أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - التَعّود














المزيد.....

التَعّود


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3975 - 2013 / 1 / 17 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مساء أمس ، كنتُ اُتابعُ برنامجاً حوارياً ، على قناة المِحور المصرية .. وكان أحد المُتحدِثين " عَمر حمزاوي " الأكاديمي والسياسي ، الذي تعجبني طروحاته وأفكاره ومنذ سنين عديدة ، وهو الآن احد أقطاب " جبهة الإنقاذ " المُعارضة التي تقف بشجاعة ، بوجه حُكم الإخوان ومحمد مرسي . ما لفتَ نظري ، هي الجملة التي أعرب فيها حمزاوي ، عن مخاوفه بشأن الوضع السياسي الاجتماعي في مصر ، بقوله : " .. ما أخشاهُ هو فكرة [ التَعّوِد ] على اسلوب حكم مرسي والأخوان .. والتقبُل التدريجي لِما يصدر من أحكام وسياسات .. كما تعّودَ المجتمع على سياسات الحكم السابق لسنوات طويلة .. لكنني اُراهن على صحوة الشعب المصري وإستعداد المعارضة ايضاً على المواصلة بنفسٍ طويل ، من اجل تعديل الدستور قبل الإنتخابات ... " .
ما يهمني هُنا ، هو [ التَعَوِد ] .. فكما يبدو ، ان السُلطات إينما كانتْ ، فأنها تأمل ، ان الناس سوف يتقبلون سياساتها بعد ان يتعودوا عليها ويتأقلموا معها ، حتى إذا لم تكن في صالحهم ! . وهنالك الكثير من الامثلة على ذلك ، فكان النظام السابق .. يقوم بإطلاق بالون إختبار ، لمعرفة ردود الافعال .. ثم يتصرف وفق النتائج والمُعطيات : فقامَ مثلاً بإغتيال العديد من النُشطاء الشيوعيين .. في بداية السبعينيات ، ولم يلقَ ردود أفعال قوية ومناسبة منهم " علماً ان الشيوعيين كانوا مُتاكدين من الجهة التي تقوم بهذه الجرائم " .. ثم فرضوا شروطاً في غاية الوقاحة ، على شركاءهم في " الجبهة الوطنية " ، من قبيل انهم اي البعث هو الحزب القائد ، وان الشيوعيين ممنوعون من ممارسة أي نشاط في القوات المسلحة والشرطة و و و ...الخ ، وقبَلها الطرف الآخر .. ثم قام بالتضييق على الشيوعيين في كُل مكان .. بحيث انهم [[ تعودوا ]] على هذا النمط من التعامُل !. وأدركَ البعث ، ان ذاك التَعّود .. سيقود حتماً الى تصفية حلفاءهم وإنفرادهم اي البعث بالسلطة كلها .. وهذا ما حدث فعلاً . وعشرات الامثلة الاخرى من العهد الماضي ، فمثلاً .. كان من الشائع ان يعتقد عموم الناس ، ان " دائرة الامن " مكانٌ مُرعِب ومُخيف ، وزُرِعَتْ هذه الفكرة ، في أذهاننا عمداً ، للسيطرة علينا .. بينما ، تَبّينَ في إنتفاضة آذار 1991 ، انه بإمكان الجماهير إذا توفرتْ الإرادة ، ان تهزم الأمن والمخابرات وأي جهةٍ قمعية ، بكل سهولة .
واليوم .. نجحَ المالكي في بغداد ، ونجحتْ السُلطة في أربيل .. في [ تعويد ] الجماهير ، على انماط مُعينة من الحُكم . بحيث ، إستسلمَ المواطن العادي في بغداد ، الى فكرة ، قيادة احزاب الإسلام السياسي للحكومة ، وتعودتْ على رئاسة المالكي ، وتأقلمتْ مع الأزمات المُتلاحقة والفوضى . كما [ تعودتْ ] جماهير اقليم كردستان ، بِحُكم التقادُم والإستمرارية ، على إعتبار حُكم الحِزبَين الديمقراطي والإتحاد ، أمراً طبيعياً .. وان مُجرد التفكير ، بإيجاد بدائل ، هو الأمر غير الطبيعي ! . وهذا هو بالضبط ما تريده الاحزاب الحاكمة : أن تغرس في النفوس تدريجياً ، مفاهيم تقول ، ان قيادة هذه الاحزاب للسُلطة ، تشبه الظواهر الطبيعية ، مثل شروق الشمس وغروبها ، ومثل المطر والرياح ! .
أعتقد ، بأن هذا النهج من التفكير والتعامل ، يلقى هوىً لدى التيارات الإسلامية أيضاً " التي تقوم فلسفتها بالأساس ، على التقليد والتعّوِد ، إذ ان نسبة كبيرة من المسلمين ، يؤدون الصلاة مثلاً ، نتيجة التعود ، حتى بدون ان يعرفوا ماذا يقولون أو معنى مايقولون ! " .
..........................
في أحيان كثيرة .. ينبغي ان لا نفعل كما يقول " عادل إمام " في مسرحيته شاهد ما شافش حاجة : ( متعّوِدة .. دايماً ) .. بل يجب ان نُدّقِق ونفحص جيداً ، ونترك كافة الأمور السيئة التي قد نكون " تعّودنا " عليها ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراعٌ على دستور أقليم كردستان
- سوء الحَظ
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة الوفاء لنينوى
- مَنْ ينتف ريش الميزانية ؟
- من وحي الثلج
- اللوحة المُعتمة
- العراق .. دولة العشائر
- كردستان على ضِفتَي دجلة
- مُظاهرات الموصل : الإسلام هو الحَل !
- مجالس المحافظات / نينوى / إئتلاف نخوة العراق
- ملاحظات حول مُظاهرات الأنبار
- على هامش الأزمة
- العراقيون : حزينون .. غاضبون
- تحاميل
- الفرقُ بين المالكي وسعيد قّزاز
- صراع الديوك في مجلس محافظة نينوى
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة نينوى المُوحدة
- نحنُ في ورطةٍ حقيقية
- إذا غابَ الطالباني عن الساحة
- المركز والأقليم .. بينَ مَشروعَين


المزيد.....




- وسائل إعلام: تفاصيل مقتل طالب سعودي طعنا في الرقبة في بريطان ...
- تشيلي: انتشال جثث عمال قضوا بعد انهيار نفق في أكبر منجم نحاس ...
- صدى -يوم الضمير العالمي- دعما لغزة يتردد في البقاع اللبناني ...
- شهادة مؤثرة: في غزة لجأنا إلى شرب الماء المالح حتى لا يغمى ع ...
- إل باييس: صناديق الموت من السماء مساعدات لغزة تجمّل الجريمة ...
- إيران تؤسس مجلس دفاع وطني بعد حربها الأخيرة مع إسرائيل
- هل يشتعل الصراع بين تركيا والهند في المحيط الهندي؟
- 90 ألفا تظاهروا بأستراليا تعاطفا مع غزة وإسرائيل غاضبة
- ترامب: على إسرائيل أن تطعم الناس في غزة
- إيران تعلن تأسيس -مجلس الدفاع الوطني- لتعزيز قدراتها


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - التَعّود