أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - كيفَ سيكون تشييع المالكي ؟














المزيد.....

كيفَ سيكون تشييع المالكي ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 19:05
المحور: كتابات ساخرة
    


" إنتقلَ السيد سين ، الى بلدةٍ جديدة ليعمل ويستقِرَ فيها لبقية حياتهِ .. وكانَ مُرتاحاً سواء في حياتهِ العامة او عمله الذي يزاوله .. وبعد أشهر ، رأى طابوراً من أهالي البلدة ، حاملينَ نعشاً على رؤوسهم .. فإستغربَ وسألَ عن السبب .. فقيلَ له : ان العادة جارية هُنا ، على ان يُكّرَم المُتوفي مِنْ قِبَل الأهالي ، حسبَ العمل الذي كان يُمارسه .. وذاك المرحوم الذي ترى نعشه ، كانَ حلاقاً .. ولهذا ، فأنهم يحملونه على رؤوسهم .. التي طالما حَلَقها ! . وبعد مُدةٍ شاهدَ جنازةً أخرى محمولة على الأكُف .. حيث كان المرحوم مُدرباً لكرة السّلة .. وهكذا . الى ان أتى اليوم الذي اُصيبَ صاحبنا السيد سين بعد سنين ، بِمرضٍ عضال .. وأدركَ ان يومه قريب .. فكانَ مهموماً وقلقاً الى درجةٍ كبيرة .. ولما ألّحَ عليهِ جاره ، عن سبب قلقه المُبالغ ، وهو الرجل المؤمن والعاقل .. قالَ لهُ السيد سين .. ياجاري العزيز ، انا لا أخافُ من الموت مُطلقاً .. ولكنني لاأستطيع التوقف عن التفكير في الكيفية التي سيحملون بها نعشي .. فكما تعرف ، انا [ مْطّهرجي ] وقمتُ طوال سنين بختان معظم أطفال البلدة ! " .
نحنُ في العراق ومنذ تأسيسه .. قُمنا بتشييع حُكامِنا بِعدة طُرُق .. فلقد حملنا تابوت الملك فيصل الأول ، على اكتافنا .. وجُثمان الملك غازي على صدورنا .. ثم شططنا ، بحيث مّزقنا الملك الشاب فيصل الثاني إرَباً .. ولم تفلح نزاهة عبد الكريم قاسم ووطنيته ، في ردعنا عن قتلهِ بطريقةٍ وحشية والتمثيل البشع بجثتهِ ، التي لا يعلم أحد عن مصيرها شيئاً ... وكان التشييع الفَخِم لعبد السلام عارف ، عبارة عن مُجّرَد تابوتٍ فارغ ، إذ انه قد إحترقَ بالكامل ولم يبقَ منه شئ ، في إشارةٍ رمزية على كونهِ نالَ جزاءه مُبكِراً عن كُل جرائمهِ .. رُبما يكون الرئيس او الحاكم الوحيد ، الذي نفذَ بجلدهِ ، هو عبدالرحمن عارف ، الذي نُفِيَ الى تركيا ، وعادَ الى العراق في التسعينيات ، وتُوفيَ قبلَ سنوات مثل خلق الله ، واًقيمتْ له جنازة عادية ... أما أحمد حسن البكر ، فلقد قُتِل بطريقة فنية وتدريجية ، مِنْ قِبَل تلميذه النجيب ، واُقيمتْ له جنازة ضخمة فخمة بمارشات عسكرية ، وحُمِلَ نعشه فوق مُدّرعةٍ وسط جنودٍ مُدججين بأنواع الأسلحة ... وأخيراً فأن صدام حسين ، رغم ان القرآن لم يُفارقه في أيامه الأخيرة ، فلقد اُعدِمَ ولم يَسِر في جنازتهِ البسيطة ، غير بضعة أنفارٍ من بقايا عشيرته .
حسناً .. كيف سَيُشّيَع جُثمان حاكمنا الحالي " نوري المالكي " ، بعد عُمرٍ طويل ؟ فلو كُنا مثل البلدة المذكورة اعلاه .. وجَرَتْ العادة ، ان يُحمَل تابوت المُتوفي ، تبعاً لل [ أعمال ] التي كان يقوم بها .. فكيف سيقوم الشعب العراقي ، بِرفع تابوت المالكي ؟
أخشى ما أخشاهُ .. ان يكون المالكي ، قلقاً ومهموماً .. مثل صاحبنا السيد سين أعلاه !! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَشهدٌ بسيط من الحِراك الفكري
- في العراق .. المياه لاتعود الى مَجاريها
- الإسلام السياسي ، مُشكلة بحاجة الى حَل
- خريجون بلا مَعرِفة
- الفرق بين الشَلاتي والسَرسَري !
- لا ثورة حقيقية في الموصل
- صراعٌ أقليمي على -رأس العين-
- المالكي يُهنئ خليفة بن زايد
- الطبخ على الطريقة العراقية
- التَعّود
- صراعٌ على دستور أقليم كردستان
- سوء الحَظ
- مجالس المحافظات / نينوى / قائمة الوفاء لنينوى
- مَنْ ينتف ريش الميزانية ؟
- من وحي الثلج
- اللوحة المُعتمة
- العراق .. دولة العشائر
- كردستان على ضِفتَي دجلة
- مُظاهرات الموصل : الإسلام هو الحَل !
- مجالس المحافظات / نينوى / إئتلاف نخوة العراق


المزيد.....




- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - كيفَ سيكون تشييع المالكي ؟