أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - سوء الحَظ














المزيد.....

سوء الحَظ


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" إشتكى لي مُتذمِراً من الفشل المتواصل لأبناءه ، سواء في الدراسة او الحياة العملية .. مُرجِعاً ذلك الى " سوء الطالع " و " قلة الحَظ " .. ولكي يؤكِد لي صحة رأيه .. فلقد أسهبَ في شرح " جهوده " التي بذلها في سبيل أولاده ، منذ ان كانوا أطفالاً صِغاراً .. و كُل الامور التي وّفَرها لهم .. وانه لم يبخل عليهم بشئ ، فلقد كانوا " أفضل " من جميع أقرانهم في جميع الأوقات .. من حيث المأكل والملبَس ومَصرَف الجيب .. لا بل ان كُلاً منهم كان له سيارته الخاصة حتى قبلَ ان يبلغ سن البلوغ .. وكلهم كان لهم مدرسوهم الخصوصيون منذ المرحلة الإبتدائية ! .. ولم يفلح احدهم في الحصول على شهادةٍ مُعتَبرة . وحتى في الاعمال ، فانهم يتسببون دائماً في خساراتٍ متتالية . بينما اُنظر الى عائلة فلان ، الذي كان بالكاد يستطيع إعالة أولاده .. فأن جميعهم أصحاب شهادات عُليا وناجحون في عملهم ! .. أليسَ هذا سوء حظ ؟! " .
صاحب العائلة الاولى ، يُؤمن بالحظ ، ويعتقد انه فعل الكثير لأولاده ، من خلال البذخ المُبالَغ فيه وغير المدروس " منذ طفولتهم المُبكرة لغاية بلوغهم ".. من دون التعايش معهم يومياً ، ومراقبتهم عن كثب ، وأين وكيف يقضون أوقاتهم ومَعَ مَنْ وفي أية مجالات يصرفون الأموال التي تحت ايديهم ؟ ومن دون مُتابعة دراستهم ومن دون الإعتناء بتربيتهم وغرس القِيَم الجيدة في نفوسهم .. هذه كُلها مُقدمات .. لِما آلَ إليهِ اولاده .. ولا علاقة للأمر بالحَظ أبداً .
صاحب العائلة الثانية .. كان يتابع اولاده بِكُل جدية ، سواء في البيت او المدرسة او الشارع .. يُفتش عن تفاصيل أصدقاءهم ومن أي العوائل هُم وأخلاقهم ، ويمنع اولاده من الإختلاط بالسيئين ، ويشجع أبناءه على التفوق والمُثابرة ، وتعويدهم على حُب العمل والإخلاص والإبداع .. لهذه الاسباب .. أبناءه ناجحون .. ولا علاقة للأمر بالحَظ والطالع .
.................................
يمكن تشبيه الأب او المسؤول عن العائلة الأولى .. بحكوماتنا السابقة ولا سيما الحالية ، في العراق واقليم كردستان .. فأنهم لايُرَبون أبناءهم " أي الشعب " بطريقةٍ صحيحة .. ولا يدركون ان توفير الحَد الادنى من الرواتب والاجور والخدمات البسيطة ، ليسَ كافياً على الإطلاق .. فأب العائلة الفاشلة .. كان في الواقع ( بعيداً ) عن ابناءه ولا يقضي الوقت الكافي معهم ، للإطلاع على مشاكلهم ومساعدتهم في حلها ، وتركهم للآخرين ! .. ونفس الشئ ، فان الحكومات والانظمة عندنا .. بعيدة في الحقيقة ، عن الشعب والجماهير ، وهنالك حواجز كثيرة بينهما .. وان هذه الانظمة ، لم تهتم ب [ تربية ] الأولاد منذ الصغر تربية حسنة ، وبدلاً من ان تصرف الميزانية على " التربية والتعليم " ، فأنها كانتْ دوماً عرضةً للفساد والنهب ، وتبذيرها على مشاريع التسليح وامور غير مُجدِية . وتبعاً الى تكريس هذا النوع ، من التعامُل والتربية .. فمن المنطقي ومن المتوقع .. ان يكون الابناء " الشعب " ، فاشلون .. يُعانون من المشاكل المستعصية ، يقعون في المطبات ، لايمتلكون اُسُساً متينة تؤهلهم للتغيير نحو الاحسن وقيادة المرحلة القادمة .
هنالك بُلدان ، ليسَ لها موارد كبيرة ولا نفط .." مثل العائلة الثانية ".. لكن شعوب هذه البلدان ، ناجحون متفوقون ، يعيشون برفاهية .. لأن آباءهم حرصوا على تربيتهم منذ البداية ، وفق أحسن الأساليب ، وتعبوا في متابعتهم وتوجيههم .. فان هذه الشعوب " محظوظة " بآباءها .
أما نحن فأن " طالعنا سئ " لأن آباءنا غير جديرين بالأبوة ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة الوفاء لنينوى
- مَنْ ينتف ريش الميزانية ؟
- من وحي الثلج
- اللوحة المُعتمة
- العراق .. دولة العشائر
- كردستان على ضِفتَي دجلة
- مُظاهرات الموصل : الإسلام هو الحَل !
- مجالس المحافظات / نينوى / إئتلاف نخوة العراق
- ملاحظات حول مُظاهرات الأنبار
- على هامش الأزمة
- العراقيون : حزينون .. غاضبون
- تحاميل
- الفرقُ بين المالكي وسعيد قّزاز
- صراع الديوك في مجلس محافظة نينوى
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة نينوى المُوحدة
- نحنُ في ورطةٍ حقيقية
- إذا غابَ الطالباني عن الساحة
- المركز والأقليم .. بينَ مَشروعَين
- إنتخابات مجالس المحافظات ، وجيل الشباب
- إختِطاف أبو جعفر المنصور


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - سوء الحَظ