جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 20:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اعتقد ان الفرق الحقيقي بين الله و الانسان هو ان الله ينقصه الثبات لا يتحمله اكثر من فترة قصيرة لانه يحب التغير و التبديل فسرعان ما ينتهي من خلق فصل من فصول السنة او وقت من اوقات اليوم يتحول نظره الى شيء آخر و يمسح كل ما خلقه و يبدأ ببناء فصل آخر و هكذا و هنا يشبه الله الطفل الصغير الذي يمل بسرعة من لعبته فحالما تبلغ البنت / يبلغ الولد عمر الشباب و السعادة يفرض عليها / عليه الحب و الغرام و العذاب ليجبرها / ليجبره على الزواج و الاستشهاد و الشيخوخة.
اما الانسان فانه بعكس الله يحب الثبات و التمسك بالعادات و التقاليد. يتعلق الانسان بالحاضر و عندما يتحول الحاضر الى الماضي يذهب معه و يلعن الحاضر و يخاف من المستقبل. يحاول الانسان طول عمره ان يتمسك باللحظة و لكنه يجد نفسه امام قوة خارقة تمنعه. يكمن فن الانسان في التعلق باللحظة بالتمسك بمزاج بضوء و يحاول حبس جمال امرأة او زهرة في لحظة معينة من حياتها و يامل ان يحولها الى ابدية عبثا.
لا يعلم الانسان ان اعتقاده بان الجنة ثابتة لا تتغير خاطئة لانها اي الجنة من خلق الله لا يمكن ان تكون ثابتة يجب ان تتعرض الى التقلبات لتتفق مع مزاجه المتقلب فيتعجب الانسان اذا وصلها و غرق في تياراتها المتقلبة. ليس هناك شيء ثابت على الارض ايضا لانك ستموت من الضجر و الممل اذا انعمت بسلام دائمي و عندها تحن الى الحرب و في الحرب تحن الى السلام اما الله فهو لا يحب الحرب او السلام الدائمي. يمل الله بسرعة كالطفل الصغير و يبحث عن لعبة جديدة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟