من النقطة الى الخيط الى الشبكة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 11:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تبدأ جميع الاشياء بنقطة صغيرة في مكان و زمان معين تتكون بعد توفر الظروف الملائمة و بعد البدء بعمليات معقدة من الصعب تعقبها او حتى تفسيرها رغم محاولات علمية مستمرة لتتحول النقطة point بالتدريج الى خيط thread بشرط ان تكون هناك مثابرة و تمسك و عدم التخلي عن الخيط و ظروف مناسبة ليتحول الخيط في النهاية الى شبكةnet . تستطيع ان تراقب مبدأ تحول (النقطة الى الخيط الى الشبكة) في الدراسات العلمية عن جميع التطورات البايولوجية و الاجتماعية و الدينية و الثقافية و اللغوية .. او بعبارة اخرى الكونية و في اللغة الانجليزية تستطيع ان تقول (فقدت خيط ما كنت اقول) عندما تخونك الذاكرة I lost the thread و الالمانية لها نفس العبارة den Faden verlieren و احيانا تتكلم عن خيط احمر.

و لو طبقنا هذا المبدأ على رسالة محمد الاسلامية نضطر ان نبدأ من النقطة و نحاول ان نفسر كيف تكونت النقطة و ماهي الظروف الملائمة التي ساعدت على ظهور نقطة في مكان و زمان معين؟ و اني اعتقد ان هذه المرحلة اصعب المراحل تفسيرها لاننا لا نستطيع ان نصل الى استنتاجات نهائية رغم نجاحنا في شرح كثير من ظروفها لان النقطة لا تتكون فجأة.

فمثلا نستطيع ان نقول و كما نلاحظ من الفعل (اقرأ) و كلمة (قرآن) التي هي استعارة من الارامية بانها تشير الى التلاوة اكثر من القراءة و الكتابة كما نعرفها اليوم و بانها لم تختار بالصدفة بل كانت:
اولا هناك عادات و تقاليد يهودية – مسيحية لقراءة نصوص دينية على الاخرين
ثانيا هناك ميل و نزعة قوية في شخص محمد وبالاستناد ايضا على عادات و تقاليد عربية لقراءة او تلاوة الشعر او النصوص الدينية على الاخرين و اننا نجد كيف يتلو (يقرأ) محمد آيات قرآنه على الاخرين كلما سنحت له الفرصة اي باختصار: كان محمد يعشق التلاوة.

و لكن النقطة لا شيء اذا تلاشت او اختفت فجأة او حتى اذا تحولت الى خيط و ضاع الخيط. لذا لم يحتاج شخص مثل محمد الكثير لكي يظهر فجأة و يتحول الى نبي بقدر صعوبة بقاءه كنبي و مثابرته بالرغم من العقبات الكثيرة في طريقه. قابلية محمد تكمن في البقاء و المثابرة لتتحول النقطة بالتدريج الى خيط و اخيرا الى شبكة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل