أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - من وحي الثلج














المزيد.....

من وحي الثلج


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- منذ ساعاتٍ يتساقط الثلج بغزارةٍ مُدهشة .. تُذكرني بِسِني السبعينيات ، حين كان سُمك الثلج يبلغ في كانون الثاني وشباط ، أكثر من متر .. في العمادية وسرسنك . الان في مركز العمادية ، تجاوز الستين سنتمتر ، وفي مركز دهوك وصل الى قرابة العشرين سنتمتراً .. ومازال يسقط ، إذ من المتوقع ان تتضاعف هذه الأرقام خلال الساعات القادمة .
لا أدري .. هل هي حالة فردية أم أنها غريزة عامة .. فالثلج يجلب الفرح والمرح .. وللأطفال خاصةً .. طبعاً أعني بذلك .. الأطفال الساكنين في بيوت دافئة .. حيث تتوفر وسائل التدفئة والوقود الكافي .. والطعام والشراب . حيث يخرج الكبار والصغار ، لللعب ورمي كرات الثلج على بعضهم البعض .. وسط الضحكات وإلتقاط الصور التذكارية .. ثم يصعدون في سياراتهم ، ذات الدفع الرباعي ، التي لاتعطلها الثلوج .. ويعودون الى منازلهم .. حيث الدفئ والأمان والراحة .
- لكن واقعنا ، ليسَ بهذه الصورةِ الوردية على طول الخط .. فعلى بعد كيلومترات قليلة ، من هنا حيث أسكن .. هنالك مُخيَمٌ لللاجئين السوريين .. القليل القليل منهم ، يسكنون في بيوت بسيطة .. والغالبية في خيمٍ وسط هذا الجو القارس البرودة والثلج المنهمر .. في ظروفٍ بالغة الصعوبة ولا سيما للأطفال والشيوخ والمرضى . ناهيك عن المواطنين السوريين في الكثير من المدن والبلدات السورية ، والمفتقرة الى كافة الخدمات الاساسية .. من كهرباء وماء وخبز ودواء .. وسط الدمار والخراب والعنف .. سواء من النظام او من الجيش الحُر او عصابات الجريمة المنظمة .
- نحنُ هنا في المُدن الآمنة .. نتذمرُ من تعطُل الطُرق بسبب الثلج ، وصعوبة التنقُل .. فكيف بشابات وشباب حزب العمال الكردستاني ، الرابضين في أعالي الجبال في قنديل والمناطق الحدودية وداخل تركيا ؟ حيث يلاحقهم النظام التركي بِكُل طريقة مُتاحة ، وتحاصرهم السماء بهذا الكَم الهائل من الثلوج ؟ بِغض النظر عن الإختلافات السياسية معهم .. فأن هؤلاء المُقاتلين يستحقون كُل الإعجاب والإحترام .
- في هذهِ الأجواء المناخية القاسية للغاية .. ينبغي ان ننحني تقديراً لشرطة المرور المتواجدين في الشوارع ، والدفاع المدني وسائقي الإسعاف .. وكذلك البيشمركة في رباياهم وجنود الجيش في ثكناتهم وأماكن واجباتهم الميدانية .. وعموماً الى كُل الذين " يعملون " فعلياً خارج بيوتهم ، لتأمين الخدمات والحماية لنا . لا أقصد بالطبع أقليم كردستان فقط .. بل في كُل العراق من اقصاه الى أقصاه .. بل ينبغي توجيه تحية خاصة ، للمعتصمين والمتظاهرين من أجل حقوقهم " المشروعة " في كُل مكان .
- انا جالسٌ الان .. في صالة منزلي وقربي مدفأة ، أنظر الى الثلج المتساقط بغزارة من النافذة المُطلة على الشارع .. بعد ان إطمأننتُ على عودة اولادي من دوائرهم ومدارسهم " حيث ان الكثير من الشوارع داخل المدينة قد تعذرَتْ فيها حركة السيارات " .. ولدي نفط يكفيني لعدة أيام ومواد غذائية أيضاً . فأنا عملياً .. اُمارسُ النمط البرجوازي الصغير في التفكير والتصرُف .. ذلك النهج التافه الأناني .. الباحث عن الراحة الشخصية بالدرجة الاساسية . ترى كَم طفلٍ الآن وفي هذه اللحظة ، يقشعر بدنه الصغير من البرد .. ويئن من الجوع .. هنا في مدينتي او الاقليم او العراق او المنطقة عموماً ؟ ألا أتحملُ جُزءاً من المسؤولية في تَرّدي أوضاع الفقراء والمُعدَمين ؟ هل ان التضامن المعنوي يكفي في مثل هذه الحالات ؟
..........................
انها مُجرد مراجعات ذهنية حول العدالة المفقودة .. من وحي الثلج .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوحة المُعتمة
- العراق .. دولة العشائر
- كردستان على ضِفتَي دجلة
- مُظاهرات الموصل : الإسلام هو الحَل !
- مجالس المحافظات / نينوى / إئتلاف نخوة العراق
- ملاحظات حول مُظاهرات الأنبار
- على هامش الأزمة
- العراقيون : حزينون .. غاضبون
- تحاميل
- الفرقُ بين المالكي وسعيد قّزاز
- صراع الديوك في مجلس محافظة نينوى
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة نينوى المُوحدة
- نحنُ في ورطةٍ حقيقية
- إذا غابَ الطالباني عن الساحة
- المركز والأقليم .. بينَ مَشروعَين
- إنتخابات مجالس المحافظات ، وجيل الشباب
- إختِطاف أبو جعفر المنصور
- الحَرب التي لا نُريدها
- مُجّرَد دعايات مُغرِضة
- البلد الأول في النمو الإقتصادي


المزيد.....




- -نساء الزرافات- في تايلاند..هكذا وثق مغامر إماراتي واحدة من ...
- كيف تحوّلت ألعاب الفيديو إلى ساحة لتجنيد المتطرفين؟
- فاديفول في زيارة رسمية لأوكرانيا تأكيدا لمواصلة الدعم الألما ...
- حرب السودان.. عندما يصبح الصحفي سائقا والمهندس مزارعا
- هل تحتوي الإيصالات الورقية على مادة سامة؟
- هل تنجح ضغوط واشنطن في التوصل إلى صفقة تنهي حرب غزة؟
- سلاح حزب الله بين الضغوط والجدل اللبناني وترقب الرد
- أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب
- غروسي ينسف رواية ترامب.. مشروع إيران النووي لم يُقبر بعد
- ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها ال ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - من وحي الثلج