وهُنا شعرتُ ببعض الغيرة منه ، أي من صديقي الراحل المحظوظ .. وكذلك ببعض الذنب تجاه والديّ .. وبعض الشفقة على نفسي ، إذ أنني لا أتوقع على الإطلاق .. أن يقوم أحد من عائلتي ، بالمواظبة على توزيع الصمون او الحلوى ، من أجلي بعد رحيلي ! . ولهذا فأنني أتوقع ، حتى لو حصلتُ على مقعدٍ شاغرٍ في الفردوس الاعلى ، بأية طريقةٍ من الطُرُق .. فأنه بالتأكيد لن يكون في المواقع الامامية ، او الاماكن المُهمة المُطلة على الباحات والحدائق ..
بينما ، من المُحتَمَل ان يحصل صديقي " ن " على جناحٍ سياحي وخدمات إضافية ورُبما مساجٍ صيني .. وبيني وبينكُم .. فأنه يستحق ذلك : فليسَ من المعقول ، ان يذهب كُل الصمون الحار والجكليت سُدىً !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وجود لأي فسادٍ في أقليم كردستان
- بين تركيا وحزب العمال .. مُلاحظات
- مُحّمَد ( ص ) يدعمُ مُظاهرات الموصل !
- كيفَ سيكون تشييع المالكي ؟
- مَشهدٌ بسيط من الحِراك الفكري
- في العراق .. المياه لاتعود الى مَجاريها
- الإسلام السياسي ، مُشكلة بحاجة الى حَل
- خريجون بلا مَعرِفة
- الفرق بين الشَلاتي والسَرسَري !
- لا ثورة حقيقية في الموصل
- صراعٌ أقليمي على -رأس العين-
- المالكي يُهنئ خليفة بن زايد
- الطبخ على الطريقة العراقية
- التَعّود
- صراعٌ على دستور أقليم كردستان
- سوء الحَظ
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة الوفاء لنينوى
- مَنْ ينتف ريش الميزانية ؟
- من وحي الثلج
- اللوحة المُعتمة


المزيد.....




- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - صديقي الراحل والجّنة