إذا غابَ الطالباني عن الساحة

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

- تعّرُض السيد الرئيس " جلال الطالباني " لجلطةٍ دماغية وتصلب الشرايين ، وفقدانه الوعي منذ ليلة أمس الأثنين 17/12 .. جاءَ في أسوأ توقيت ، بالنسبة للوضع العراقي .. فلقد أوشكَ في اليومين الاخيرَين ، في إقناع المالكي والبارزاني ، على إيقاف الحرب الإعلامية ، وتهيئة الارضية المناسبة ، للتفاوض المُثمر . ولكن كما يبدو ، فان الجُهد الذي بذلهُ في الآونة الأخيرة ، في اللقاءات والإجتماعات المتوالية .. قد كانَ أكبرَ من طاقتهِ .. وأكثرَ مما هو مسموحٌ بهِ ، تبعاً لحالته الصحية العامة .
- في مقالات سابقة ، ومنذ أكثر من سنتَين .. تمنيتُ على الرئيس الطالباني ، ان لايُرشح نفسه لدورةٍ رئاسية ثانية .. وان يستقيل من زعامة الإتحاد الوطني الكردستاني أيضاً .. لانه لن يستطيع الإيفاء بواجباتهِ وإلتزاماتهِ ، بسبب وضعه الصحي الصعب والإرهاق المتواصل وحاجته الى الرعاية الطبية المستمرة .. ولو فعلَ ذلك .. لكانتْ سابقة حضارية مهمة في المنطقة عموماً .. ان يتنازل رئيس دولة عن منصبه إختيارياً .. وان يترك زعامة حزبه ، ويفسح المجال لآخرين أن يكملوا المُشوار . لكنه لم يفعل ذلك في حينها مع الاسف .
- وحتى على مُستوى الإتحاد الوطني الكردستاني .. فلا أعتقد انه قد حسمَ مسألة الزعامة من بعده ، بصورةٍ واضحة ومُقنِعة . وتبعاً لآلية المحاصصة التي سارتْ عليها العملية السياسية في العراق ، لغاية اليوم .. فأن منصب رئاسة الجمهورية ، من نصيب الكُرد ، وتبعاً للمحاصصة الكردية الخاصة ، فأنه من نصيب الإتحاد الوطني الكردستاني بالذات .
- في حالة وفاة السيد جلال الطالباني ، أو حتى في أحسن الأحوال ، إبتعادهِ القسري عن ممارسة مهامه الرئاسية .. فلا بُد من القيام ببعض الخطوات الضرورية والسريعة ، من أجل ملأ أي فراغٍ قد يحدث بصورةٍ فجائية . وينبغي على قيادة الإتحاد الوطني الكردستاني ، وبالتنسيق مع شركاءه الكردستانيين ، سواء الذين في السلطة او المعارضة .. الإتفاق على بديلٍ للطالباني لمنصب رئيس الجمهورية للفترة المتبقية .. ومن الطبيعي ، ان يكون شخصية توافقية بِرضا الإئتلاف الوطني العراقي والقائمة العراقية ، وحتى الولايات المتحدة الامريكية ودول الجوار أيضاً . وكما يبدو ، فأن السيد " برهم صالح " رُبما يكون الشخص الأكثر حظوظا في هذه المرحلة .
- أما بالنسبة ، الى زعامة الإتحاد الوطني الكردستاني .. فمن المتوقع تشكيل هيئة قيادية ولو بصورةٍ مؤقتة .. تضم أبرز الشخصيات ، مثل كوسرت رسول وبرهم صالح وهيرو ابراهيم وملا بختيار وقباد الطالباني وسعدي بيرة وآزاد جندياني وآخرين . علماً ان خلافة الطالباني ، لن تكون سهلة على الإطلاق .. حيث انه اي الطالباني ، كانَ هو اللاصق الذي يجمع قيادات الاتحاد ، مع بعضها البعض .. بحنكته السياسية والكاريزما التي يمتلكها .. وان غيابه عن الساحة .. سوف يُفّجِر الخلافات الكامنة بين هذه القيادات .. إن عاجلاً أم آجلاً !.
- ولا ينبغي تجاهل ، المصالح الإقتصادية الكبيرة للعديد من القيادات في الإتحاد الوطني الكردستاني ، وتشابكها .. وان هذه المصالح الكبرى ، سلاحٌ ذوحّدين ، فأما ان تكون عاملاً مُساعداً للتوافق فيما بينهم وإبقاءهم كُتلة واحدة ( في حالة إتفاقهم على توزيع عادل يُرضي الجميع ) .. أو تكون سبباً في الإسراع بتفككهم وتشرذمهم ( في حالة إحتكار فئة صغيرة فقط ، لميراث الطالباني ، المادي والمعنوي ! ) .
- ان ما سيسفر عنهُ من تغييرات على هيكلية قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني .. لايهم هذا الحزب فقط .. بل له علاقة مُباشرة ب " حركة التغيير " و" الحزب الديمقراطي الكردستاني " ، بل بالوضع العراقي عموماً .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل